فلسطين أون لاين

تقرير تصاعد العمليات.. المقاومة تفرض معادلاتها وتبعث للاحتلال رسائل من نار

...
رام الله-غزة/ نور الدين صالح:

شكّل تصاعد وتيرة عمليات المقاومة بأشكالها المختلفة في مدن الضفة الغربية المحتلة، تحديات كبيرة ترسل "رسائل من نار" إلى كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، مما أربك حساباته في التعامل مع المشهد الجديد الذي فرضه الثائرون.

وعلى مدار الـ24 ساعة الماضية نفذ شبان عمليات فدائية جابت معظم مدن الضفة، وكان آخرها عملية دهس صباح أمس على حاجز عسكري غربي رام الله أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 آخرين.

اقرأ المزيد: أبو كويك: العمليات الممتدة في الضفة تؤكد فشل الاحتلال في وأد المقاومة

وفي اليوم الذي سبقه، نفذ مقاومون عملية تفجير نوعية استهدفت قوّة مشاة من جيش الاحتلال اقتحمت نابلس، أدت إلى إصابة 4 منهم، وبعد وقت قصير نفذ فلسطيني عملية دهس أخرى جنوب الخليل أسفرت عن إصابة جندي.

وفي الليلة ذاتها، وقبيل تنفيذ عملية التفجير، نفذ فتى عملية طعن في إحدى محطات القطار الخفيف في حي المصرارة بالقدس المحتلة، وأدى لإصابة مستوطن واستشهاد الفتى.

وقالت القناة 12 العبرية: "4 عمليات خلال 24 ساعة في مناطق مختلفة بالضفة، العمليات الفردية والمنظمة وأعداد القتلى والمصابين لم نشهد مثلها منذ الانتفاضة الثانية، حكومة نتنياهو سيئة ولا تستطيع الحفاظ على أمن المستوطنين".

رسائل متبادلة

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي رجائي الكركي أن تصاعد العمليات في الوقت الراهن يأتي ضمن الرسائل المتبادلة بين الاحتلال والمقاومة.

وأوضح الكركي لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يهدد بتنفيذ جرائم اغتيال لقادة المقاومة، في المقابل هناك رسائل من الأخيرة لصد التهديد، ما يعني أن أي جريمة اغتيال ستواجه برد فعل غير متوقع.

وقال: الجديد في الأمر هو مشاركة محور المقاومة في تهديد الاحتلال بردة فعل قوية حال اغتيال أي قائد فلسطيني، يقابل ذلك حالة تأهب من الكيان على مختلف المستويات بضرورة وقف هذه العمليات.

اقرأ المزيد: "قاسم": لا أمن للمحتل طالما يحتل أرضنا ويعتدي على مقدَّساتنا

ورجّح أن تشهد المرحلة القادمة مزيدًا من رسائل التهديد بين الجانبين، ما يجعل المواجهة قاب قوسين أو أدنى.

وأيّد ذلك الباحث في الشأن السياسي د. غسان حمدان، معتبرًا تصاعد العمليات في الآونة الأخيرة رد فعل طبيعيا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه في الأراضي المحتلة.

وبيّن حمدان لـ"فلسطين" أن العمليات الفدائية سببها وجود الاحتلال واستمرار جرائمه الرامية لتصفية أبناء الشعب الفلسطيني، وتهويد ومصادرة الأراضي وتشديد الحصار.

وأوضح أن الاحتلال لم يكن يتوقع ردة فعل المقاومة بهذه القوة، وما هو جعله مرتبكًا ودفعه لمزيد من العنف والوحشية في بعض مدن الضفة، مشيرًا إلى أنه جرب كل وسائل الإجرام والقمع ضد الشعب الفلسطيني لكنه فشل في النيل من عزيمته وصموده.

وأضاف: إذا لم يرضخ الاحتلال لحقوق الشعب الفلسطيني ستستمر المواجهة، حيث استطاعت قوة المقاومة وضع الكرة في ملعب الاحتلال وذلك بعد فشل كل محاولات إنهائها.

وأضاف أن استمرار العمليات أربك حسابات الاحتلال وزاد من حالة التوتر لدى قادته خاصة في ظل تزايد الأزمة الداخلية التي تعاني منها حكومة المستوطنين المتطرفة.

تصاعد الأزمة

وبالعودة إلى الكركي، فإنه أكد أن تصاعد العمليات يفاقم الأزمة الداخلية التي يعيشها المستوى السياسي في دولة الاحتلال، لافتًا إلى وجود إشارات توحي أن هناك أزمة بين الائتلاف الحكومي القائم الذي يلمّح رئيسه بنيامين نتنياهو لإقامة حكومة وحدة، فيما يشير الائتلاف المتمثل بالمتطرف إيتمار بن غفير وغيره من المتطرفين بتهديد الحكومة القائمة حاليا.

وبحسب الكركي، فإن نتنياهو لديه خيار آخر بأن يذهب للمواجهة مع الفلسطينيين بتنفيذ جرائم اغتيال لقادة المقاومة، في سبيل الهروب من الأزمة المتصاعدة، مبينا أن تواصل العمليات في الضفة على مدار شهر أحرجت نتنياهو وشركاءه المتطرفين.

وبيّن أن تصاعد عمليات المقاومة تكّذب وعودات نتنياهو و"بن غفير" للمستوطنين بتوفير الأمن والاستقرار داخل مستوطنات الضفة، وهو ما يثبت أن المقاومة هي التي تفرض معادلاتها.

ولم يستبعد إقدام الاحتلال على اغتيال أحد قادة المقاومة سواء في الداخل أو الخارج، وهو ما يعني اندلاع مواجهة بين المقاومة والاحتلال.

وكان وزير المالية في حكومة المستوطنين الفاشية المتطرف بتسلئيل سموتريتش قال في تعقيبه على تصاعد العمليات "أصبحنا كل يوم ندفن إسرائيليين ويجب أن نغير هذا القدر".

المصدر / فلسطين أون لاين