قائمة الموقع

ضحى بشارات.. صافرة فلسطينية في بطولات الكاراتيه الآسيوية

2023-09-15T08:54:00+03:00
فلسطين أون لاين

من محافظة نابلس خرجت الشابة الفلسطينية ضحى بشارات تحمل في قلبها طموحًا كبيرًا وإصرارًا على التميز في مجال رياضي استثنائي، لتصبح بعد سنوات من العمل الجاد أول حكمة فلسطينية للكاراتيه في البطولات الآسيوية.

تنحدر بشارات (29 عامًا) من عائلة رياضية بامتياز، بدءًا من والدها الممارس للفنون القتالية ورياضة الكاراتيه، ثم أشقائها، وليس انتهاءً بالأحفاد، لتبدو كأنها جينات وراثية تنتقل عبر الأجيال، مستندة في الوقت نفسه إلى إيمانها بقدرتها على تحقيق حلمها.

تقول لصحيفة "فلسطين: "غرس والدي فينا منذ الصغر حب الرياضة وممارستها، وبعد وفاته -رحمه الله- تولى شقيقاي محمد وأمين المهمة في إكمال الطريق، يجمعاننا على حب الرياضة وتعليمنا أصولها ومبادئها، حتى بات إخوتي وأبناؤهم أبطال منتخب ودوليين".

ومنذ نعومة أظافرها ظهر لدى ضحى ميولها نحو رياضات الفنون القتالية، فدخلت عالم الكاراتيه في عمر 7 أعوام، "كنت أشعر أنها تضيف شيئا جميلا إلى حياتي، وجعلتني أتميز من خلالها رغم كل التحديات التي واجهتها فيما بعد".

تدرجت ضحى في عالم الكاراتيه، ونالت فيه العديد من الأحزمة، حتى تطور الحلم وأصبحت تشارك في بطولات وتحصل على ميداليات.

تقول: "بعدها أصبح طموحي يكبر، وحلمي أن أكون ضمن المنتخب الفلسطيني، وأحصد إنجازات لبلدي، واستطعت تحقيق ذلك، وأصبحت مدربة وحكمة مرخصة من الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه".

استكملت ضحى مشوارها في تطوير ذاتها بدعم من أشقائها بعد سنوات طويلة من ممارسة اللعب ضمن المنتخب الفلسطيني الوطني لرياضة الكاراتيه، إذ أرادت أن تصبح حكما دوليا معتمدا في مجال رياضة الكاراتيه ضمن فرق التحكيم الآسيوي.

اختبار نظري وعملي

وتذكر ضحى أنه في البداية، وقبل الخروج للبطولات الدولية، يتم ترخيصهم من الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه "وكنت في كل عام أحصل على ترخيص B في التدريب والتحكيم، وهذا العام حصلت على ترخيص A، ما مكني من الخروج للخارج بتشجيع من شقيقي ورئيس لجنة التحكيم خالد عودة".

وتردف بالقول: "تم امتحان المشاركين نظريًا بسبعين سؤالاً، ومن ثم خضعنا لاختبار تحكيمي عملي بتحكيم خمس مباريات، ولا يوجد أي مجال للخطأ في أي منها، وأي خطأ يعني عدم النجاح والاجتياز، ففي العملي تظهر شخصية الإنسان وطريقته وتحكيمه في المباريات".

في اليوم الثاني ظهرت النتيجة لها ولغيرها من المشاركين من الدول الأخرى، "كان شعورًا رائعًا لا يمكن وصفه لكوني الفلسطينية الوحيدة التي نجحت في الاختبار، متمنية التوفيق لكل زملائها في المرات القادمة. هذا إنجاز رياضي استثنائي يضاف إلى قائمة الإنجازات الرياضية الفلسطينية".

وعقب اجتياز ضحى الامتحان شاركت بعد حصولها على الشارة في تحكيم أكثر من مباراة رسمية في بطولة غرب آسيا، "كانت فرصة مميزة مسؤولية كبيرة في الوقت نفسه".

وتشير ضحى إلى أن رياضة الكاراتيه "هذبت" شخصيتها، وجعلتها منضبطة ومتزنة، مبينة أنها تعمل حاليًا مدربة في رياضة الكاراتيه والسباحة و"الكيك بوكسينج".

وتشدد على أن وصولها لهذه المرتبة من الإتقان الرياضي الذي تتمتع به اليوم جاء نتيجة سنوات طويلة من العمل الشاق والتفاني في التدريب والممارسة.

وتبين أنها في بداية مشوارها واجهت العديد من الصعوبات عند اختيارها هذا المجال الرياضي، "يعتقد البعض أنها تظهر عضلات الفتاة وتجعلها رجولية، ولكني تمكنت من إثبات عكس ذلك، فأنا كغيري من الفتيات خارج النادي".

وتشير إلى أنها تقف دائمًا مع الفتيات وتشجعهن على تعلم الرياضات القتالية، "فلا بد من العمل لأجل تعزيز وجود المرأة الفلسطينية في جميع أنواع الرياضات وعلى كل المستويات".

وتطمح ضحى لاستكمال مسيرتها بأن تصبح حكمة ومدربة دولية في فنون رياضة الكاراتيه.

اخبار ذات صلة