أجمعت شخصيات فلسطينية من القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948، على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية وتنفيذ القرارات التي تم الاتفاق عليها بين حركتي فتح وحماس، من أجل إنهاء الانقسام والبدء وبشكل موحد بالنظر في التحديات الإسرائيلية التي تواجه القضية الفلسطينية.
وأكد هؤلاء في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، أن المصالحة بنظرهم هي خط الأمان الأول ضد هجمات الاحتلال على كل ما هو فلسطيني.
خصوصية مقدسية
فمن جهته، يؤكد الناشط المقدسي، ناصر الهدمي، أن موضوع المصالحة الفلسطينية ، بالرغم من أهميته بالنسبة للمجتمع الفلسطيني ككل، إلا أن له خصوصيته بالنسبة لأهل القدس والذين لا يزالون يعيشون الصورة الحية للاحتلال على أراضيهم.
وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين": "إن المقدسيين يعتبرون المصالحة الفلسطينية اليوم هي الفرصة الأخيرة، ويعلقون عليها آمالا كثيرة بأن تتحقق الوحدة الفلسطينية، كما أنهم يخشون من عقدة التفاصيل".
وعبر عن رغبة المقدسيين في أن يتم توحيد الصف الفلسطيني حتى يتسنى للفلسطينيين توجيه البوصلة نحو مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض الفلسطينية، مشيراً إلى توجس المقدسيين من أن تنعكس التجارب الماضية السلبية للمصالحة على تجربة اليوم.
وقال الهدمي: "فرح المقدسيون بسماع نبأ وصول وفد الحكومة إلى غزة، واستبشروا ببداية جديدة للفلسطينيين بعيداً عن الانقسام والتشرذم"، ملفتاً إلى أن المصالحة الفلسطينية إن تحققت ستعيد للقدس أهميتها واهتمامها الفلسطيني قبل العربي والدولي والإسلامي.
وفي معرض رده على سؤال "فلسطين" حول المطلوب لإحقاق المصالحة، قال: "يجب أن تعود القيادات الفلسطينية للشارع عبر صندوق الاقتراح ليختار نهجه السياسي، فإما أن يختار سبيل المفاوضات والتخلي عن 78% من أرض فلسطين التاريخية، أو أن يختار نهج المقاومة وتحرير كامل التراب الفلسطيني".
وشدد الهدمي على ضرورة أن يلتزم الكل الفلسطيني بخيار الشعب الذي سوف تفرزه صناديق الاقتراع، وأن تنضوي تحت لوائه (المعارضة)، مشيراً إلى كيفية توحد أحزاب الاحتلال الإسرائيلي في إجرامها ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه المحتلة ومقدساته.
وبدوره، أكد د. مصطفى أبو صوي، أستاذ الكرسي المكتمل في الدراسات الإسلامية في جامعة القدس، أن المقدسيين يتوقون للوحدة الفلسطينية بغض النظر عن الأفكار التي يحملها كل فريق.
وقال أبو صوي في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": "على القيادة الفلسطينية والحكومة البدء اليوم بصفحة جديدة في العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية وأن يعمل كل منهما لصالح الوطن والمواطن بعيداً أن أجواء المناكفات السياسية".
وأشار إلى أن المقدسيين يتابعون باهتمام شديد ملف المصالحة الفلسطينية، وأنه آن الأوان لطي صفحة الفرقة والانقسام الداخلي، والبدء من جديد، لا سيما وأن ما يجمع الفلسطينيين أكثر بكثير مما يفرقهم.
في الـ48
وفي سياق متصل، أكد الشيخ محمد عارف، من القيادات الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948، أن الشارع الفلسطيني في الداخل وبكل أطيافه يتابع باهتمام ملف المصالحة وزيارة حكومة التوافق لقطاع غزة.
وقال لصحيفة "فلسطين": "إن الصراع الداخلي يضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والذي بالرغم من خلافاته الداخلية إلا أنه يتوحد ضدنا"، مشيراً إلى تفاؤل أهل الداخل المحتل بالمصالحة الفلسطينية وتوحيد الصف في مواجهة الاحتلال.
وفي معرض رده على سؤال "فلسطين" ما المطلوب لإحقاق المصالحة، قال عارف: "إذا تخلت حركة فتح تحديداً عن تأثرها بالعوامل الخارجية، سيكون هناك أمل أمام المصالحة الفلسطينية حتى ترى النور".
وتابع: "إن الهم الفلسطيني واحد، والعدو واحد، وكذلك المصير، وبالتالي فإن أسباب الوحدة كثيرة وعميقة بينما أسباب الخلاف قليلة وسطحية ويجب أن تتم معالجتها حتى لا يبقى البيت الداخلي الفلسطيني متصدعاً".