- البريم: المعادلات التي ترسخها المقاومة تمنع الاحتلال من التجرؤ على الأقصى
- الرفاتي: الانتفاضة انطلقت لأجل الأقصى وما زال الشعب مستعدًّا للدفاع عنه
لم تكن قدرات المقاومة الفلسطينية عندما اندلعت شرارة الانتفاضة بالقوة نفسها اليوم، لكنها استخدمت وسائل عسكرية صنفت أنها "حرب استنزاف" لجيش الاحتلال وللمستوطنين، لتواصل مراكمتها القوة، حتى غدت تمتلك أدوات كبيرة فاجأت الاحتلال في الدفاع عن المسجد الأقصى خلال معركة "سيف القدس"، التي اندلعت في مايو/ أيار عام 2021.
تميزت انتفاضة الأقصى بكثرة المواجهات المسلحة، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة والاحتلال، وما شهدته من تطوير في أدائها وقوتها، فتمكنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحماس من صناعة الصواريخ وضرب المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأسهمت هذه الضربات والأعمال المقاومة في اندحار الاحتلال عن قطاع غزة عام 2005، وواصلت المقاومة مراكمة قوتها دفاعًا عن الأقصى، تجلت صورتها في معركة "سيف القدس" التي أكدت وحدة الساحات، وأن قضية الأقصى فتيل تفجُّر الأوضاع في داخل فلسطين والمنطقة.
وشكلت انتفاضة الأقصى إحدى أبرز محطات النضال الشعبي الفلسطيني، التي شهدت جرائم إسرائيلية كبيرة ومتتالية، فبلغ عدد الشهداء 4412 فلسطينيًا، إضافة إلى أكثر من 49 ألف جريح، في حين قتل نحو 1069 إسرائيليًا، وجرح 4500 آخرون، وتعرضت مناطق بالضفة وغزة للاجتياح والتدمير من الاحتلال.
قوة ذاتية
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي د. أيمن الرفاتي إن انتفاضة الأقصى أدت إلى زيادة قوة المقاومة الفلسطينية وتطور قدراتها العسكرية تدريجيًا من السلاح الفردي وصولا لصنع السلاح الفلسطيني الذي بات يصنع المعادلات.
وأضاف الرفاتي لصحيفة "فلسطين"، أن الانتفاضة دفعت الفلسطينيين لابتكار وسائل عسكرية أوصلت المقاومة لما هي عليه الآن بهذا الشكل وهذه القدرة على مواجهة الاحتلال، مشيرا إلى أن الفصائل الفلسطينية كانت فاعلًا أساسيًا في الانتفاضة، ومرت فيها فترات استطاعت المقاومة صنع معادلات مع الاحتلال.
وأشار إلى أنه خلال الانتفاضة استطاع الشعب الفلسطيني أن يبني قوته الذاتية التي تجاوزت كل العقبات الإسرائيلية أمام العمل المقاوم الفلسطيني، وأدى ذلك إلى تطور قدرات المقاومة ومراكمتها، وتجسد ذلك في معركة "سيف القدس".
ورأى أن انتفاضة الأقصى كان لها تأثير في اندحار الاحتلال من غزة عام 2005 وبعض مناطق الضفة، وما زال الاحتلال متخوفًا من اندلاع انتفاضة ثالثة في وجهه.
وأضاف أن انتفاضة الأقصى جاءت تلبية للواجب الديني والوطني بالدفاع عن المسجد الأقصى، وما زالت القضية متجذرة في عقول ووجدان الفلسطينيين الذين هم مستعدون للذهاب لمواجهات عسكرية للدفاع عن المسجد المبارك.
محور الصراع
وأكد مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين، محمد البريم، أن المسجد الأقصى هو محور الصراع ومركزيته في تاريخ شعبنا ومقاومته.
وقال البريم لصحيفة "فلسطين" إن امتداد انتفاضة الأقصى إلى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والداخل المحتل، يُظهر أن قضية المسجد الأقصى هي محور الصراع وقلبه وقبلته، وأضاف أن الشعب الفلسطيني يتحد في الدفاع عن مسرى الرسول والقبلة الأولى للمسلمين.
اقرأ المزيد: انتفاضة الأقصى أثبتت امتلاك شعبنا عزيمة لا تكسر
وأضاف أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية شملت كل جغرافيا الأرض الفلسطينية، وشاركت فيها كل قطاعات الشعب، فبدأت بالحجارة، ثم تطورت إلى استخدام الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة، وصولًا إلى استخدام الهاون والصواريخ ذات المديات القصيرة والتأثير المحدود. أما اليوم فقد أصبحت المقاومة قادرة على ضرب أي مكان داخل كيان الاحتلال وبكميات كبيرة، وإحداث أضرار كبيرة بالمرافق الإسرائيلية.
وباتت المقاومة، وفقًا للبريم، تمتلك مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك قاذفات محمولة وموجهة مضادة للدروع والدبابات والتحصينات والصواريخ، وقد شكل هذا التسلح حالة من توازن الرعب في معادلة المواجهة والصراع مع الاحتلال.
وقال البريم: "أصبحنا نملك من السلاح والصواريخ ما يمكننا من إلحاق الهزيمة والأذى بالاحتلال وبجبهته الداخلية".
وأضاف: "كلما تطورت المقاومة زاد حساب الاحتلال لها ألف حساب، فالاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة. وقد أثبتت المقاومة أنها قادرة على ردع الاحتلال عن التجرؤ على المسجد الأقصى، وتجاوز الخطوط الحمراء؛ خوفًا من ردها".