بعد تحذيرات شديدة اللهجة أطلقتها المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي بعدم المس بالأسرى داخل السجون، سارع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى تأجيل النظر في قرار وزير الأمن القومي المتطرف في حكومته، إيتمار بن غفير، بتقليص عدد زيارات الأسرى.
وتعكس خطوة نتنياهو حرصه الشديد على عدم استفزاز المقاومة الفلسطينية بالضغط على الأسرى في السجون خاصة مع اقتراب الأعياد اليهودية، إذ يدرك نتنياهو أن ملف الأسرى يعد صاعق تفجير، يجب التعامل معه بحذر شديد.
كما قرر نتنياهو عدم البت في طلبات بن غفير حول الأسرى، وحوّل الملف إلى المستشارة القضائية لحكومته وللكابينت، عادًا ذلك من صلب صلاحيات رئيس الحكومة والكابينت.
الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي، أيمن الرفاتي، يؤكد أن إيقاف نتنياهو لخطوات بن غفير تجاه الأسرى، بسبب علمه بأن هذا الملف يعد صاعق تفجير يمكن أن يؤدي إلى تفجر الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويقول الرفاتي لصحيفة "فلسطين": "نتنياهو يدرك أن ملف الأسرى حساس جدًا لدى الفلسطينيين من الجانب الإنساني والسياسي، لذلك لا يريد التصعيد في هذا الملف، خاصة مع الأزمات الداخلية التي تعصف داخل دولة الاحتلال".
اقرأ أيضاً: خشية رد المقاومة الفلسطينية.. نتنياهو يرفض إجراءات بن غفير ضد الأسرى
ويوضح الرفاتي أن ملف الأسرى كان في الفترة الأخيرة على سُلّم أولويات قيادة المقاومة، وهو ما يعرفه نتنياهو، ويعمل على تجنيب المس بالأسرى خشية من الذهاب إلى تصعيد عسكري.
ويشير إلى أن قرارات نتنياهو جاءت أيضًا تزامنًا مع "الأعياد اليهودية، ورغبته أن تمر هادئة، خاصة مع وجود تحذيرات عن وجود نوايا بالضفة الغربية في الفترة المقبلة.
ويلفت إلى أن نتنياهو يعمل على تقييد توجهات بن غفير ومحاولاته إثارة الفوضى في الحالة السياسية في دولة الاحتلال، لكونه يدرك أن تلك التحركات شعبوية تهدف إلى الحصول على رصيد خاص به على حساب السياسة الإسرائيلية.
من جانبه، يرى المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، أن تدخل نتنياهو وتأجيله لقرارات بن غفير حول الأسرى، ستكون مقدمة لتجميدها.
ويقول بشارات لـ"فلسطين" :"بن غفير ذهب إلى ملف حساس، ويريد اتخاذ قرارات ليست من صلاحياته، لذلك سارع نتنياهو إلى التدخل وتأجيل قراراته وجعلها في يد المستشارة القانونية للحكومة والكابينت".
ويوضح أن نتنياهو يعلم بخطورة ملف الأسرى وإمكانية تسببه في تفجير مختلف الساحات الفلسطينية، لذلك قام بتأجيل قرارات بن غفير المتعلقة بالأسرى خاصة أن هذا الملف يمكن أن يكون سببًا في اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة.
ويشير إلى أن نتنياهو لا يريد أيضًا إعطاء أي إنجاز إلى بن غفير وتحقيق مكاسب سياسية بالعبث في ملف الأسرى، وجعله يتخذ قرارات دون الرجوع إلى المسارات المعروفة في دولة الاحتلال.
يذكر أن الأسرى في سجون الاحتلال، قرروا الشروع بخطوة الإضراب عن الطعام في 14 من أيلول/سبتمبر الجاري، ردًا على إجراءات بن غفير بحقهم.
وفي الأول من الشهر الجاري، قرر بن غفير، تقليص زيارات عائلات الأسرى من مرة شهريًا إلى مرة كل شهرين.