قائمة الموقع

​كيف تعلّم "الأمية" أبناءها؟

2017-10-08T06:51:46+03:00

لم تجد "أماني" وسيلة لتعليم ابنها في الصف الثاني الابتدائي، فهي لا تتذكر شيئا من دروس اللغة العربية التي كانت تتلقاها في سنواتها التعليمية الأولى، خاصة أنها تزوجت في سن مبكرة، قبل أن تكمل المرحلة الإعدادية، وحينها لم تكن تدرك المعاناة التي ستعيشها مع ابنها الأول.

مع دخول ابنها الصف الأول، انتبهت "أماني" إلى أنها لا تفقه شيئا مما هو موجود في كتبه، فقررت أن تشارك طفلها مقعده في المدرسة، وحضرت إلى جانبه العديد من الحصص المدرسية، لكي تفهم المنهاج، ومن ثم تتمكن من شرح الدروس له، وبالفعل استطاعت حل جزء كبير من المعاناة التي كانت تعيشها، وأصبح هذا الطفل وإخوانه الأصغر منه، أصحاب المراكز الأولى في صفوفهم..

قد تجد بعض الأمهات، خاصة غير المتعلمات، صعوبة في تدريس أبنائهن، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على نفسية الطفل الذي قد يشعر بالخجل من زملائه لأن والدته لا تستطيع تدريسه، وربما يتسبب ذلك في حدوث صدمة نفسية عند الطفل، أو كره المدرسة، فما الحل للأم غير القادرة على تدريس ابنها؟ سواء كانت متعلمة أو غير متعلمة..

صعوبة التعلم

الأخصائية النفسية عايدة كساب، قالت إن الأم، حتى ولو كانت الأم على درجة عالية من العلم، فهي تجد صعوبة في تعليم أبنائها، نظرا لصعوبة المنهاج، وهذا يؤثر على نفسية الطفل، وعلى مستواه الدراسي.

وأضافت لـ"فلسطين": "هذا الطفل عندما يجد أن السلطة الضابطة له والمثل الأعلى، أي الأم، لا تستطيع فهم ما يدرسه هو، فسيعاني من قلق وتوتر ومشاكل نفسية وسلوكية وعدوانية وحركة زائدة وربما تبول لاإرادي".

وأوضحت أن هذه المشكلة تزداد صعوبة إذا كان الطفل يعاني من ظروف مادية صعبة، ولا تستطيع عائلته دفع رسوم لمساعدته في التعليم من خلال المراكز التعليمية، مشيرة إلى أن الأمر يصبح أكثر تعقيدا عندما يصبح الطفل في سن الفهم، وتحديدا في المرحلة الثانوية، حينها يصبح أكثر عجزا".

ولفتت إلى أن الأطفال الذين يتميزون بدرجة عالية من الذكاء يكونون قادرين على الدراسة بأنفسهم دون الحاجة لمساندة.

عدم الكذب

وعن الحلول المقدمة في هذا الجانب، قالت كساب: "من الممكن إشراك الطفل في حصص دراسية إضافية عند مدرس خاص، ويمكن كذلك تبسيط الأمر للطفل بأن تكون الأم صريحة معه، وتخبره بأنها لم تستطع أن تتعلم وتجد صعوبة في تعليمه المنهاج، وأنها تحاول تغيير نفسها للأفضل، وتريد من ابنها أن يكون أفضل منها".

وأضافت: "عدم الكذب على الطفل وقول الحقيقة يساهم في تقبله للنتيجة، وقد يشجعه على الاعتماد على نفسه، بأن يقرأ ويصحح الأخطاء بنفسه، ويمكن للأم حضور بعض الحصص المدرسية مع ابنها، لفهم الدروس، من أجل أن تتمكن من تعليمها له، أو أن تطلب من أحد الأقارب أن يشاركها في عملية التعليم".

وتابعت في حديثها عن الحلول: "الكثير من الأمهات عدن إلى الدراسة بعد سنوات طويلة، ونجدهم اليوم مدراء مؤسسات ويسعون إلى دراسة الدكتوراة، كل هذا بفضل الإرادة".

ومن ضمن الحلول التي طرحتها كساب كذلك، تعويض الطفل من خلال تشجيعه على الدراسة، وزيارته في المدرسة للاطمئنان على وضعه، أو الحديث مع المدرس عن الصعوبات التي تواجهها أثناء تعليم ابنها.

اخبار ذات صلة