قائمة الموقع

بعد المصالحة.. ما مخططات الفلسطينيين؟

2017-10-03T06:12:31+03:00
معبر رفح (أرشيف)

منذ الإعلان عن إتمام المصالحة الفلسطينية، بدأ النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بطرح أسئلة متعلقة بالأمنيات التي يرغب الفلسطينيون بتحقيقها فور إتمام المصالحة بشكل جدي، البعض أعرب عن تمنيه السفر، وآخرون أبدوا رغبتهم بالعودة إلى مسقط رأسهم غزة لرؤية الأهل والأقارب، فيما سيطر التفكير بالحصول على وظيفة مناسبة على أمنيات البعض..

ما أول ما تفكر بفعله أو تتمنى تحقيقه بعد المصالحة؟.. سؤال طرحته "فلسطين" على عدد من المواطنين، وكانت تلك إجاباتهم:

زيارة غزة

قصي حسن (33 عاما) من مدينة طولكرم، أمنيته عند إتمام المصالحة وعودة الأمور إلى سابق عهدها قبل الانقسام، زيارة قطاع غزة لتقبيل أرضها.

وأشار حسن إلى أنه يتمنى منذ سنوات طويلة أن يزور قطاع غزة، ولكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الإجراءات المشددة على معبر "إيرز"، خاصة فيما يتعلق بقدوم فلسطينيي الضفة إلى غزة.

أما عبد الله أكرم (35 عاما) فيتمنى أن تعيد إليه أطراف المصالحة عشر سنوات من عمره ضاعت لم يستطع خلالها تحقيق أحلامه، وبقي خلالها على أمل المصالحة.

وقال: "إن لم يفعلوا ذلك لا نريد مصالحتهم، من المفترض أن يتم تعويضنا على كل الأيام السابقة التي فقدنا فيها الأمل في كل شيء".

زيارة القدس

فيما تتمنى إيمان عبد الوهاب (40 عاما) في حال عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانقسام زيارة المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه، إذ قالت: "منذ زمن طويل أحلم بذلك، ولكن منع الغزيين من السفر ووضع إجراءات صعبة وتشديدات خاصة للدخول عبر معبر (إيرز) كانت تحول دون السفر".

وأضافت: "أتمنى أن يعود الوضع إلى ما كان عليه سابقا، يكفينا 11 عاما مرت من أعمارنا دون أن نفرح، كفى انقساما وخلافات، نحن أبناء وطن واحد، ومن حقنا السفر للعلاج والتعليم، من حقنا الذهاب إلى الضفة الغربية بسهولة دون أية منغصات".

مشاكل الشباب

وتفكّر سلوى اليازجي (24 عاما) بتفويض شخصية ذات تأثير لمناقشة مشاكل الشباب في قطاع غزة، مع طرح ملف العاطلين عن العمل.

وقالت الخريجة الجامعية التي لم تجد فرصة عمل مناسبة: "هذه المرة بانتظار نتائج إيجابية، فقد انتظرنا طويلاً ولم نحصل على شيء في المقابل".

وأضافت: "كثير من الشباب كانوا يحلمون بالحصول على وظائف، سواء في القطاع الخاص أو الحكومة، ولكن عدم توفر ميزانية خاصة لجميع هؤلاء جعلهم يعانون الأمرين، أصبحنا نرى خريج لغة إنجليزية أو عربية يعمل سائقا أو بائعا للقهوة والشاي، وقد علّق شهادته على جدار في منزله دون الاستفادة منها".

الوظائف الحكومية

وكسابقته، يحلم مؤمن مسعود (31 عاما) بالحصول على وظيفة، فرغم تقدمه للوظائف الحكومية التي أعلنت عنها وزارة الصحة في وقت سابق ونجاحه في المقابلات إلا أنه بات لا يعرف مصيره، لذا ينتظر إتمام المصالحة للحصول عليها.

وقال: "قضيت ما يزيد على 8 سنوات من عمري أبحث عن عمل، لم أترك مكانا إلا وتقدمت له، ولكن لم أحصل على نصيبي في الوظائف، وعندما حصلت على نتيجة جيدة في المقابلات، حدث تطور في ملف المصالحة، مما أخر تعييني، وبالتالي، أنا ومن نجحوا معي، لا نعرف مصيرنا حتى الآن".

ويأمل مسعود، كغيره من مئات الشباب في القطاع، بأن يكون قدوم الحكومة خيرا عليه وعلى أقرانه الذين انتظروا سنوات طويلة من أجل بناء مستقبلهم، ولكن صعوبة الظروف الاقتصادية كانت لهم بالمرصاد دوما.

رامي الديب (29 عاما) والذي كان يحلم بشكل كبير بالسفر إلى بلجيكا لزيارة شقيقه هناك، قال: "لو كانت المصالحة حقيقية فعلاً، أول شيء سأفعله هو السفر، والبقاء عند شقيقي أطول فترة ممكنة، نحن بالفعل بحاجة لفترة نقاهة طويلة الأمد".

وأضاف: "كغيري من الفلسطينيين في غزة، أتمنى أن أنفذ مشروعا خاصا بي يحقق نجاحا كبيرا، أتمنى أن نصبح منفتحين على العالم أكثر، وأن تتحسن رؤية الناس لنا كغزيين، كفانا انقساما وتشتتا".

اجتماع الأهل

أما هديل رضوان (27 عاما) فكانت أمنيتها أن يأتي أشقاؤها الأربعة المقيمون في دول غربية إلى غزة، وأن تجتمع معهم على طاولة واحدة في منزل والدها.

قالت: " فرقتنا الأيام في غزة، ولم نعد نتواصل إلا من خلال المحادثات الهاتفية فقط، أو نرى بعضنا عبر مواقع وتطبيقات الإنترنت المختلفة، أريد أن أقر عيني ووالدتي برؤيتهم، وأن يزوروا غزة بين الحين والآخر دون تعقيدات على معبر رفح، ودون منع من السفر عبر (إيرز)، نريد أن يعود الطلاب إلى غزة لرؤية أهلهم في كل إجازة صيفية، لا أن ينتظروا سنوات عدة ليجتمع شمل العائلة".

وأضافت: "نحن بحاجة فعلاً للمصالحة مع أنفسنا، بحاجة لمزيد من الحب والاحترام المتبادل، بحاجة للكهرباء وفتح المعابر والمياه النظيفة بدلاً من العادمة، كل هذا نتمنى أن يتحقق على أرض الواقع، وألّا يكون ما نشهده الآن مجرد وعود لا تتحقق كالمرات السابقة".

وفي حديث الغزيين عمّا يخططون لفعله بعد البدء بتنفيذ إجراءات المصالحة على أرض الواقع أحلام ممزوجة بالطرافة، تحدّثوا عنها في منشوراتهم وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فمثلا، قال أحدهم: "يجب أن نبدل مواقعنا مع الفلسطينيين في الخارج، هم يأتون إلى غزة، ونحن نسافر بدلاً منهم"، وآخر قال: "سأتزوج وأنجب طفلين، وأسمي الأول رامي والثاني السنوار"، فيما يخطط ثالث: "سأبحث عن قرية بدوية وأهاجر إليها"، وغيره يرى: "مفروض ياخذونا بعد المصالحة في رحلة سياحية على جزيرة بعيدة.. بس احنا الشعب".

اخبار ذات صلة