فلسطين أون لاين

9 سنوات على اغتيال "توأمَي المقاومة" وأسطورتَي "حماس" العسكرية

...
الشهيدان القائدان العطار وأبو شمالة

يوافق اليوم الذكرى التاسعة لاستشهاد "توأمَي المقاومة"، وشريكَي الدم والسلاح رائد العطار ومحمد أبو شمالة، برفقة القائد محمد برهوم من الرعيل الأول لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس".

مسيرة جهادية زاخرة بالتضحية والعطاء ختمت بالشهادة بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال الحربية بعدَّة صواريخ منزلاً بحي تل السلطان بمدينة رفح خلال معركة "العصف المأكول" عام 2014.

ساهم "التوأمين" على مدار سنوات طويلة، في إحداث نقلة نوعية في أداء كتائب القسام وتطوير قدراتها العسكرية والأمنية والاستخبارية، حتى غدت اليوم أقوى شكيمة من ذي قبل، وقادرة على تحقيق معادلة الردع مع الاحتلال الإسرائيلي.

كان لمعركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة الفلسطينية وفي مقدّمتها كتائب القسام، في مواجهة عدوان الاحتلال على قطاع غزة، في مايو 2021، دليل على تطور وتعاظم كتائب القسام وفي المجالات كافة، وهو ما كان للعطار وأبو شمالة بصمة فيه.

حمل العطار همَّ وطنه وقضيته باكرًا، إذ شارك في فعاليات انتفاضة 1987، من خلال رشق دوريات الاحتلال بالحجارة، والكتابة على الجدران، وتنظيم المظاهرات والإضرابات.

تعرَّض للملاحقة من قِبل أجهزة السلطة الفلسطينية، فحكمت عليه سنة 1995، بالسجن سنتين بتهمة التدريب على أسلحة غير مشروعة، ثم بالإعدام في 10/مارس 1999، على خلفية مقتل شرطي في أثناء مطاردته ثلاثة من المجاهدين، إلا أنه أعيد النظر في الحكم على إثر احتجاجات شعبية واسعة ضد الحكم.

اقرأ أيضًا: "العطار" و"أبو شمالة".. توأما المقاومة عاشا معًا وضمَّهما قبرٌ واحد

انتسب رائد العطار وهو فتى إلى حركة حماس، وانضم إلى جناحها العسكري كتائب القسام، وجاهد في مواقع كثيرة إلى أن تولَّى قيادة لواء رفح.

آمن منذ البداية بأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة السلاح، فبادر إلى التدريب والإعداد، والنهوض بالعمل العسكري لكتائب القسام، وصولًا لابتكار سلاح الأنفاق الاستراتيجي، الذي أرق قادة الاحتلال وأرعب جنوده، وقلب المعادلة في مواجهة الاحتلال.

عدّته دولة الاحتلال الوريث الفعلي لرئيس أركان كتائب القسام أحمد الجعبري، ووصفته بأنه "صائد الجنود" الذي جعل هدف حياته خطف الجنود من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين.

"توأما المقاومة"

انطلق القائدان -العطار وأبو شمالة- في مسيرة المقاومة معًا، وعرفا معا في البدايات كما في النهايات، فشاركا في تأسيس بنية الكتائب في محافظة رفح، وقادا العديد من العمليات الجهادية ضد الاحتلال في الانتفاضة الأولى عام 1987م.

شارك القائدان وأشرفا على تنفيذ سلسلة عمليات تفجير نوعية للمواقع الإسرائيلية عبر الأنفاق، كان من أبرزها عملية "براكين الغضب"، وموقع "محفوظة"، و"حردون"، و"ترميد" التي أدَّت إلى مقتل أكثر من عشرين جنديًا إسرائيليًا وإصابة أكثر من 70 آخرين بجروح متفاوتة.

وفي كبرى عمليات القسام "الوهم المتبدد" والتي أُسر خلاها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006م شرق مدينة رفح، كانت بصمات العطار وأبو شمالة جلية فيها، وصولًا إلى إتمام صفقة وفاء الأحرار عام 2011م والتي أُفرج بموجبها عن 1027 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية والمؤبَّدات.

تزينت صورة النصر الكبير للمقاومة في صفقة وفاء الأحرار، بصورة العطار إلى جانب الجعبري وهما يسلمان شاليط للجانب المصري، فيما نشرت كتائب القسام صورًا تظهر القائدان أبو شمالة والعطار خلال عملية احتجاز شاليط في غزة والتي استمرت 5 سنوات، الأمر الذي يلقي الضوء على دور القائدين.

يعد الشهيد القائد محمد أبو شمالة من أبرز مؤسسي كتائب القسام، وكان قبل استشهاده قائدًا لدائرة الإمداد والتجهيز، وعضوًا في المجلس العسكري العام.

أصبح أبو شمالة من أبرز المطلوبين لأجهزة المخابرات الإسرائيلية منذ عام 1991، وأمضى في سجون الاحتلال تسعة أشهر، وفي سجون السلطة الفلسطينية ثلاث سنوات ونصف السنة.

نجا من محاولتي اغتيال، كانت الأولى عام 2003 عندما تعرَّضت سيارته لغارة جوية، وأصيب بجراح بعد أن قفز منها بالقرب من المستشفى الأوروبي بين مدينتي رفح وخان يونس، والثانية عام 2004 عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم يبنا وحاصرت منزله ودمرته بعد أن فشلت في النيل منه.

اقرأ أيضًا: 6 أعوام على استشهاد قادة القسام الثلاثة "العطار" و"أبو شمالة" و"برهوم"

لم يسلم منزله الذي يقع في منطقة الشابورة وسط مدينة رفح من القصف والتدمير مرات عدة، كان آخرها في أثناء معركة العصف المأكول.

من المطاردة للشهادة أما الشهيد القائد محمد برهوم فهو رفيق درب الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، وكان من أوائل المطاردين من كتائب القسام لقوات الاحتلال عام 1992م.

نجح برهوم بعد مدَّة من المطاردة في السفر إلى الخارج سرا، وتنقل بين عدد من الدول، ثم عاد في الانتفاضة الثانية إلى قطاع غزة ليلتحق من جديد برفاق دربه وإخوانه في معاركهم وجهادهم ضد الاحتلال.

ولم تثنهِ المطاردة وتجربة الإبعاد عن مواصلة تدريبه ونضاله ضد المحتل من داخل صفوف كتائب القسام، فقاتل الإسرائيليين ودافع عن غزة، وأمّن السلاح والتدريب، وشارك في التصدي للمحتل في اعتداءاته المتكررة على القطاع إلى أن لقي الله شهيدا.

يوم الشهادة فجر يوم الخميس 21/08/2014م هزَّت مدينة رفح عدة انفجارات ضخمة نتج عنها تدمير منزل في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، وتضرر عدَّة منازل محيطة به، استشهد القادة الثلاثة وخمسة مواطنين آخرين، وأصيب نحو أربعين.

المصدر / فلسطين أون لاين