فلسطين أون لاين

تقرير "الإضراب" ملاذ المعتقلين السياسيين الأخير لنيل الحرية

...
أمن السلطة بالضفة- أرشيف
رام الله-غزة/ أدهم الشريف:

يعد الإضراب عن الطعام في سجون السلطة معركة فاصلة بالنسبة للمعتقلين السياسيين، إذ استطاع عدد منهم تحقيق حريته بعد إضراب مطوّل خاضوه ضد سياسات السلطة غير القانونية، في مشهد يشبه تمامًا المعارك التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ولجأ معتقلون سياسيون إلى الإضراب عن الطعام؛ بسبب رفض أجهزة أمن السلطة إطلاق سراحهم على الرغم من حصولهم على قرارات إفراج صادرة عن المحاكم في الضفة الغربية، وهو ما يحدث مع معتقلين مضربين حاليًا.

ومن بين هؤلاء أحمد هريش المعتقل السياسي المفرج عنه من سجون السلطة، والمعتقل حاليًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ينحدر هريش من مدينة رام الله، وهو محرر من سجون الاحتلال، اعتقلته مخابرات السلطة مع 4 آخرين يوم 2 يونيو/ حزيران 2022، حسبما أفادت شقيقته الناشطة والصحفية أسماء هريش.

وقد خضع للتحقيق في سجن أريحا الذي تديره اللجنة الأمنية المشتركة، المكونة من أجهزة أمن السلطة.

وقالت أسماء لصحيفة "فلسطين": إن شقيقها تعرض للتعذيب في سجن أريحا، وقرر أمن السلطة في نهاية المطاف وضعه مع معتقلين جنائيين في سجن بيتونيا، الذي يديره جهاز الشرطة.

وقرر هريش ومعتقلون سياسيون آخرون خوض الإضراب يوم 25 سبتمبر/ أيلول 2022، احتجاجًا على استمرار اعتقاله التعسفي من السلطة، وامتد إضرابه، وفق شقيقته 47 يومًا، ورافق ذلك تفاقم حالته الصحية، ليقرر أمن السلطة في النهاية إطلاق سراحه يوم 9 نوفمبر/ تشرين الأول 2022.

وبعد أن تحرر هريش من سجون السلطة، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم 30 مايو/ أيار الماضي، وهو يقبع حاليًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

انتهاكات جسيمة

قال قسام حمايل المعتقل السياسي المفرج عنه حديثًا من سجون السلطة، إنه خاض معركة جديدة للإضراب عن الطعام في سجون السلطة 43 يومًا؛ رفضًا لاستمرار اعتقاله، رغم صدور قرار يقضي بالإفراج عنه.

وكان حمايل حسبما أوضح لـ"فلسطين" قد تعرض لتحقيق وتعذيب في سجن أريحا، ووصفه بـ"المسلخ" وليس سجنًا، بسبب ما يتعرض له المعتقلون السياسيون من انتهاكات جسمية، وثقها المفرج عنهم من سجون السلطة لدى مؤسسات حقوقية.

اقرأ أيضاً: مؤسسة حقوقية: 21 طفلًا تعرضوا للتعذيب في سجون السلطة منذ مطلع 2023

وأضاف: "إن الاعتقال التعسفي الذي تعرضت له دفعني وعددًا آخر من المعتقلين إلى خوض الإضراب عن الطعام رغم صعوبة هذه التجربة، إلا أنها كانت سبيلنا للتحرر من سجون السلطة".

وينحدر حمايل من سكان قرية كفر مالك في رام الله، وقد كان عضوًا في مؤتمر مجلس طلبة جامعة بيرزيت، واعتقل سياسيًا؛ بسبب نشاطه في الكتلة الإسلامية، في إطار الملاحقة المستمرة لكوادر ونشطاء الجناح الطلابي لحركة حماس.

ضد إرادة الشعب

وقال الناشط السياسي عمر عساف: إن السلطة تصر على مواصلة الاعتقالات السياسية التي تتعارض مع إرادة وتطلعات الشعب الفلسطيني.

وأضاف عساف لـ"فلسطين": إن استمرار السلطة في هذه السياسة يعكس إصرارها على مواصلة التنسيق الأمني، والوقوف في وجه إرادة الشعب، خاصة عندما تعتقل مقاومين، وتزج بهم في سجونها، مشددًا على ضرورة استخلاص السلطة العبر من سلوكها السياسي، والاستفادة من تجاربها السابقة.

وبين أن اعتقالات السلطة تستهدف أيضًا معارضين لمواقفها وسياساتها، ومناضلين من أجل الحريات، ومختلفين معها في الرأي، ومحررين.

وأكد عساف أن سياسات السلطة أدت إلى زيادة عزلتها عن إرادة الشعب التي تقف في وجه انتهاكاتها العنيفة بحق النشطاء والسياسيين والمقاومين.

وتابع: "لا أحد يرغب في تجويع نفسه، لكن إضراب المعتقلين السياسيين إجراء اضطراري يعكس سوء الظروف التي يعيشونها في السجون، ضمن سياسة لا أساس قانوني لها من السلطة".