5 سنوات مرت على وضع وزارة العمل في رام الله حجر الأساس لإنشاء مبنى مركز التدريب المهني الحكومي في محافظة طوباس شمال الضفة الغربية، دون أن يرى هذا المشروع النور حتى يومنا هذا.
وتسبب وقف وزارة المالية في رام الله تحويل الأموال المطلوبة إلى المقاول المنفذ للمشروع في عرقلته، وعدم إنجازه على الرغم من أنه يخدم مجموعة كبيرة من المواطنين في محافظة طوباس، ويعزز صمودهم في مواجهة الاستيطان.
ورصدت الحكومة في رام الله 15 مليون شيقل لتجهيز المركز كاملًا على مساحة أرض قدرت بخمسة دونمات، وما جرى من أعمال إنشائية منذ وضع حجر الأساس هو إجراء بعض الحفريات فقط.
وتشكل الحفريات التي بدأ بها المقاول الذي ترك العمل؛ بسبب تنصل وزارة المالية من دفع الأموال للمشروع، حالة خطر كبير على المواطنين المحيطين بالمكان، خاصة مع دخول فصل الشتاء، وتشكل بعض السيول.
اقرأ أيضًا: تحليل: تغييب التشريعي وهيمنة عباس على القرارات عمّقا الفساد وأهدرا المال العام
ويؤكد الصحفي والناشط محمد أبو علان، أن وزير العمل السابق، مأمون أبو شهلا، وضع في سبتمبر/ أيلول 2018 حجر الأساس لبناء مبنى مركز التدريب المهني الحكومي في محافظة طوباس، وبدأ بتنفيذ العمل في المشروع في شهر أكتوبر 2021، ولكن العمل توقف.
ويقول أبو علان في حديثه لـ"فلسطين": "الشركة المنفذة للمشروع تسلمت من وزارة المالية حوالي ٦٠٠ ألف شيكل فقط على الرغم من أن تكلفة إنشاء المركز في مرحلته الأولى تبلغ 2.7 مليون شيقل، ولكن الوزارة لم تلتزم بدفع هذا المبلغ ما جعل المقاول ينسحب من العمل، ويتسبب في وقف المشروع".
ويشير إلى أنه هناك خشية من سكان محافظة طوباس أن يتحول مشروع مركز التدريب المهني إلى قصة فشل جديدة في المحافظة، كما هو حال المركز الثقافي، وسوق الخضار المركزي، ومشروع المدرسة الزراعية التي ذهبت أدراج الرياح في ظل عدم المتابعة الحثيثة من الجهات المختصة.
بدوره، يؤكد رئيس بلدية محافظة طوباس، حسام دراغمة، أن البلدية قدمت قطعة الأرض لمشروع إنشاء مبنى مركز التدريب المهني الحكومي.
اقرأ أيضًا: فساد السلطة وغلاء الأسعار بالضفة الغربية ينذران بانفجار الشارع
ويبين دراغمة في حديثه لـ"فلسطين"، أن الجهتين المسؤولتين عن المشروع وتوقفه هما وزارتي العمل والأشغال العامة والإسكان.
وأضاف: "هذا المشروع يعد مهمًا جدًّا وحيويًّا لأهالي محافظة طوباس، كون التعليم الأكاديمي أصبح لا يجدي نفعًا وحاجة الناس للتعليم المهني".
ويوضح دراغمة أن محافظة طوباس التي تمتاز بأنها مناطق زراعية تعاني من نقص في المهنيين، وهي بحاجة إلى مركز مهني لتأهيل الأيدي العاملة، وجعلها ماهرة لتخدم المحافظة.
ويشير إلى أن طلبة المراكز المهنية يتوجهون من طوباس إلى مدينة جنين ونابلس، لعدم وجود مركز تدريب مهني في المحافظة.