يوافق اليوم الأحد 10 سبتمبر، الذكرى الـ 24 على اغتيال القياديين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، في الضفة الغربية، عادل وعماد عوض الله، بعد مطاردة استمرت لـ 3 سنوات.
النشأة
ولد الشهيد عادل عوض الله بتاريخ 14/4/1967 في مدينة البيرة، وكان ناشطاً في صفوف حركة حماس منذ تأسيسها مطلع الانتفاضة الأولى، وقد شارك مع حسن سلامة ومحي الدين الشريف في تنفيذ عمليات الثأر المقدس ردًّا على اغتيال المهندس يحيى عياش.
أسند إلى الشهيد القائد عادل عوض الله مسؤولية مدينتي رام الله والبيرة في كتائب القسام، واعتقل في سجون الاحتلال مرات عديدة، وطورد عدة أشهر قبل أن يتم اعتقاله مجددا ليقضى ثلاث سنوات ونصف السنة في سجون الاحتلال.
تعذيب أمن السلطة
أمّا عماد عوض الله أخو الشهيد عادل وذراعه الأيمن ولد بتاريخ 6/9/1969 في مدينة البيرة، اعتقل لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية مدة 4 أشهر تعرض خلالها لتعذيب شديد من شتى صنوف العذاب، ثم استطاع بعدها الفرار من السجن ليعلن بعدها جيش الاحتلال بتاريخ 10/9/1998 أنه تمكن من اغتيال الأخوين عوض الله.
اقرأ أيضا: تقرير.. عادل وعماد عوض الله شقيقان أركعا الاحتلال
وقد أكدت مصادر حينها، أن فراره كان بإشراف كامل من أجهزة السلطة بعدما زرعت في جسده جهاز تعقب الكتروني للتمكن من الإمساك بالشقيقين واغتيالهم.
اختفى الشقيقان القائدان في كتائب القسام عادل وعماد عوض الله عن الأنظار بعدما باتا أبرز المطلوبين للاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية لدورهما البارز في كتائب القسام ومقاومة الاحتلال وقتل جنوده ومغتصبيه.
وقد داهمت قوات كبيرة من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية منزل عائلة عوض الله الواقع في مدينة رام الله في مدينة البيرة القريبة من رام الله، وأخضعته لرقابة شديدة على مدار الساعة؛ حتى بلغ بهم الأمر لاستجواب واعتقال كل من يزور بيت العائلة.
تعذيب وصمود
ويروي الشهيد عماد في رسالة كتبها عقب فراره من السجن بتاريخ 18/8/1998م ما واجهه في سجون السلطة الفلسطينية، يقول: أمضيت أربعة أشهر في عدد من السجون، لاقيت فيها من التعذيب ما لا يتحمله بشر، من شبْح متواصل، وضرب على الرأس، وتجريد من الملابس، ونتف للحية ولشعر الرأس، حتى كدت أن أفقد حياتي في إحدى المرات.
ويتابع، لقد تركزت الأسئلة خلال التحقيق حول مكان تواجد شقيقي عادل، وحول علاقتي مع الشهيد المهندس محيي الدين الشريف، وعدد من الإخوة الذين اعترفوا تحت التعذيب بأنني قد نظمتهم في الجهاز العسكري وأمددتهم بالسلاح، معقبًا: لقد عاهدت الله على مسامع قيادة السلطة ألا أتفوّه بكلمة أضر بها نفسي وإخواني ولو نُشرت بالمناشير.
نجح القائدان عادل وعماد بالاختفاء عن أعين أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية عامين كاملين؛ على الرغم من الجهد الاستخباري والأمني الكبيرين للبحث عنهما، قبل أن يتمكن جهاز المخابرات العامة الفلسطيني من اعتقال القائد عماد من أحد المنازل، فيما بقي القائد عادل حراً طليقاً يخطط للاثخان في العدو واستهداف جنوده ومغتصبيه.
اغتيال وترحيب
أيام قليلة مضت على فرار الشهيد عماد من سجون السلطة حتى تمكنت قوات الاحتلال من اغتيال الشقيقين القائدين عماد وعادل عوض الله في تاريخ 10/9/1998، في إحدى المزارع المجاورة لقرية ترقوميا بمدينة الخليل، بعد عملية مطاردة استمرت ثلاث سنوات، واحتفظت بجثامينهم الطاهرة فيما تسمى بـ"مقابر الأرقام".
وفور سريان خبر اغتيال الشهيدين عوض الله، رحبت سائر الصحف الإسرائيلية في مقالاتها وتعليقاتها الافتتاحية بالعملية، لكنها وفي الوقت ذاته ضمّنت ترحيبها بسيل من المحاذير والمخاوف والتوقعات المتشائمة إزاء ما تخبئه الأيام والمرحلة القريبة المقبلة من تهديدات في أعقاب عملية الاغتيال.
وبعد مضى 16 عاماً على استشهاد القائدين عادل وعماد، أفرجت قوات الاحتلال عن جثمانيهما، وشارك آلاف المواطنين في تشييعهما في مدينة رام الله وسط الضفة بمشاركة جماهيرية واسعة من قبل أعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني وقيادات في حركة حماس.
جثت الشهيدين
وليس غريبا ألا تتحل جثتي الشهيدين عوض الله، وفق ما ذكرت مصادر طبية في حينه، رغم مرور 16 عاماً على استشهادهما، كما أن ملابس الشهيدين لم تتحلل نهائيا، وأن زوجة أحد الشهيدين تعرفت على زوجها من القميص الذي كان يرتديه.
ومثلت قصة الشهيدين القائدين عادل وعماد عوض الله، صفحة قاتمة السواد في سجل سياسة التنسيق الأمني المستمرة حتى اللحظة، التي انتهجتها أجهزة السلطة منذ قدومها إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.