قائمة الموقع

الذكاء الاجتماعي في بيئة العمل.. ليس مجرد مهارة

2023-09-12T11:38:00+03:00
الذكاء الاجتماعي في بيئة العمل.. ليس مجرد مهارة

يعد الذكاء الاجتماعي في بيئة العمل مفتاحًا للنجاح، وقوة تمكن الأشخاص من فهم العلاقات بين الزملاء وعملاء المؤسسة والتفاعل إيجابيًا بينهم. يمكن اكتساب تلك المهارات من خلال التفاعل مع بيئة العمل أو من خلال دورات تدريبية.

تقول فداء شاهين، التي تعمل موظفة في إحدى الشركات الخاصة في مدينة غزة، إنها اكتسبت العديد من مهارات الذكاء الاجتماعي من خلال تعاملها مع مديرتها، مشيرة إلى أن هذه التجربة المهنية أثرت بشكل كبير على شخصيتها وأسلوبها في التعامل مع زملائها ومشرفيها.

شاهين، التي تبلغ من العمر 41 عامًا، تضيف: "عندما حصلت على هذه الوظيفة، لم يكن لدي أي مهارات اجتماعية في بيئة العمل. كنت دائمًا متوترة وتتملكني الرهبة في تفاعلاتي مع الزملاء. ومع ذلك، كانت مديرتي تتعامل مع جميع الموظفين بأسلوب يشبه الأخوة، وتولي اهتمامًا كبيرًا لمشاكلهم الشخصية والاجتماعية".

واعتادت شاهين على استلام رسائل تحفيزية يومية من مديرتها عبر البريد الإلكتروني إلى جانب الدعم الذي يتلقاها الجميع في أيام العمل. 

وتلفت إلى أن مديرتها تمتلك شخصية قوية وحازمة، "لكنها تمارس سلطتها الإدارية دون التقليل من قيمة الشخص. لذلك شهدنا معها تحسنًا كبيرًا في جودة العمل ومستوى الإنتاجية داخل الشركة".

أما رانيا الجعفراوي، المهندسة في مجال البرمجيات والتي تبلغ من العمر 32 عامًا، فإنها ترى في الذكاء الاجتماعي واحدة من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الموظف، "إنها المفتاح لتكييفه مع بيئة العمل وتحقيق الترقيات".

تقول الجعفراوي: "في بداية مساري المهني، لم أمتلك المعرفة الكافية حول كيفية التعامل مع زملائي في العمل الذين يمتلكون شخصيات مختلفة. وكنت أتعرض لصدمات وتحديات في بعض الأحيان. لذا عملت جاهدة على تطوير مهاراتي الاجتماعية لأصبح أكثر صبرًا وقدرة على التعامل مع كل شخص بطريقة تناسب شخصيته".

الاندماج وبناء الثقة

ويقصد بالذكاء الاجتماعي في مكان العمل، قدرة الشخص على الانضمام إلى مجموعة من الناس في وقت قصير نسبيًا، بحيث يستطيع الاندماج معهم ومعرفة الطريقة المثالية للتواصل من خلالها، بالإضافة إلى خلق نوع من الثقة المتبادلة التي تجعلهم ينتمي بعضهم إلى بعض ويعملون سويًا لصالح المؤسسة ونجاحها.

ويبين الاختصاصي النفسي الاجتماعي زهير ملاخة، أن الذكاء الاجتماعي في بيئة العمل يعتمد فهم مشاعر الآخرين، القدرة على التعامل مع المحيط المهني بمختلف فئاته، ويشمل هذا النوع من الذكاء القدرة على التواصل الفعّال والعلاقة المتبادلة.

ويلفت لـ"فلسطين" إلى أن الشخص مهما كان ذكيًا ويمتلك مهارات استثنائية لا غبار عليها وقادرا على حل أي معضلة بكفاءة وجودة متناهية، "لن يرغب أحد في التعامل معه إذا كان صعب المراس ولا يهتم بظروف المحيطين به أو يهمل الانسياق لأوامر مسؤوليه ويعيش طبقًا لهواه ورغبته الشخصية".

وإذ يؤكد ملاخة على أهمية الذكاء العقلي من أجل إنتاجية العمل، إلا أن إهمال الذكاء الاجتماعي سيكون معادلة خاسرة لجميع الأطراف؛ فمن ناحية ستسبب عملية التوظيف هذه في خلق بيئة عمل سامة خالية من الفعالية والإنتاج، ومن ناحية سيهدر الشخص إمكانيته في توظيفها في بيئة لا يستطيع الاندماج فيها أو الانتماء لها.

ويضيف ملاخة أن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاء اجتماعيًا يسهمون في رفع إنتاجية العمل بفعل مهارات التواصل والاستماع التي يتمتعون بها والتي تسهم في بناء فرق عمل منتجة وقوية، "وهؤلاء الأشخاص يمكنهم فهم أساسيات فرقهم، ويسهل معهم أداء الفرق المشتركة وعمليات التوجيه والقيادة".

وعلى الجانب الآخر، يشير الاختصاصي النفسي الاجتماعي إلى أهمية الذكاء الاجتماعي في فهم العملاء وتحقيق الرضى لديهم، "لذلك نجد أن الموظف الذكي اجتماعيا لديه قدرة عالية على التعامل مع الصراعات".

مهارات

والموظف الذكي اجتماعيًا يتميز بالتواصل الفعّال من خلال القدرة على التعبير عن أفكاره بوضوح، ويمكنه أن يتميز بمهارات التواصل لتبادل المعلومات، والأفكار المتنوعة، مما يعزز العمل الجماعي لكثير من الأشخاص، والتعامل مع الخلافات التي قد تسبب في تدهور العلاقات بين الزملاء.

وينبه ملاخة إلى أن الأذكياء لديهم القدرة على البناء، والمحافظة على العلاقات الإيجابية مع الزملاء، والزبائن والتي هي عنصر أساسي للنجاح المهني، من خلال فهم الاحتياجات الأخرى والاستجابة لها، يمكن الاستفادة من مكانتهم في مكان العمل وزيادة فرص الترقية، والقدرة على إثراء المناقشات الفعالة دون الدخول في جدال غير مفيد أو إحراج الغير أو التقليل منه، 

وتشمل مهارات الذكاء الاجتماعي في بيئة العمل، وفق ملاخة، احترام الثقافات المختلفة وفهم ما هو مسموح وما هو غير مسموح دون الحاجة لسماعها من الشخص مباشرة، والدبلوماسية في التعامل والقدرة على الفوز في المناظرات أو المناقشات دون ضغينة، وقراءة لغة الجسد للأفراد والعمل على تفسيرها بحيادية والتصرف وفقًا لها بعيدًا عن أي تحيزات، مشيرًا إلى أن التعلم يساعد على تطوير تلك المهارات خلال ورش العمل والدورات التدريبية والتحفيز الإداري.

اخبار ذات صلة