فلسطين أون لاين

تقرير تهديدات الاحتلال.. تعبير عن مخاوفه من "خطر وجودي"

...
اجتماع نتنياهو وغالانت
غزة/ يحيى اليعقوبي:

تصاعد الحديث عن عودة الاحتلال لسياسة الاغتيالات لقادة المقاومة، بعدما قرر مجلس وزراء المستوطنين المصغر "الكابينت" قبل أيام، اتخاذ سلسلة خطوات ضد منفذي عمليات المقاومة و"مرسليهم"، مخولاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه يوآف غالانت بذلك.

ويعتقد خبراء عسكريون، ومحللون سياسيون مختصون بالشأن الإسرائيلي في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين" أن نتنياهو يريد تصعيدًا يستفيد منه في أزمته الداخلية، ليرضي المستوطنين وقياداتهم المتطرفة، لكنه بنفس الوقت لا يضمن النتائج، كما أن المقاومة الموحدة تجعل كل الجبهات جبهة واحدة، ما يجعل قرار الحرب أمرًا قاسيًا، وخيارًا صعبًا، له كلفة وثمن، وهو يمر بمرحلة ضعف سياسي وعسكري وجبهة داخلية مفككة.

مخاوف داخلية

التهديدات الإسرائيلية التي سبقها سفر قيادات في جيش الاحتلال لأمريكا تعبر وفق الكاتب والمحلل السياسي من لبنان حمزة البشتاوي، عن مخاوف داخل الاحتلال من خطر وجودي متعدد الأوجه، الأول الأزمة الداخلية الإسرائيلية، وخطر تصاعد فعل وثقافة المقاومة في عموم فلسطين، وخطر على كل الجبهات المحيطة بفلسطين المحتلة.

اقرأ أيضاً: العاروري: المقاومة في الضفة متصاعدة وتهديدات الاحتلال لا تخيفنا

ورأى البشتاوي أن الاحتلال يدرك أن التمادي بسياسة التهويد وانتهاك المقدسات بفلسطين، وسعي الأحزاب المتكرر إلى جس النبض بالأقصى، وزيادة وتيرة الاعتداءات على المسجد، هو بالنسبة لقوى المقاومة أحد صواعق اندلاع حرب شاملة.

وبالرغم من المخاوف الإسرائيلية من "الخطر الوجودي"، إلا أن البشتاوي يعتقد أن هناك أسبابًا متعددة تدفع الاحتلال لارتكاب تصعيد، استنادًا لرغبة نتنياهو بتصدير أزمته الداخلية، وإشعال تصعيد محدود يشغل الرأي العام الإسرائيلي به، فلديه خوف كبير من أي تصعيد كبير مع قطاع غزة يهدد بسقوطه، وهذا الحال يتكرر مع الحدود الشمالية، بعد ما جرى في خيمتين نصبها حزب الله في منطقة محتلة على الحدود اللبنانية الفلسطينية في يوليو/ تموز الماضي.

دوافع التصعيد

لا يختلف اللواء العسكري المتقاعد واصف عريقات عن رأي البشتاوي في حاجة الاحتلال إلى تصعيد لتصدير أزمة دون دفع الثمن، مبينًا أن هذا الأمر غير ممكن، لأن الفلسطينيين يعرفون طبيعة عدوهم بشكل جيد، وأصبح لديهم خبرة في كيفية التعامل مع كل السيناريوهات.

وقال عريقات لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يعتبر أن الحرب خدعة، لذلك يحاول تعويم التهديدات وتضليل واستنزاف المقاومة، وهو يدلل على ارتباك تعيشه دولة الاحتلال في تصدير أزمتها داخليًّا أو خارجيًّا".

عن دوافع التصعيد، حدد عريقات أكثر من سبب يدفع الاحتلال للذهاب نحو تصدير الأزمة، أولها ما تعيشه قيادة الاحتلال داخليًّا، كذلك على صعيد علاقاتها الإقليمية والدولية، فما يجري بالإقليم والعالم يسير بعكس الرغبات الإسرائيلية، وهذا يعدُّ رادعًا له على القيام بعدوان واسع.

وأشار عريقات إلى أن الاحتلال يتحدث عن العودة للاغتيالات لكوادر المقاومة، حتى يكون هناك فاتورة تقدم للمستوطنين أمثال إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، لأن نتنياهو مقيد بإرضائهم، وتحالفه مبني على وجودهم بالائتلاف.

اقرأ أيضا: بالبزة العسكرية.. صور جديدة لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري

وحول توقعاته للمرحلة المقبلة، قال: "نحن أمام قيادة إسرائيلية حمقاء، ارتكبت حماقات بالماضي، وممكن أن تبحث عن عدوان يحقق بعض الإنجازات، ولو شكلية دون أن تدفع فاتورة عالية، وهذا يعتمد على الفلسطينيين، فهل يعطوه الفرصة؟ مخيم جنين لم يعطِه الفرصة، ولا الشباب الثائر في مدن فلسطين، وهذا ما يقلق الاحتلال".

وأضاف، أن كل اعتداء له سقف من المستويات، فالاعتداء على مخيم بالضفة بشكل عام أمر مقدور عليه للاحتلال، لكن فتح جبهات لا بد أن يكون هناك توافق بين الاحتلال وحلفائه، لأنه وحده لا يستطيع التحكم في ساعة الصفر ومجريات القتال، ففي حرب أكتوبر عام 1973 كاد العرب أن ينتصروا عندما عبروا قناة السويس والجولان لولا تدخل أمريكا والغرب.

اتهامات متواصلة

ومنذ تصاعد العمليات الأخيرة للمقاومة بالضفة يحاول الاحتلال تحميل حركة حماس المسؤولية، بتوجيه اتهام مباشر للحركة بالوقوف وراء العمليات، إما بالدعم المالي والعسكري، وحتى التوجيه والإرشاد، وهذا الاتهام طال إيران كذلك، وفق المختص في الشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا.

ويرى أبو عطايا لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يحاول نقل المعركة إلى غزة؛ كي يحقق إنجازًا بأنه استطاع شل قدرات المقاومة فيها، لكنه أغفل أن الظروف اختلفت عن السابق، إذ يدرك أنه يمر بمرحلة ضعف سياسي وعسكري، حتى على صعيد جبهته.