قائمة الموقع

إن زاد وزن الطفل.. الحل في تنظيم الطعام

2017-10-05T06:04:57+03:00

في حياتنا اليومية السريعة، وفي ظل تشبع الأسواق بالمواد الغذائية عديمة الفائدة، وكثيرة الضرر، مثل السكاكر والمياه الغازية وشرائح البطاطا المقلية، بتنا نلحظ أن السمنة منتشرة بين الأطفال، وفي المقابل يجد الآباء والأمهات صعوبة في التحكم بما يتناوله أطفالهم بعيدا عنهم.

بعض أولياء الأمور يتهاونون في سمنة أطفالهم، ولا يعدّونها مشكلة، ويرون أن العلاج صعب على الأبناء لأن فيه حرمانا لهم مما يشتهون، فيما آباء وأمهات آخرون يستشعرون خطر شبح السمنة، ويضيّقون على أطفالهم الذين ينهارون لأنهم لا يستطيعون أن يقاوموا الأكل، فيأكلونه خلسة.

النشويات والسكريات

بيّن أخصائي التغذية رمضان شامية أن التخوف من السمنة ومراعاة كمية الطعام التي يتناولها الطفل يكون بعد بلوغه عمر الأربع سنوات.

ولفت شامية في حديثه لـ"فلسطين" إلى أن احتياجات الطفل في السنة الأولى من الغذاء تعتمد على حليب أمه، وفي عمر السنتين أيضا، ولكن قد يُصاب بالسمنة أو نقص في الوزن إذا تدخلت بعض العوامل مثل أن تكون الأم عاملة، وبعض الأمراض، ودخول بعض الأصناف إلى تغذيته، نتيجة لنقص الثقافة عند الأم.

وأوضح أن الأغذية المصنعة محسوبة بالسعرات الحرارية، كما هو مكتوب على العبوة، في السنة الأولى يلزم لكل كيلو جرام 100 إلى 120 سعرا حراريا أما الأطفال ناقصو النمو فيحتاجون سعرات أكثر، وفي السنة الثانية يقل عدد السعرات في المتوسط 100 سعر حراري.

وبيّن شامية أن إصابة الطفل بالسمنة تنتج عن الإكثار من الأغذية الغنية بالنشويات، وتقليل الأغذية الغنية بالبروتين والدهون الأساسية والأملاح المعدنية، حيث يؤدي ذلك إلى تسرب الدهون وتراكمها، وربما يحصل العكس، بأن يُصاب بسوء التغذية، المتمثلة في النحافة الشديدة.

ولفت إلى أن مرحلة ما قبل المدرسة هي مرحلة خطرة، حيث تزيد حركة الطفل ويزيد نشاطه، وبالتالي يزيد حرقه للسعرات الحرارية، والتي من الممكن أن تؤدي إلى النحافة، أو تدفع الطفل باتجاه التهام الأغذية الضارة.

ولوقاية الطفل من السمنة، أكد شامية على أهمية التركيز على البروتين في النظام الغذائي له، مثل الحليب ومشتقاته، إذ يساعد البروتين على الحرق، فيما يؤدي نقصه إلى "تلبكات" ويقلل الحرق، بالإضافة إلى التركيز على مصادر الدهون النباتية التي تحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة.

ونصح الأمهات بإبعاد الطفل عن شرب المياه الغازية والعصائر المصنعة المحلاة، وكذلك الحلويات رخيصة الثمن كالحلقوم والسكاكر والبسكويت، لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر والكريمات المصنوعة من الدهون المشبعة، والتي تتحول إلى دهون تتراكم تحت الجلد وحول الأعضاء.

وشدد شامية على أهمية تناول الطفل وجبة الفطور قبل الساعة الثامنة صباحا، مقترحا أن يكون إفطاره شطيرة من اللبنة، أو الحمص، أو الفول، أو الأجبان البلدية، مع قارورة مياه، مع الفواكه والخضروات، خاصة الخيار والتفاح لاحتوائهما على نسبة عالية من الألياف الأساسية.

حمية!

وهل يمكن للأم البدء بنظام حمية لطفلها إذا استشعرت خطر إصابته بزيادة الوزن؟ أجاب شامية: "الروجيم بمفهومه اللغوي يعني نظاما غذائيا، حيث يتناول الشخص، سواء كان طفلا أو بالغًا، كذلك ثلاث وجبات رئيسية، ووجبتين خفيفتين بين الوجبات، وبكميات قليلة من الطعام".

وأضاف: "يجب أن تكون وجبة الفطور في موعدها قبل الساعة الثامنة، وفي العاشرة يمكن أن تعطي الأم لطفلها أي مشروب من العصائر الطبيعية، أو قطعة من الفاكهة، ويُفضل أن تكون بقشرها، وفي فترة ما قبل تناول الغداء يمكن أن يشرب عصيرا طبيعيا، كعصير الليمون بقليل من السكر، لملأ معدته قبل تناول الوجبة، وبذلك فهو عندما يتناولها يكتفي بكمية قليلة".

وحذّر الأم من أن تمنع الأكل عن طفلها، فالأصل أن تقدم له الأكل بحذر، وفي نفس الوقت تعطيه أطعمة محببة له، لأنه في مرحلة يبني فيها جسمه، مع تنظيم الوجبات، وفي وجبة المساء يجب أن يأكل الطفل قبل أن ينام بساعة على الأقل.

ودعا شامية إلى جعل الطهي الصحي أسلوب حياة للأسرة، حيث تكثر الخضروات على السفرة، مع تقليل إضافة السكر والملح إلى الأكل.

ونصح الأم بتقديم مشروب البقدونس والليمون لطفلها إذا تناول أغذية تحتوي على كميات كبيرة من السكر والملح بمعدل لتر ماء مع ضمة بقدونس وحبة ليمون بقشرها، فهذا المشروب يخلص الجسم من السموم، وينشط الكلى.

وأشار إلى أن الأم يمكنها الاستفادة من موسم البلح والرطب في هذه الأيام، بصنع مشروب التمر أو الرطب مع لتر من الماء، أو بنقع الرطب في اللبن، ومن ثم ضربه بالخلاط، وتقديمه للطفل، فهو وجبة فيها كثير من الفيتامينات، كما أن التمر والرطب قليلا الدهون ويحتويان على سكريات مفيدة، وألياف تمنع الإمساك وتبني العظام.

اخبار ذات صلة