في سياق التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد قادة المقاومة الفلسطينية، عُقدت قمة لافتة في العاصمة اللبنانية بيروت، فقد التقى الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة.
ويشير مراقبون تحدثوا لصحيفة "فلسطين"، إلى أن القمة التي عقدت أول من أمس تحمل تحذيرًا صريحًا لحكومة المستوطنين برئاسة بنيامين نتنياهو وتياره اليميني المتطرف بأن أي محاولة لاستهداف قادة المقاومة بعمليات الاغتيال ستلقى ردًا موحدًا من المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
ويضيف المراقبون أن توقيت الاجتماع يعكس التنسيق عالي المستوى بين محور المقاومة، والتضامن القائم بينهم في مواجهة التهديدات الإسرائيلية ضد قادة المقاومة، وبخاصة صالح العاروري.
اقرأ أيضاً: "العاروري" و"النخالة" و"نصر الله" يبحثون آخر المستجدات السياسية في بيروت
وفيما يتعلق بمحتوى الاجتماع ذكرت قناة المنارة التابعة لحزب الله أنه تم خلاله استعراض آخر المستجدات والتطورات السياسية، خاصة في فلسطين، إضافة إلى تقييم مشترك للوضع في الضفة الغربية والتصاعد في حركة المقاومة فيها، وكذلك التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن هذا اللقاء جاء لتأكيد أن قادة المقاومة لا تعير التهديدات الإسرائيلية أي اعتبار، وأنهم يجتمعون ويتحدثون ويخططون.
وفي الوقت نفسه، يقول الصواف إن نتنياهو يقدم معلومات كاذبة لجمهوره بشأن هروب قادة المقاومة إلى الملاجئ، وعليه يكشف عن عدم صدقه في محاولة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي.
ويضيف أيضًا أنه قبل هذا اللقاء الثلاثي، ظهر العاروري بالبدلة العسكرية في رسالة واضحة تؤكد أن المقاومة لا تهرب ولا تختفي، بل تمارس عملها بحرية تامة.
وبشأن الوضع الداخلي في كيان الاحتلال يشير الصواف إلى أنه ليس على ما يرام، وحاله لا يخفى على أحد، لا في المستوى السياسي ولا الاجتماعي ولا العسكري.
ويلفت إلى أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية مضطربة ومفككة، ولذلك إمكانية دخولها في مواجهة مع المقاومة على كل الجبهات صعبة.
ويعتقد الصواف أن الاحتلال ليس في وارده القيام بعمل عسكري كبير، مع بقاء احتمال الغدر، لكونها صفة من صفات الإسرائيليين.
وحدة الجبهات
كذلك يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق أن الاجتماع الثلاثي لقادة المقاومة يحمل رسائل واضحة بأن نتنياهو يروج كذبًا اختفاء قادة المقاومة الفلسطينيين خشية من تعرضهم لمحاولات اغتيال.
ويضيف صادق أن ظهور القادة الثلاثة يحمل رسائل تحدٍ للاحتلال الإسرائيلي، وتأكيد وحدة الجبهات الجنوبية والشمالية والسورية والضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948.
ويتابع: "اللقاء وجه رسائل تحذير واضحة للاحتلال تتعلق بوجود رد موحد في حال إقدامه على أي حماقة ضد قادة المقاومة".
ويوضح أن المقاومة خاطبت من خلال هذا اللقاء حكومة المستوطنين باللغة التي تفهمها، وهو المشهد الذي أدخلها في إرباك بشأن السيناريو المتوقع في حال تم تنفيذ أي عملية اغتيال.
ويشير إلى أن حالة الترهيب التي تحاول حكومة المستوطنين تصديرها ضد المقاومة انعكست عليها، وأصبحت الساحة الإسرائيلية مرتبكة، مع توجيه اتهامات لقادة الاحتلال بالانجرار وراء سياسة الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش.
ويرى أن الحالة الداخلية الإسرائيلية لا تسمح لها بخوض أي معركة ضد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، حيث يشهد كيان الاحتلال تظاهرات ضد حكومة المستوطنين، إضافة إلى ضعف الحالة الاقتصادية والسياسات الخارجية لهذه الحكومة، والانتقادات التي تصل إليها من الولايات المتحدة الأمريكية حليفتها الإستراتيجية.
ويشير إلى أن المحاذير السابقة تمنع نتنياهو من الإقدام على أي عدوان عسكري، وفي حال تم سيكون مغامرة كبيرة لكيان الاحتلال سينعكس على مستقبل حكومة المستوطنين.