أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس بمدينة الخليل فرحان علقم، أن العملية البطولية التي نفذتها المقاومة، قرب مستوطنة "كريات أربع"، حملت العديد من الرسائل والدلالات.
وأوضح علقم لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن انخراط مدينة الخليل بعمليات المقاومة المسلحة يدلل على الإستراتيجية الجديدة للمقاومة، والمتمثلة بـ"وحدة الساحات الحقيقية الواقعية" على الرغم من محاولات الاستئصال التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية.
وبعد نحو عام ساخن وملتهب شمالي الضفة الغربية، شهدت مدينة الخليل، الاثنين الماضي، عملية إطلاق نار بطولية أدت إلى مقتل مستوطنة إسرائيلية، وإصابة مستوطن آخر بجراح.
وقالت القناة "14" العبرية آنذاك، إن منفذي عملية إطلاق النار في الخليل، ينتمون إلى حركة حماس.
وعدَّ علقم العملية الأخيرة في مدينة الخليل بمثابة أن "المقاومة التقطت أنفاسها، وباتت اليوم هي من تبادر وتصر على أن تبقي جذوة المقاومة في نفوس شعبنا".
اقرأ أيضاً: بالفيديو منفذ عملية الخليل: سلكنا طريق العزة والكرامة والاحتلال إلى زوال
وأشار إلى أن العملية البطولية تدلل على تطور المقاومة المسلحة، وإمكانية تنفيذها للعمليات في الزمان والمكان المناسبين.
ولفت إلى أن العملية بعثت برسائل لحكومة المستوطنين الفاشية أن "شعبنا لن يسلم الراية، ولا يمكن له أن يستسلم للأمر الواقع.. وأن أي تطرف وجريمة احتلالية ستقابل بمقاومة مسلحة".
وتطرق إلى أن الرسالة الأخرى من وراء تلك العملية أنه "لا مكان للمستوطنين أن يعيشوا بأمان، طالما هناك اعتداءات وانتهاكات وجرائم ضد شعبنا وبلداتنا".
ورأى أن أخطر ما يخشاه الاحتلال هو التمدد الجغرافي للعمليات المسلحة، وانتقالها لباقي المدن، وهو ما أثبتته عملية الخليل، والكشف عن هشاشة أمن الاحتلال، واستنفاره خشية وقوع عمليات فدائية أخرى.
ونبه على أن حجم الاستنفار العسكري الإسرائيلي الذي شهدته مدينة الخليل يعكس حجم الصدمة والإرباك داخل "المنظومة الأمنية الإسرائيلية".
وحول مدى تأثير العقوبات الإسرائيلية على مدينة الخليل، قال علقم: إن العقوبات التي تشهدها مدينة الخليل حاليًّا هي محاولة من قبل الاحتلال لامتصاص غضب "الجمهور الإسرائيلي" وخصوصًا بعد عمليتي "حوارة" و"كريات أربع"، بالإضافة إلى أنها محاولة لتخفيف حدة الاحتجاجات التي يشهدها الداخل الفلسطيني المحتل، والأحزاب الإسرائيلية ضد حكومة بنيامين نتنياهو.
وأضاف: "وجود عمليات المقاومة مرتبط بسببها.. فما زال الاحتلال موجودا، واعتداءات المستوطنين موجودة، والانتهاكات بحق الأقصى مستمرة، فهذا يعني البقاء في ذات المربع من الفعل ورد الفعل".
وتوقع المحرر من سجون الاحتلال أن تشهد الأيام القادمة حملات اعتقالات كبيرة ومضاعفة؛ كمحاولة إسرائيلية لوأد المقاومة، كما توقع أن تشهد الضفة حملات استيطانية ضخمة من أجل كسب نتنياهو الرأي العام الإسرائيلي، ومحاولة التغطية على الفشل الأمني الذي تعيشه حكومته.