يكشف استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للطائرات الانتحارية في مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، عجز قواته عن الدخول إلى عمق المخيم، ومواجهة المقاومة الفلسطينية وجهًا لوجه، وفق ما يرى مختصون.
ولجأ جيش الاحتلال إلى استخدام طائرة "ماعوز" الانتحارية خلال اقتحامه مخيم جنين، مساء أول من أمس، في استهداف مجموعة من المقاومين، وفق ما ذكرت القناة الـ13 العبرية.
وفي يوليو/ تموز الماضي، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن جيش الاحتلال استخدم لأول مرة، ستّ طائرات مُسيرة انتحارية في عدوانه على مخيم جنين، والذي أسفر عن استشهاد 12 مواطنًا.
اقرأ أيضًا: بالفيديو مقاومون يُسقطون طائرة مسيَّرة للاحتلال في جنين
وتقلع طائرة "ماعوز" الانتحارية عموديًا، ويُتحكم فيها عبر جهاز كمبيوتر محمول من مقاتل حصل على تأهيل خاص، وتحمل متفجرات صغيرة ذات تأثير مميت.
وقال الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي: إن استخدام جيش الاحتلال لطائرات "ماعوز" الانتحارية خلال اقتحام مخيم جنين، يعطي دلالة على رغبته في تجنب المخاطر على القوات الخاصة، وعدم التورط في اشتباكات مباشرة مع المقاومين.
وأوضح الشرقاوي لصحيفة "فلسطين"، أن طائرة "ماعوز" هي عبارة عن قذيفة موجهة يستخدمها جيش الاحتلال عن بعد، ويمكن لها أن تخطئ أهدافها وتصيب مدنيين وتقتلهم لكونها محملة بالمتفجرات.
وبين أن سبب استخدام جيش الاحتلال الطائرات الانتحارية في مخيم جنين، يعود إلى تصاعد قوة المقاومة وعدم قدرة القوات الخاصة على الوصول إلى المقاومين، لذلك لجأ الاحتلال لتلك الطائرات لتحقيق أهدافه بدون تكبد خسائر في صفوفه قواته.
ولفت الشرقاوي إلى أن المقاومة يمكنها تجنب الطائرات الانتحارية من خلال استخدام تكتيكات التمويه والاختباء، إضافة إلى العمل بسرية تامة.
اقرأ أيضًا: شهيد و10 إصابات برصاص الاحتلال في جنين
من جانبه، رأى المختص في الشؤون العسكري، رفيق أبو هاني، أن استخدام جيش الاحتلال الطائرات الانتحارية، يشير إلى عدم قدرته على تحقيق السيطرة على الأرض، لذلك لجأ لاستخدامها في منطقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها كيلو متر مربع.
وقال أبو هاني لصحيفة "فلسطين": إن استخدام الاحتلال للطائرات الانتحارية يعكس عدم قدرته على حسم حالات الاشتباك خلال اقتحامه مخيم جنين وتحقيق أهدافه بسهولة.
وأشار إلى أن هناك أزمة لدى جيش الاحتلال في الدخول إلى أزقة مخيم جنين ومقابلة المقاومين وجهًا لوجه والاشتباك معهم.
وبين أن استخدام الاحتلال للطائرات الانتحارية، يشير إلى وجود تكلفة عالية تترتب عليه من اقتحام جنين، لذلك ذهب لتلك الطائرات لتجنب الخسائر البشرية بين جنوده.
ونبه أبو هاني إلى أن لدى جيش الاحتلال عقيدة عسكرية تشجع على الدخول المفاجئ إلى ساحة المعركة والخروج بنجاح دون تكبد خسائر كبيرة، لذلك لجأ لاستخدام الطائرات الانتحارية، مبينًا أنه يهدف تجنب التورط في معارك شوارع معقدة وصعبة، وتأمين حياة جنوده وتقليل المخاطر التي يتعرضون لها.