فلسطين أون لاين

​لشهرين متتاليين مصدر دخلٍ وغذاء

بشهادة صيّاديه.. "طائر السمّان" في تناقصٍ ملحوظ

...
غزة - صفاء عاشور

يستقبل قطاع غزة في الفترة الحالية طيور السمان والتي تأتي مهاجرةً من قارة أوروبا لتمر في طريقها إلى شواطئ القطاع، في رحلةٍ سنوية تقصدها هذه الطيور من أوروبا إلى أفريقيا خلال شهري سبتمبر/ أيلول؛ وأكتوبر/ تشرين الأول؛ لتعود مرة أخرى مع بداية فصل الصيف لموطنها.

إلا أن هذه الهجرة طرأ عليها بعض التغيرات التي لاحظها المراقبون للوضع البيئي والمهتمون باصطياد طيور السمان أو "الفرّ" كما يطلق عليه في قطاع غزة، حيث شهدت تناقصاً ملحوظاً في الأعداد التي يتم اصطيادها.

والسمّان "الفر" هو طائرٌ برّي مهاجر رمادي اللون وصغير الحجم يصل حجمه ما بين 130 و150 غرامًا، ويقطع نحو أكثر من 2000 ميل ليصل إلى شواطئ القطاع بعد رحلة هجرة متعبة، في وقتٍ موسمي منذ بداية شهر سبتمبر حتى بداية شهر أكتوبر.

يقول مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، م.طاهر أبو حمد لصحيفة "فلسطين": إن طائر السمان من الطيور المهاجرة المشهورة التي تمر في القطاع خاصة مع بداية فصل الخريف، حيث تقطع الطيور مسافات كبيرة مهاجرة من أوروبا متجهة إلى أفريقيا ثم تعود لأوروبا مع بداية فصل الصيف.

ويتطرق أبو حمد إلى أهم مزايا تلك الطيور:" لحمها ذو قيمةٍ غذائية عالية وغني بالبروتينات والفيتامينات؛ ونسبة الدهون فيه قليلة؛ كما أن طعمه جيد؛ ناهيك عن أن بيض السمان له دورٌ في علاج العديد من أمراض الجهاز الهضمي والمعدة".

ويضيف أبو حمد: " يوجد في قطاع غزة العديد من الصيادين الذين يستهويهم صيد السمان؛ فهم اعتادوا نصب شباكٍ خاصة على طوال شاطئ القطاع، والكثير من هؤلاء يرون في صيده فرصة لزيادة الدخل ومصدرًا غذائيًا مهمًا".

ويؤكد أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً في أعداد طيور السمان المهاجرة؛ وذلك عائدٌ للتغيرات المناخية التي حدثت في المنطقة، الأمر الذي أدى لتراجعٍ كبير في أعداد الطيور المهاجرة.

ووفقاً لشهادات الكثير من الصيادين؛ فإن الأعداد التي يتم اصطيادها لا تتجاوز 20% من الأعداد التي كانت تُصطاد خلال السنوات الماضية تبعاً لـمدير دائرة الإنتاج الحيواني، لافتاً إلى أنه رغم ارتفاع سعر طائر السمان إلا أن هناك شريحة من المجتمع تُقبل على شرائها وتناولها لجودتها وقيمتها الغذائية العالية.

ويحثّ على أهمية اتخاذ قوانينٍ لـ"حماية الحياة البرية" وتقنين صيد الطيور المهاجرة ومن ضمنها السمان، موضحاً مقصده: "هذه القوانين لا يكفي أن تُفرض في قطاع غزة، بل أن تتوحد الجهود والقوانين في معظم الدول التي تمر بها طيور السمان المهاجرة؛ وذلك للمحافظة على الحياة البرية والتنوع البيئي في الطيور".