فلسطين أون لاين

​خبير عسكري: الاحتلال يستغل "تحرير المستوطنات" كحرب نفسية

...
رام الله / غزة - يحيى اليعقوبي

رأى الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات أن (إسرائيل) تستغل إثارة ما ينشر عن احتمالية اقتحام عناصر المقاومة في قطاع غزة للمستوطنات الإسرائيلية المحاذية، بهدف إثارة قلق الجبهة الداخلية والمستوطنين وجعلهم يشعرون أنهم في خطر ويتعرضون لتهديد فعلي حتى يبقوا ملتفين حول القيادة الإسرائيلية.

وأضاف عريقات في مقابلة مع صحيفة "فلسطين "، أن (إسرائيل) تستغل مسألة تحرير المستوطنات كحرب نفسية ودعائية من أجل الجبهة الداخلية الإسرائيلية خاصة وأن المستوطنين يطالبون بالمزيد من المطالبات والاحتجاجات".

والهدف من إثارة تلك الأخبار، كما تابع، إبقاء تحالف القيادة الإسرائيلية اليمنية المتطرفة وتقويته من جديد بعد أن بدأ يضعف، وجلب مساعدات عسكرية من الخارج، مبينا، أن (إسرائيل) تنقل واقعا بأن تلك المستوطنات ستكون أهدافا مستقبلية للمقاومة الفلسطينية.

وأجرى الجيش الإسرائيلي أمس، مناورة عسكرية واسعة في محيط قطاع غزة، استمرت ليوم واحد، تحاكي فيه عملية التصدي لمحاولة المقاومة الفلسطينية في غزة السيطرة على قاعدة عسكرية أو مجمع سكني إسرائيلي قريب من القطاع.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن التمرين يحاكي "اجتياز قوات مسلحة معادية السياج الأمني الحدود مع قطاع غزة، ومحاولتها الاستيلاء على قاعدة عسكرية أو مجمع سكني قريب منها".

وأضافت:" يُتوقع أن تحاول حركة حماس شن هجوم مباغت، إما عن طريق نفق أو باستخدام دراجات نارية أو عن طريق البحر والجو".

وفي هذا الصدد، قال ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش إن التمرين "تم التخطيط له مسبقًا وهو جزء من خطة التدريبات السنوية".

وأضاف الضابط الذي لم يكشف عن هويته:" التمرين يتحدى القادة والجنود بمختلف السيناريوهات، والتي تشمل استهداف منظومة الدفاع في فرقة غزة، تحت الأرض وفوقها، وفي الجو والبحر"، مضيفا، " نحن متأكدون بأن التمرين طوّر جاهزية القيادة الجنوبية، ومنطقة غزة لمواجهة جميع الأحداث".

فزاعة داخلية

ووفق عريقات، فإن إثارة الأمر شيء والتحليل الواقعي والموضوعي له شيء آخر، وبين أن (إسرائيل) تحاول أن يكون هناك فزاعة داخلية بإشاعة مسألة قيام المقاومة باحتلال جزئي للمستوطنات، كذلك مسألة الأنفاق، ويعتبرونه أحد الاحتمالات الممكنة.

وفي السياق، بين الخبير العسكري أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المأزوم حاليا والمطلوب للتحقيق معه ومع زوجته، يحاول أن يبعد عن نفسه اتهامات لجان التحقيق في قضايا مالية ومصروفات رئاسة الوزراء الإسرائيلية،

ورأى أنه من المبكر الحديث عن تحرير المقاومة للمستوطنات، وقال: " التحرير يعني أن تقوم المقاومة بتحرير أرض والتمسك بها وهذه عملية معقدة وصعبة حاليا.

وزاد عريقات: " عندما يتحدث الاحتلال عن إخلاء مستوطنات فهناك نية لتدميرها بالطيران إذا ما حدثت عمليات داخلها"، موضحا أن المقاومة من الممكن أن تنفذ عمليات ضرب وعودة، أما التحرير فيتحاج إلى منظومة دفاعية وسلاح جو، لأنه من الممكن أن يتدخل الطيران الإسرائيلي إذا ما احتلت المستوطنات لعدة ساعات ويقوم بتدمير تلك المستوطنات.

إلا أنه بين أن تطور المواجهة بين المقاومة وجيش الاحتلال يؤشر بأنه هذا التطور سيكون باتجاه تصعيد تنفيذ عمليات عسكرية من قبل المقاومة"، مشيرا إلى أنه خلال الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع كان هناك عمليات خارج حدود قطاع غزة ( خلف خطوط العدو).

دفاع إيجابي

وفي الأثناء، أوضح عريقات أنه من الطبيعي أن يكون هناك دروسا وعبر للمقاومة من الاعتداء السابقة وأن يتحول الدفاع السيء لإيجابي، بحدوث هجمات في البداية لإضعاف الاحتلال ولمواجهته، وهذا جزء من الدفاع وليس هجوما.

وبحسب الخبير العسكري - لم يتم الاعتداء ولو لمرة واحدة من الفلسطينيين على الاسرائيليين، مؤكدا أن الفلسطيني دائما في حالة الدفاع والإسرائيلي في حالة الهجوم والاعتداء.

واستدرك: " جزء من الدفاع ضرب العمق الإسرائيلي وهذا ما تدركه (إسرائيل) وهذا تطور طبيعي للمقاومة الفلسطينية. ".

وقال: " من الطبيعي التطور في مسرح العمليات بين كافة القوات المتقاتلة، لكن في الوضع الفلسطيني تدرك (إسرائيل) أن قطاع غزة محاصر وهناك تضييق على أهالي القطاع وخاصة المقاومة.

" ومع كل هذا الحصار كان هناك تطورا لافتا للمقاومة تحدث عنه خبراء عسكريون واستراتيجيون إسرائيليون، أعلنت المقاومة عن جزء من هذا التطور لديها وليس كله، ومحصل هذا التطور سيستخدم في أي اعتداء قادم على غزة". كما قال

وتضع (إسرائيل) خططا، كما تابع عريقات، على ضوء توقعاتها وتنبؤاتها الاستخباراتية، وما تجمعه من الطائرات والأقمار الصناعية والعملاء الذين تستخدمهم على الأرض، مؤكدا أن الكل يجمع أن هناك تطورا في أداء المقاومة ومفاجآت في قادم الأيام.

ويتحسب الجيش الإسرائيلي لعمليات تسلل عبر أنفاق أو من خلال البحر إلى قواعد عسكرية وتجمعات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة، وسبق أن نفذت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" عدة عمليات مشابهة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014م.