فلسطين أون لاين

خلال ندوة سياسية نظمتها صحيفة "فلسطين"

بالفيديو والصور فصائل: سلوك السلطة بالضفة لن يُخمد المقاومة ويشكل خدمة مجانية للاحتلال

...
جانب من الندوة التي نظمتها صحيفة فلسطين (تصوير: محمود أبو حصيرة)
غزة/ نور الدين صالح:
  • سلمي: سلوك السلطة من أهم الصعوبات التي تواجه المقاومة بالضفة
  • الغول: يجب تصعيد الاشتباك السياسي ضد القيادة المتنفذة بالسلطة
  • محسن: عباس يحمل بجعبته خمس لاءات ويُعطل تطبيق نتائج "لقاء الأمناء"

اعتبرت فصائل فلسطينية أن سلوك السلطة القائم على الاعتقالات السياسية والقمع في الضفة الغربية، لن يستطيع افشال وإخماد المقاومة الفلسطينية بمواجهة الاحتلال، مشددين على أنه "يشكل خدمة وربحاً صافياً للاحتلال".

واتهمت الفصائل رئيس السلطة محمود عباس بتعطيل تحقيق انهاء الانقسام واتمام المصالحة الوطنية، مطالبين السلطة بضرورة إطلاق العنان ليد المقاومة للاستمرار بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية عقدتها صحيفة "فلسطين"، أمس، تحت عنوان "سلوك السلطة في الضفة.. هل يُفشل المقاومة؟" في قاعة الاجتماعات وسط مدينة غزة.

كشف ظهر المقاومة

أكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي، أن سلوك السلطة في الضفة يُعري ظهر المواطن، مشيراً إلى أن السلطة لديها فلسفة في البرنامج الأمني والاتفاقيات والمعاهدات المُبرمة مع العدو.

5555.jpg
 

وقال سلمي في كلمته خلال الندوة، إن سياسات السلطة تكشف ظهر المقاوم الفلسطيني الذي يحاول أن يتصدى لسياسات الاحتلال المتمثلة بالاستيطان وتدنيس المقدسات.

وعدّ سلوك السلطة من أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه المقاومة في الضفة، مشدداً على أن اعتقال المقاومين يُضعف الحالة الفلسطينية ويضرب في النسيج الاجتماعي للشعب الفلسطيني.

وشدد على أن "هذه السياسة لا تخدم الحالة الفلسطينية بقدر ما تخدم العدو، لذلك يجب على السلطة إطلاق يد العنان لأبناء الشعب الفلسطيني"، لافتاً إلى أن حركته طالبت السلطة بوقف سياساتها مرات عدة.

وأكد أن مقاطعة الجهاد الإسلامي لاجتماع الأمناء العامين جاء بسبب رفض السلطة الاستجابة لمطالبها بوقف التنسيق الأمني ووقف الاعتقال السياسي والإفراج عن المعتقلين في سجونها.

وبحسب سلمي، فإن استمرار التنسيق الأمني له تداعيات خطيرة على أهلنا في الضفة، منبهاً إلى المقاومة فرضت نتائج مهمة في الوقت الحالي خلال مواجهتها مع الاحتلال.

55555.jpg
 

وطالب السلطة بضرورة البناء على نتائج المقاومة عبر تعزيز مشروعها والتوقف عن سياساتها التي لا تخدم الحالة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف أن العدو لا يتعاطى بالمفاوضات ولا التسويات، إنما مع النار والبارود التي اثبتت حضور الشعب الفلسطيني على المستويين الدولي والإقليمي.

المواجهة.. السبيل الأوحد

ودعا القيادي في الجهاد، السلطة إلى تشكيل قيادة موحدة وطنية فلسطينية مشتركة لمواجهة العدو، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس نتائج المقاومة، والتمسك بخيار الوحدة الفلسطينية فهو السبيل الأوحد في مواجهة الاحتلال.

