تعرض ما تبقى من المباني التاريخية والمقدسات في قرية البصة المهجرة في منطقة الجليل، بالداخل المحتل، لأعمال هدم وتجريف، في الآونة الأخيرة.
ووفقا لمصادر فلسطينية في القرية، فإن واحدا من أهم المباني التاريخية في قرية البصة المهجرة، والمعروف باسم "بيت الخوري" المجاور للكنيسة والمسجد قد تعرض للهدم، يوم أمس الثلاثاء.
وتندرج هذه الأعمال ضمن مخططات لطمس تاريخ القرية المهجرة وتنفيذ مشاريع لتهويد المكان.
وقال المحامي عمر خمايسي، من مؤسسة "ميزان" الحقوقية، لـ"عرب 48"، هنالك مخطط للحفاظ على المباني الأثرية والتاريخية والمقدسات في قرية البصة المهجرة، ومن بينها كنيسة، ومسجد، وبيت الخوري، وغيرها. ولكن للأسف فإن بلدية شلومي تعمل هناك دون حسيب أو رقيب، لذلك فقد قاموا بأعمال توسعة ومواقف للسيارات دون مخطط، لا بل إنها تتناقض مع المخططات الموضوعة، مما استدعى تدخل سلطة الآثار التي قامت بوقف هذه الأعمال والمخططات العشوائية بناء على توجه من مؤسسة ميزان.
وأضاف خمايسي أنه "في ساعات مساء أمس، الثلاثاء، بلغنا أن البناء التاريخي المسمى بيت الخوري، وهو مبنى ضخم وعريق قد انهار بالكامل، ولكن نحن نشك بأن المبنى لم يتهاو من تلقاء نفسه وإنما هي عملية هدم، وهنالك دلائل تشير إلى أن المبنى تعرض للهدم وليس للسقوط".
وأكد أن "مؤسسة ميزان وسكرتارية لجنة المتابعة وممثلي الأحزاب العربية والحركات والناشطين وأهالي البصة، كبارا وصغارا، والمؤسسات الحقوقية ستقوم عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم غد الخميس بزيارة لقرية البصة".
وتابع خمايسي: "نحن نتابع ملف البصة منذ زمن بعيد، وكنا نتصدى باستمرار للمخططات التي تنال قد تنال من قدسية تلك المواقع، وقدمنا عدة اعتراضات للجان التنظيم والبناء ونجحنا في معظمها وأوقفنا العديد من المخططات، لكن الأجواء العامة كانت في كل مرة تظهر لنا أن البلدية ورئيسها يرغبون بفرض أمور معينة على أرض الواقع ودون تنسيق أو إجماع".
وقُدّر عدد سكان البصة في عام نكبة فلسطين 1948 بأربعة آلاف نسمة، ويتجاوز عددهم اليوم أكثر من 42 ألف نسمة، 350 منهم تقريبا في البلاد والباقي موجودون في لبنان وكندا.
وبلغ عدد منازلها ما يزيد على 700 منزل مبنية بالحجارة. وقد بقي من معالم القرية لغاية اليوم، مسجد وكنيستان ومقام الخضر وبيت لعائلة الخوري وفندق، استولت عليها ما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" ويمنع الدخول إليها وترميمها.