قائمة الموقع

متحف قلعة مراد.. يعكس تاريخ فلسطين وثقافتها

2023-09-06T10:32:00+03:00
متحف قلعة مراد.. يعكس تاريخ فلسطين وثقافتها

في موقع قلعة مراد التاريخية التي بُنيت في مرحلة الحكم العثماني، يقع متحف أثري يحمل الاسم ذاته بين بلدة الخضر وقرية أرطاس جنوب بيت لحم، محتضنًا بين جنباته هوية تاريخية وحضارية وتراثية فلسطينية.

يبعد متحف قلعة مراد عن مركز بيت لحم نحو 3.5 كيلو متر، وفق مديرة دائرة الآثار والتنقيبات والمسوحات الأثرية د. إيمان الطيطي، مبينة أن القلعة بُنيت لسبب استراتيجي وهو حماية مصادر المياه الموجودة في برك سليمان التي كانت المصدر الرئيس لتزويد مدينة القدس بالمياه، وكانت أيضًا نقطة انطلاق رئيسية على طريق الحج إلى مكة.

وتوضح أن قلعة مراد بنيت في القرن السابع عشر، وسميت بذلك نسبة إلى السلطان العثماني مراد الرابع، وتعد حامية عسكرية من العصر العثماني، واقتُطع جزء من القلعة بهدف تحويله إلى متحف يحمل هوية القلعة وتاريخها.

وتلفت الطيطي إلى أن البرك الصخرية الثلاث جنوب القلعة أعطت الموقع ميزة تاريخية، فالبركتَين الأولى والثانية بُنيتا في العهد الروماني، أما الثالثة فبُنيت في عهد السلطان أبو النصر سيف الدين قايتباى المحمودي الظاهري ما بين 1468-1495، في حين قام السلطان العثماني سليمان القانوني بترميم البركتَين الأولى والثانية ما بين عامي 1541-1568.

وعن وصف القلعة، تذكر الطيطي أنها مستطيلة الشكل بداخلها أربعة أبراج مُربعة على زوايا القلعة، ويقع مدخلها الرئيس في الجدار الغربي، وتحتوي ساحتها الرئيسية على إسطبل في الجزء الجنوبي منها، وثكنة عسكرية على طول الجدار الشرقي.

وعلى بقايا بناء مُقبب مكون من طابقَين يقع بالنصف الشمالي من الحائط الغربي، وفي الجنوب الغربي من القلعة قناة ربَطت القلعة ببرك سليمان.

والدخول إلى القلعة يكون من جهة الغرب عبر مدخل صغير مبني من الحجر ومحاط بالزخرفة، ويوجد نقش يؤرخ بناء القلعة في عهد السلطان العثماني 1618 م، فوق المدخل إذ يوجد قوس عريض.

تقول الطيطي: "في عام 2013 افتتح متحف يحتل ربع مساحة قلعة مراد بواقع 1200 متر مربع، ويحتوي المتحف على 2705 قطعة أثريّة، إضافة إلى افتتاح مطعم في الجزء الشرقي من القلعة".

محتويات المتحف

والقطع الأثرية والتراثية التي يضمها المتحف، تشمل العصور: البرونزي القديم، والحديدي، واليوناني، والروماني، والبيزنطي، وصولًا إلى العصر الإسلامي في المرحلة العثمانية، وتعكس الحضارات التي عاشت في المنطقة.

ويوجد قسم في المتحف يضم أدوات ومعدات استخدمت في البيت الفلسطيني التراثي مثل الطاحونة، والجريشة، والزير، وأدوات الزراعة والصناعة، وملبوسات ورداء العروس ومجوهراتها، وأسلحة، وقشيات، ونحاسيات، وطينيات، وفخاريات، وبالتالي فإن المتحف يدمج ما بين التراث القديم والحديث.

وتذكر الطيطي أن القطع الأثرية والتراثية التي يعرضها المتحف تعكس تاريخ فلسطين وثقافتها، وتُعرض أيضًا العديد من القطع الأثرية المكتشفة في المنطقة المحيطة بالقلعة.

وخصص القسم الشرفي من متحف قلعة مراد لتجسيد حق العودة، وهو ركن يضم مفاتيح بيوت لعائلات من قرى مختلفة هجرت قسرًا منها في زمن النكبة عام 1948م، لافتة إلى أن تصميم المتحف يعكس روح القلعة وتاريخها.

ويحتوي المتحف كذلك على معرض للديناصورات صممت خصيصًا لتعليم وتثقيف الأطفال بهذه الحيوانات، ويضم مجسمات لديناصورات ظهرت في العصور الحجرية.

وعن المخاطر التي تحدق بالمتحف، تفيد الطيطي بأن الوجود المتكرر للمستوطنين يعد انتهاكًا للاتفاقيات الدولية منها اتفاقية لاهاي 1954 وبروتوكولها، إلى جانب تسارع التوسع الاستيطاني في مستوطنة "افرات" التي تقطع مصادر المياه عن القلعة.




 

اخبار ذات صلة