وبيّن أن العدو يريد أن تبقى الحالة الفلسطينية مشرذمة، لكن المقاومة استطاعت أن تلجمه وتثبت أن الشعب يعيش ضمن وحدة واحدة، مؤكداً أن جميع الأذرع العسكرية في الضفة استطاعت أن تربك الاحتلال وتفرض معادلات مهمة في الصراع معه.

وتابع أن السلطة تستطيع أن تبني على نتائج المقاومة خاصة في ظل المشروع الإسرائيلي الذي يسعى لإنهاء الحالة الفلسطينية بحيث تكون القضية الفلسطينية جسراً للوصول للامة العربية.

وجدد التأكيد أن المقاومة لديها هدف استراتيجي وواضح وهو مقاتلة العدو، لافتاً إلى أن اعتقالات السلطة للمقاومين لن تغير في معادلة المقاومة التي أجمع عليها الكل الفلسطيني.

في السياق، قال سلمي، إن "الاحتلال مارس الكثير من الأساليب ضد الشعب الفلسطيني على مدار سنوات طويلة مثل الهدم والاعتقال والاغتيالات، لكنه فشل فشلا كبيرا في انهاء ظاهرة روح الشعب الفلسطيني".

وبيّن أن روح المقاومة التي أربكت الاحتلال على المستوى الأمني والسياسي والعسكري أوصلت رسالة أن الحقوق لا تسقط بالتقادم والشعب متمسك بالأرض ومستمر في النضال والمقاومة حتى تحرير الأرض.

رهان السلطة فاشل

بدوره، اعتبر عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد الغول، سلوك السلطة القائم على الاعتقال السياسي واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال في الضفة "يشكل صافي ربح للاحتلال".

55.jpg
 

وقال الغول في كلمته خلال الندوة: "التجربة أثبتت أنه لا يُمكن لأي سلطة مهما كانت قوتها أن تقف في وجه شعب يقاوم ويمتلك إرادة قوية، فالشعوب هي التي تنتصر دائماً على حكامها وأعدائها".

وأضاف "استمرار السلطة بهذه النهج والسلوك يقيد دور المقاومة، خاصة أننا في مرحلة تحرر وطني لذلك يجب ان يكون التناقض مع الاحتلال عبر النار والبارود بكل الوسائل".

وأوضح أن القيادة المتنفذة في السلطة لا تزال تعيش في عقلية الرهان على اتفاقية أوسلو"، مشيراً إلى أن هذا المسار وتصاعد وتيرة الاعتقالات والملاحقات هي نتاج طبيعي للقاءات الأمنية في شرم الشيخ والعقبة وغيرها.

وبيّن أنه منذ قدوم السلطة على مدار أكثر من ربع قرن وهي تحاول إضعاف دور المقاومة عبر التنسيق الأمني والملاحقات وغيرها من السياسات، "إلا أن المقاومة في حالة تصاعد دائم ومستمر"، حسب رأيه.

وشدد الغول، على أن "سلوك السلطة يكشف ظهر شعبنا ومقاومته ويقيد من تطورها"، معتبراً استمرار قيادة السلطة الرهان على التغيرات الإقليمية "فاشل وخاسر".

ولفت إلى أن الاحتلال يسعى منذ 75 عاماً لتغييب الهوية الوطنية الفلسطينية "لكنه فشل"، عاداً معركة "سيف القدس" التي اندلعت في 2021، "ذخيرة مهمة" كونها أثبتت حضور الشعب الفلسطيني ودعمه للمقاومة خاصة في الداخل المحتل.

555.jpg
 

وبيّن الغول، أن الشعب الفلسطيني داعم للمقاومة ورافض لكل مسار التسوية الذي تنتهجه السلطة، مشدداً على أن "سلوك السلطة يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من المجازر ضد شعبنا ويضعف فكرة المقاطعة في الخارج والحاضنة العربية والدولية لشعبنا".

