شهد قطاع غزة أحداثًا مأساوية بفعل الهجمات العسكرية الإسرائيلية العشوائية على بيوت المدنيين، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من الأبرياء دون سابق إنذار أو تحذير، وهو ما يعد انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي والقانون الإنساني.

وتأتي هذه الهجمات بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب القسام صباح أول من أمس، والتي ألحقت هزيمة كبيرة بالقوات الإسرائيلية، ما دفعها إلى اللجوء إلى سياسة الانتقام من المدنيين.

وأطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي هجمات وحشية على منازل المدنيين في قطاع غزة دون تحذير سابق، ما أسفر عن استشهاد العديد من المواطنين، بينهم أطفال ونساء. 

وتضمنت هذه الهجمات قصف منزل عائلة شبات في بيت حانون شمالي القطاع، وأسفر عن استشهاد 12 مواطنًا، وقصف منزل عائلة أبو عمشة في بيت حانون.

وانتشلت طواقم الدفاع المدني جثامين 7 شهداء من بينهم 5 أطفال من منزل عائلة أبو ركاب الذي استهدفه الاحتلال وسط قطاع غزة، كما ارتقى 5 شهداء من عائلة الدوس في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، واستشهد 3 مواطنين بينهم طفلان بقصف منزل لعائلة أبو عون وسط القطاع، وعائلة أخرى في النصيرات. 

وفي شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، أكد محمد أبو دقة وهو أحد جيران عائلة أبو دقة التي قصف الاحتلال منزلها أول من أمس، وتسبب بقتل أكثر من 11 فردًا من العائلة، أن طائرات اف 16 قصفت المنزل دون سابق إنذار.

وقال أبو دقة لصحيفة "فلسطين: "الاحتلال ارتكب مجزرة واضحة داخل عائلة أبو دقة التي يوجد بها قرابة 20 فردًا من ضمنهم أطفال ونساء وقُتل عدد كبير منهم بعد قصف المنزل دون أي تحذير".

وأوضح أن العائلات والدفاع المدني مكث لساعات حتى أخرج جثامين الشهداء والأطفال من أسفل الأنقاض بعد قصف منزل عائلة أبو دقة شرق مدينة خان يونس.

وأضاف: "تفاجأنا بسقوط صاروخ الطائرة الحربية على منزل العائلة ورؤوس ساكنيه، وهو ما يثبت نية الاحتلال قتل جميع من في المنزل".

من جانبه، أكد رئيس الهيئة الدولية لحقوق الإنسان "حشد"، صلاح عبد العاطي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حول أهدافه المدنية إلى أهداف عسكرية.

وقال عبد العاطي لـ"فلسطين": "بشكل واضح تقوم طائرات الاحتلال بقصف بيوت المواطنين على ساكنيها دون أي تحذير، وهو ما يعد جرائم حرب بموجب ميثاق روما، وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة، ويتم محاكمة المجرمين عليها دوليًا".

وعبر عبد العاطي عن خشيته من اتساع مستوى العدوان الإسرائيلي على المدنيين بقطاع غزة، وتحلل الاحتلال من القوانين الدولية، وممارسة الإرهاب وتنفيذ جرائم إبادة جماعية وشطب عائلات من السجل المدني.

واعتبر أن وضع سلطات الاحتلال سكان قطاع غزة في حياة قاسية ومن ضمنها التهجير والتقصير، وقطع إمدادات المياه والكهرباء، يحول حياة المدنيين لمساكن لا تصلح للحياة.

وحذر عبد العاطي من صمت العالم على تلك الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي، مطالبًا بالتدخل لحماية المدنيين ووقف تنكر سلطات الاحتلال لكل القواعد الدولية.