قائمة الموقع

"اليمني" طوّعت "الكاوشوك" فأدخلت البهجة على قريتها

2023-09-21T10:50:00+03:00
"اليمني" طوّعت "الكاوشوك" فأدخلت البهجة على قريتها 

إطارات سيارات تالفة صماء، حولتها الشابة فلسطين اليمني من قرية دير سامت جنوب غرب الخليل، لتحف ناطقة، وأشكال متنوعة من الأثاث المنزلي، وألعاب الأطفال بألوان زاهية، ضاربة عصفورين بحجر واحد المحافظة على البيئة، وإضفاء مظهر جمالي على الشوارع، والطرقات، والأماكن العامة.

إعادة تدوير إطارات السيارات أمر غير دخيل على حياة اليمني، بل كانت شريكة لوالديها وإخوتها منذ 23 عامًا في صناعة أحواض زراعية، ومقاعد منها ولا تزال قائمة حتى الآن، كما قام أخيها بصنع سياج عالٍ لأرضهم من الإطارات التالفة.

واقع القرية

ونبعت فكرة اليمني في إعادة تدوير إطارات السيارات، من الواقع الذي تعيشه دير سامت، والقرى المجاورة لها من تلوث ناتج عن حرق الإطارات التالفة، وانبعاثاتها السامة التي تغطي السماء على شكل سحب سوداء، لذا سعت نحو إيجاد حل يوقف التلوث البيئي الذي تحدثه انبعاثاتها، فكان مشروع إعادة تدويرها وتحويلها إلى منتجات صالحة للاستخدام مرة أخرى.

عرضت اليمني (34 عامًا) الفكرة على زميلاتها في "جمعية التطوير والنهضة الأسرية الخيرية" في دير سامت، وتحمسن لها، واستطعن الحصول على تمويل مكنهن من إنشاء مشغل متواضع لإعادة تدوير إطارات السيارات.

وتأتي هذه المنحة ضمن برنامج العدالة البيئية والمناخية في فلسطين وينفذه ائتلاف المؤسسات الزراعية الفلسطينية بالشراكة مع مؤسسة "وي افكت" وشبكة المنظمات البيئية الفلسطينية وبتمويل من القنصلية السويدية في القدس.

وتقول اليمني لـ “فلسطين": "قبل البدء بالمشروع خضعت مع زميلاتي لتدريب مكثف لعملية إعادة تدوير الإطارات في نابلس، واستطعتُ إتقان عملية التصنيع، وتوليتُ المهمة بمساعدتهن، وما سهل العمل هو تمكننا من تزويد المشغل بجميع المواد، والأدوات، والمعدات اللازمة لعملية إعادة تدوير الإطارات".

وخبرتها السابقة في عملية إعادة تدوير الإطارات بأدوات بسيطة مكنتها من إتقان العمل بسرعة، إذ صنعت إبريق شاي منها واستخدمته كمنظر جمالي لزراعة الأعشاب في حديقة بيتها، وغيرها من الأشكال الأخرى.

وتتابع "واستطعنا في وقت قصير إنتاج العديد من المنتجات المختلفة كالمقاعد، والجلسات الخارجية، والأحواض الزراعية لزراعة نباتات الزينة، وألعاب الأطفال من الأراجيح، والزحاليق، و"الترامبولين"".

أشكال جذابة

وتضيف اليمني: "وأكثر ما أسعدني هو إشرافي على تصنيع منتجات استخدمت لإعادة تأهيل حديقة أحد المنازل في قريتي، حيث أبدعنا في صنع أشكال جذابة، وألعاب ترفيهية للأطفال، والتي لاقت إعجاب أصحاب المنزل، وزائريهم، حيث استطعنا إعادة الروح، والحياة لها بعد أن كانت حديقة صماء، واليوم أصبحت متنفسًا للصغار، وللكبار".

ولا تكتفي بتطويع "الكاوتشوك" فقط، بل تدمج معه خيوط الخيش، والجلد، والقماش، والإسفنج، وتصنع مقاعد، وطاولات، وأراجيح، و"مزهريات"، ولعبة الحصان المتحرك.

والمدهش أن اليمني تعمل منذ 16 عامًا في مهنة التجميل، حيث تمتلك صالون في قريتها، ومع ذلك تتقن صناعة تحتاج لمجهود عضلي كبير يناسب الرجال أكثر، وجهد في تشكيل الإطارات، واستخدام الأدوات التي تسهل العمل.

فلدى سؤالها عن إتقانها التجميل، وتدوير الإطارات معًا مع الفرق الواضح في المجهود، تجيب اليمني: "لديّ شغف كبير بفن التجميل بكل أنواعه، في الصالون أجمل الشعر، والوجه، وبإعادة تدوير إطارات السيارات تجميل من نوع آخر حيث أحولها لتحف فنية تسر الناظر إليها أيضًا".

وبحسب -اليمني- فإن عملية إعادة تدوير "الكاوتشوك" تحتاج إلى مجهود عضلي كبير، وهذا يسبب لها إجهادًا في بعض الأحيان، كما تواجه صعوبة في تسويق منتجاتها خارج قريتها.

وعن مميزات المنتجات التي تصنعها اليمني في مشغلها، تشير إلى أنها طويلة الأمد، ليست سريعة التلف فهي لا تتأثر بعوامل الجو، وتتجاوز صلاحيتها العشر سنوات.

وتؤكد أن هدفها الأساسي من إعادة تدوير إطارات السيارات الحفاظ على البيئة، وصحة المواطنين من الغازات السامة التي تنبعث بعد عملية الحرق، وإضفاء مظهر جمالي حضاري لقريتها.

وتدعو اليمني المواطنين في قريتها وبقية القرى والمدن الفلسطينية للتوقف عن حرق النفايات البلاستيكية، والإلكترونية، والإطارات لتخفيف من آثارها الخطيرة على البيئة، وصحة الإنسان.


 

 


 

اخبار ذات صلة