تصعيد الاشتباك السياسي

في السياق، طالب عضو اللجنة المركزية بتصعيد الاشتباك السياسي في المرحلة الحالية ضد القيادة المتنفذة في السلطة، لافتاً إلى أن مشروع البيان الختامي لاجتماع الأمناء العامين الذي قدّمت مسودته الجبهة الشعبية حظي بموافقة كل الفصائل لكنه اصطم برفض وفد السلطة برئاسة عباس.

وتضمن مشروع البيان وفق الغول، ضرورة وجود ميثاق لضمان الحريات العامة في فلسطين ووقف الاعتقال السياسي وتجريمه وتحريمه، وتشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية، ووقف التنسيق الأمني وإلغاء العمل باتفاقية أوسلو وتطبيق قرارات الاجتماعات السابقة.

وأشار إلى أن الجبهة شاركت في لقاء الأمناء العامين، ضمن مساعيها إبقاء الحوار مفتوحاً بين كل المكونات الفلسطينية، لافتاً إلى أن المقاومة الشعبية وفق رؤية عباس تقوم على تغيير الرأي العام الإسرائيلي، لكن الأصل هي ان تكون شاملة بكل الأدوات والوسائل كونها حق للشعب الفلسطيني.

واعتبر الحوار "محطة على طريق إنهاء حالة الانقسام، من أجل الوصول إلى الشراكة الوطنية الكاملة وتعزيز الحوار الشامل على مدار الساعة وتصعيد الاشتباك مع كل من يقف في وجه الاجماع الوطني".

وشدد على ضرورة تصعيد الاشتباك الميداني ضد الاحتلال، من أجل ايلام العدو وايقاع الخسائر فيه، مؤكداً ضرورة تعزيز الحريات في كل الأراضي الفلسطينية كونها حق نصت عليه القوانين الفلسطينية.

عباس المُعطل

بدوره، قال الناطق باسم التيار الإصلاحي في حركة فتح عماد محسن، إن رئيس السلطة محمود عباس هو المُعطل لتطبيق ما جرى الدعوة إليه خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين الجديدة المصرية الذي انعقد في نهاية تموز/ يوليو الماضي.

ورأى محسن في كلمته خلال الندوة، أن عباس هو المُعطل أيضاً لمسارات تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية.

5.jpg
 

وأضاف "عباس جاء لرئاسة السلطة وهو يحمل خمسة لاءات معه، وهي لا إصلاح لمنظمة التحرير، ولا مصالحة وطنية شاملة، ولا مصالحة فتحاوية، ولا انتخابات عامة، ولا مشروع تحرري".

وبيّن أن قدرات عباس والظروف السياسية التي يعيشها، تجعله غير قادر على تحسين واقع الشعب الفلسطيني بشكل أفضل مما عُرض على الرئيس الراحل ياسر عرفات في مؤتمر كامب ديفيد الثانية.

وشدد على ضرورة "التمييز بين حركة فتح وجماهيرها ومقاتليها ونضالها، وبين سلوك قلّة في سلطة تريد الحفاظ على امتيازاتها ومصالحها الشخصية"، مشيراً إلى أن توّزع الشعب الفلسطيني في أكثر من جغرافيا جعلت أمامه عدّة خيارات مختلفة لمواجهة الاحتلال.

وأوضح أن هناك مشروعا استعماريا يهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يستدعي عقد حوار وطني مسؤول، لافتاً إلى أن التيار الإصلاحي شكك بنجاح اجتماع الأمناء العامين بسبب سلوك السلطة ورئيسها عباس.

ووصف محسن، سلوك السلطة تجاه المعارضين السياسيين في الضفة بـ "الكارثي"، مجدداً ادانته للاعتقال السياسي الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة.

وعدّ المس بحرية التعبير والرأي والاقتراب من السلوك الوطني المقاوم والاعتقال السياسي ضد المقاومين "جريمة نكراء لا تسقط بالتقادم، ومن يرتكبها سيدفع الثمن".