تمكنت المهندسة الكيميائية عهود خطاطبة من تسجيل براءة اختراع لأقراص قابلة للمضغ من المضاد الحيوي "سيفبودوكسيم بروكسيتيل" الذي يستخدم استخدامًا رئيسيًا في علاج الالتهابات البكتيرية.
وتقول خطاطبة من مدينة نابلس، إن المضاد يعد أحد أنواع الجيل الثالث من "السيفالوسبورينات"، ويدخل أيضًا في علاج التهابات الأعصاب بعد إجراء عمليات جراحية، كعمليات العظام.
وتوضح أن اختيار وتطوير الصيغة المناسبة لتصنيع هذه الأقراص تمَّ وفقًا لعدة معايير استنادًا على المفهوم الحديث "الجودة حسب التصميم"، حيث حددت كل الخصائص والمعايير المطلوبة لضمان جودة المستحضر، فجميع معايير الجودة الخاصة بالمنتج ضمن المواصفات المطلوبة بما فيها تلك السمات الحرجة وغير الحرجة.
وتشير إلى أن هذا الدواء من الممكن وصفه لجميع الأعمار ولكلا الجنسين، خاصة الفئات الأقل عمرًا الذين لديهم مشاكل في البلع أو يرفضون فكرة الأقراص التي يستوجب بلعها.
معايير التحضير
وكانت خطاطبة قد انتزعت بمشروعها جائزة المسروجي 2021، الهادفة إلى دعم الأفكار والمشاريع الإبداعية والبحوث العلمية التطبيقية خاصة في مجال الصناعات الدوائية.
وتضيف خطاطبة من مدينة نابلس والحاصلة على ماجستير علوم صيدلانية من جامعة النجاح الوطنية، أن المشروع من ناحية التجربة والتصنيع والتحليل احتاج إلى 6 أشهر من الدراسة الثابتة له، وتقييم جميع الخواص والمزايا الفيزيائية للدواء، وأثبتت جميع الفحوصات أن المادة تأتي ضمن المواصفات العالمية والمتطلبات".
وتتابع مستدركة: "لكن من ناحية أبحاث سريرية لم يجرب على أشخاص كشكل صيدلاني، ولكن على متطوعين لمعرفة إن كان طعمه ورائحته مقبولة لكون تناوله عن طريق المضغ".
وتضيف: "تم دراسة الدواء من بداية استخدام المواد غير الفعالة، مع المواد الفعالة وكيفية التوافق بينهما، للعمل على تصنيع مضاد حيوي قوي لعلاج فئة كبيرة من الالتهابات البكتيرية خاصة التهابات الشعب الهوائية، والتهابات المسالك البولية".
وتلفت خطاطبة إلى أن تصنيع المستحضر ليس كفاية، فكان من الضروري إيجاد طرق تحليلية للتأكد من جودة المستحضر، "وهذا الجزء الثاني الجديد في المشروع، حيث فحصت العوامل الحساسة التي يجب التأكد من مطابقتها للمواصفات العالمية ودساتير الأدوية".
وتوضح أنها وضعت طرق فحص المستحضر بنفسها، وعملت على التثبت من هذه الطرق ببيان أن، "طرق التحليل المستخدمة صالحة بتراكيز معينة، وأنها صالحة للاستخدام في أي وقت".
وتنبه خطاطبة إلى أن الأهم من ابتكار المستحضر هو "التأكد من عدم حدوث أي تغيير في معايير الجودة له مع الوقت، وألا تقل نسبة المادة الفعالة، أو أن تزيد نسبة الشوائب، أو ظهور شوائب تؤثر في صحة المريض".
ولذا قامت المهندسة الكيميائية بإخضاع المستحضر لظروف تخزين معينة مختلفة، ودراسة ثباته لمدة ستة أشهر، لافتة إلى أنها تمكنت من إثبات عدم ظهور أي تغيير يُذكر على سمات الجودة، ومعاييرها، حتى في ظل الظروف القاسية من حرارة، ورطوبة.
عينات تجريبية
وللتغلب على مرارة المادة الفعالة "سيفبودوكسيم بروكسيتيل"، ورائحتها غير المستساغة، ولكي يتم التوافق بينها وبين المواد غير فعالة، "تم المفاضلة بين كثير من المواد وتجربته إعطاء العينات لمتطوعين حكموا على أكثر من صيغة بنسب مختلفة للمواد المحسنة للطعم والرائحة، لاختيار الأفضل منها".
وتقول خطاطبة، إنها استخدمت العديد من المواد والماكينات في عملية التصنيع، حتى تقيم وتدرس كل خواص المادة الفعالة، والمنتج، مبينة أن حصولها على جائزة المسروجي للتميز والإبداع، مثل دفعة لها لتسجيل المستحضر كبراءة اختراع، فبعد مقارنته بدراسات عالميّة والتأكد من عدم وجود منتج شبيه له، حصلت على براءة الاختراع".
وتسعى الكيميائية الشابة إلى تطوير طريقة فحص الشوائب التي استحدثتها والغير موجودة في دستور الأدوية البريطاني، وحتى الأمريكي، إذ إن عملية تعريف هذه الشوائب بالنسبة للمادة الفعالة لا يمكن تحديدها بسهولة بطرق التحليل التقليدية، ويلزمها أجهزة متطورة لتعرف عليها وفصلها، وإيجاد تسمية لها.
وتطمح خطاطبة لاستكمال أبحاث علمية ذات صلة بالتغلب على الالتهابات، مستخرجة من مستحضرات طبيعية، وإكمال برنامج ماجستير آخر في الصحة العامة، والتسويق والاقتصاد.