قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الأحد: إنّ "الشهيد القائد أبو علي مصطفى ترك محدّدات رئيسة، إن تمسكنا بها ووضعناها موضع التنفيذ، ستسهم بشكلٍ أساسي في بناء استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ فلسطينيّة، تنقلنا نقلة نوعية".
وأضافت في بيان صحفي بمناسبة حلول الذكرى الثانية والعشرين لاغتيال القائد الوطني والقومي والأممي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أبو علي مصطفى: "ومن محدّداته توحيد المفهوم حول طبيعة المرحلة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني الآن، هل هي مرحلة تحرر وطني أم مرحلة بناء ما يسمَّى بركائز الدولة المستندة إلى المفاوضات مع العدو؟ إنّ طابع الصراع مع العدو الصهيوني يؤكّد أنّنا ما زلنا في مرحلة تحرّر وطني، تقتضي منا امتلاك كلّ عناصر المجابهة الوطنيّة والاجتماعيّة المطلوبة".
وجدَّدت دعوة أبو علي مصطفى إلى "توحيد مفهوم الصراع مع العدو الصهيوني، خاصة أن هناك من شوَّه هذا المفهوم، من صراع إلى نزاع إلى سلام، في حين ما هو قائم بيننا وبين هذا العدو كان وما يزال صراعًا وجوديًّا تناحريًّا تؤكّده السياسات الصهيونية القائمة والوقائع على الأرض التي تعمل على حسم الصراع من خلال الضم والتهجير، وهذا يقتضي وقف الرهان على المفاوضات معه، وإلغاء الاتفاقيات الموقعة معه، وسحب الاعتراف به".
اقرأ أيضاً: 22 عامًا على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى
وشدَّدت على توصيته بضرورة "إنجاز وحدة وطنيّة تعدّديّة تستند للمحدّدين السابقين، باعتبارها شرطًا لازمًا في مرحلة التحرّر الوطني للصمود والانتصار على العدو، وإعادة بناء مؤسساتنا، وخاصة (م. ت. ف) على أسسٍ وطنيّةٍ ديمقراطيّة، لتقود النضال الوطني الموحد وفق الاستراتيجية الوطنية المتفق عليها".
وكما أوصى بضرورة "الربط الجدلي المُحكم بين النضال الوطني التحرري والنضال الاجتماعي الديمقراطي.. وضرورة الربط بين الوطني والقومي، واعتبار أن بعدنا القومي يشكل ركيزةً استراتيجيّةً في الصراع مع العدو الصهيوني، وتتبدَّى في هذه المرحلة أهميّة توحيد الجهود لمحاصرة التطبيع مع العدو الصهيوني وإفشاله، الذي أقدمت عليه بعض الدول العربية".
ونبَّه في محدّداته إلى أهمية الاستثمار الأمثل لكامل طاقات شعبنا وكفاءاته في إعادة بناء الأداة والأداء الذي يتناسب مع الخطاب السياسي، ملفتة إلى ضرورة "التوظيف الأمثل لكل وسائل النضال وأدواته، من سياسيّةٍ واجتماعيّةٍ واقتصاديّةٍ وثقافيّةٍ وإعلاميّةٍ وعسكريّة".
وشدَّدت الشعبيّة على أنّ "العدو الصهيوني أدرك أنّ القائد الشجاع أبو علي مصطفى يشكل خطرًا حقيقيًّا على وجوده، بأطروحاته الجذريّة الملتزمة وتمسّكه بالثوابت الوطنيّة والقوميّة وإيمانه بالعمل المسلَّح من أجل تحرير الوطن واستقلاله وعودة لاجئيه وتقرير مصيره، جزءًا لا يتجزأ من مصير الأمَّة العربية التي تنشد الحرية والعدالة والوحدة".
وختمت بالقول: "وهذا بدوره يستدعي من القوى والأحزاب والمؤسسات الوطنية والقومية أن يكون ردّها على العدو وأهدافه التصفوية بالتمسك بوصايا الشهيد ومحدّداته، والعمل على تحقيقها، لنصنع مستقبلنا الفلسطيني والعربي الحر".