قائمة الموقع

التربية من مهامِك فلا توكليها لابنتِك

2017-10-07T07:23:06+03:00

التربية بطرقها الصحيحة، عملية لا تجيدها جميع الأمهات، بل إن بعضهن قد يتخلى عن مهمة القيام بها أحيانًا، وإيكال الابنة الكبرى بمتابعة أصغر الأبناء، وفي هذه الحالة قد يخيل للأم أن الصغير لا يدرك بعد حاجته لها من الناحية الروحية والنفسية، وأن ما يحتاجه فقط الرضاعة والنوم.

إلقاء عبء المتابعة والاهتمام بالصغير على كاهل الأخت الكبرى، التي ربما لم تتخطَ العشر سنوات من عمرها، له عواقب وآثار سيئة على نفسية الطفل، وعلى شخصيته عندما يكبر، وقد يقلل، لاحقا، من مقدار حبه لأمه وقربه منها..

خبرة التربية

قال الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور إياد الشوربجي: "رغم خبرة الوالدين في الحياة، إلا أنهم أحيانا لا يستطيعون تربية أطفالهم بالشكل الصحيح، فما بالك بإيكال هذه المهمة لابنتهم الكبرى التي لم تتشكل لديها الخبرة الكافية لذلك بعد!".

وأضاف الشوربجي لـ"فلسطين": "التربية ليست مقتصرة على الأكل والشرب، بل تشمل التربية الروحية والنفسية، والأم والأب هما الأقدر والأجدر على القيام بها".

وبين أن "الأم قد توكل مسئولية التربية على ابنتها الكبرى إما بسبب انشغالها الشديد، أو مللها من التربية وصعوباتها وأعبائها".

وأكد الشوربجي أن تصرف الأم بهذا الشكل خاطئ إلى حد كبير، فالتربية تحتاج إلى من لديهم القدرة والمهارة الكافيتين، ومن غير الممكن أن تكون خبرة الأخت في الحياة مثل الأم.

وحذر من ترك مسئولية رعاية طفلها بشكل تام لأخته، لأنها لن تحسن التصرف معه في بعض المواقف، بالإضافة إلى أنه سيجد نقصا في تلبية حاجته العاطفية للأم والانتماء لها، مبيّنا: "من الممكن أن تساعد الابنة والدتها في الرعاية بالإخوة الأصغر منها، وتحمل بعض المسئوليات المتعلقة بهم، دون أن يصل الأمر إلى الاعتماد عليها تماما".

خصصي وقتًا له

وبين الشوربجي أن إهمال الأهم لرعاية ابنها وتربيته إلى حد كبير، سيترك آثارا سلبية على الطفل، وسيعاني من الحرمان العاطفي، ومن الشعور بعدم الأمان وعدم الاستقرار، وبذلك يعيش حياة مضطربة.

وأشار إلى أن الطفل قد يصاب ببعض المشكلات النفسية، والتي من شأنها أن تؤثر على علاقاته مع الآخرين، وستلاحقه بعض المشكلات الدراسية، وربما يتصف بالغيرة والعند والعدوانية، بالإضافة إلى تولّد مشاعر الكره تجاه الأم.

وفي حال كانت الأم مشغولة، بين الشوربجي أنه يمكنها أن توكل بعض المهام للأخت الكبرى، ولكن تبقى مسألة المتابعة عليها، ولا بد أن تركز على الجوانب المعنوية، كما يجب أن تعطي طفلها بعضًا من وقتها، لتحاول تعويض الفاقد في الرعاية بأشياء مادية ومعنوية.

وشدد على أن الطفل لا يهتم بالجوانب المادية بقدر اهتمامه بالجوانب النفسية والعاطفية، وهنا تظهر أهمية احتضانه وقضاء وقت معه بالحديث واللعب، والمديح والثناء عليه واصطحابه في زيارات ونزهات.

اخبار ذات صلة