أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صعدت خلال العام الجاري من سياسة استهداف القاصرين الفلسطينيين بـ"الاعتقال الإداري" التعسفي، حيث وصل عدد القاصرين المعتقلين إداريا دون تهم إلى 19 قاصرا.
وكشف المركز في بيان له، اليوم السبت، أن "محاكم الاحتلال أصدرت منذ بداية العام ما يقارب من 2000 قرار إداري طالت كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بما فيها النساء والمرضى وكبار السن والأسرى المحررين، كذلك لاحقت القاصرين الفلسطينيين ما دون الثامنة عشر من أعمارهم، ولا يزال يعتقل الاحتلال 19 قاصرا تحت الاعتقال الإداري في ظروف قاسية بقسم الأشبال في سجني عوفر ومجدو".
وقال رياض الأشقر مدير المركز، "إن محكمتي سالم عوفر العسكريتين أصدرت منذ بداية العام الجاري ما يزيد عن 34 قرار اعتقال إداري بحق قاصرين بين جديد وتجديد، بعضهم تم التجديد له ثلاث مرات متتالية، لفترات تمتد ما بين 3 شهور الى 6 شهور، فيما حرمت العديد من طلاب الثانوية العامة من التقدم للامتحانات النهائية لهذا العام بسبب الاعتقال الإداري".
اقرأ أيضا: "الأسرى والمحررين" تُحذّر من خطورة إقرار قانون اعتقال إداري بحقّ أهالي الداخل
وأشار إلى أن محكمة الاحتلال حولت مؤخرا الفتى الجريح حسن وليد صبارنة (17 عاما) من "بيت أمر" شمال الخليل للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور رغم وضعه الصحي الصعب، "حيث تعرض لإصابة وصفت بالخطرة قبل اعتقاله بفترة قصيرة تسببت له بحدوث نزيف في الرئة وكسور في الأضلاع، وخضع لأكثر من عملية جراحية، وهو بحاجة إلى متابعة صحيّة حثيثة".
وأضاف بأن محكمة "عوفر" العسكرية، جددت الاعتقال الإداري بحق الأسير الفتى محمد أسامه محاميد 17عاما، من قرية "دير أبو ضعيف" شرق مدينة جنين شمالي الضفة، للمرة الثانية لمدة 5 شهور، وجددت الإداري للمرة الثالثة على التوالي للفتى محمد غازى سلهب (17 عاما) من الخليل لمدة 4 شهور في نفس اليوم المقرر الإفراج عنه، فيما جددت كذلك أمر الاعتقال الإداريّ بحق الفتى الجريح جمال براهمة (17 عاما) من أريحا، للمرة الثانية، لمدة أربعة أشهر، "وهو طالب في الثانوية العامة، حرمه الاحتلال من تقديم الامتحانات، رغم أنه كان تعرض للإصابة في ساقه اليسرى قبل فترة من اعتقاله، وهو بحاجة إلى إجراء عملية مكان الإصابة".
وكشف الأشقر أن محاكم الاحتلال كانت حولت خلال الشهور الماضي كلا من الأشبال محمد سوالمة من مخيم "بلاطة" للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، والطالب في الثانوية العامة يحيى محمد الريماوي 17 عاما من "بيت ريما" غرب رام الله لمدة 6 شهور، والفتى "قاسم محمد حوامدة" 17 عاما من الخليل إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، كذلك كانت حولت الفتى الأسير " جمال محمد عادى " 17 عاما من بلدة "بيت أمر" شمال الخليل الى الاعتقال الإداري لمدة 4 شهور.
واتهم مدير مركز "فلسطين"، الاحتلال بإساءة استخدام إجراء الاعتقال الإداري، "واستغل الإجازة القانونية المسموح بها في الظروف الاستثنائية، وتوسع في تطبيقها، دون التزام بالمبادئ والإجراءات القضائية المنصوص عليها، ولا بالضمانات التي حددها القانون الدولي، وأصبح يستخدمه كأداة عقاب جماعي بحق الفلسطينيين بكافة فئاتهم بما فيها النساء والأطفال".
ووصف الأشقر الاعتقال الإداري بأنه "اعتقال سياسي لا يخضع لأي مسوغ قانونى أو ملفات إدانة أو محاكم عادلة، "والقرار النهائي له يخضع لتوصيات الجانب الأمني المتمثلة بجهاز المخابرات، الذي يتولى إدارة هذا الملف، ويملى التعليمات للمحاكم الصورية بإصدار أوامر إدارية جديدة أو تجديد لفترات أخرى بناءً على ملفات سرية لا يسمح لأحد بالاطلاع عليها".
وكشف أنه "نتيجة تكثيف أوامر الاعتقال الإداري بحق الأسرى رفعت أعداد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال الى ما يزيد عن (1200) أسيرا غالبيتهم أسرى محررين قضوا فترات مختلفة داخل السجون وأعيد اعتقالهم مرة أخرى، وجدد لمعظمهم لفترات أخرى".
وجدد الأشقر مطالبته المؤسسات الدولية التدخل بشكل عاجل لوقف هذه "المجزرة" بحق أعمار الأسرى الفلسطينيين، ووضع قيود صارمة على فرض الاعتقال الإداري، تماشيا مع نصوص المواثيق الإنسانية.
ويواصل 13 أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم المفتوح عن الطعام، رفضاً لاستمرار اعتقالهم الإداري.
ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، نحو أربعة آلاف و 900 أسير من بينهم 34 أسيرة، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.