يعاني المزارعون في الضفة الغربية المحتلة تبعات الجدار الفاصل العنصري الذي شيّدته سلطات الاحتلال على أراضيهم، فلا يمكن للمزارعين الوصول إلى أراضيهم خلف الجدار إلا بتصاريح خاصة وتحت ضغوط وإجراءات معقدة، وذلك في فترات محدودة، ما يعني ضياع فرص استغلال الثمار في أوقاتها المثلى.
ويشكو المزارع عامر أبو سليمة من قرية من دير بلوط إلى الشمال من القدس المحتلة عجزه عن جني ثمار أشجاره المختلفة، مثل الخروب والزعرور والميرمية والزعتر والعنب والتين، التي تكون وفيرة في هذه الفترة من العام، واصفًا الجدار بأنه يحرمه الفوائد المعنوية والاقتصادية التي كان يجنيها في السابق.
ويقول أبو سليمة لصحيفة "فلسطين" إن سياسة القيود والحواجز، إضافة لجدار الفصل، تجعله عاجزًا عن ممارسة حقوقه الطبيعية في استغلال أراضيه والاستفادة من ثمارها.
اقرأ أيضا: مزارعو الضفة الغربية.. معاناة موزعة بين الاحتلال وتهميش السلطة
اقرأ أيضا: مزارعو الضفة يواجهون (كارثة) بفعل الاستيطان
من جانبه، يشير المزارع ماهر أبو يعقوب، إلى أن جدار الفصل حرمه فلاحة أرضه، وحولها إلى صحراء جرداء.
يقول أبو يعقوب من بلدة رافات القريبة من مدينة رام الله حيث يمتلك 50 دونمًا من الأرض هناك، لصحيفة "فلسطين": "كنت أجمع عشرات الشوالات من ثمار الخروب وأبيعها وأستخدمها لصنع شراب لذيذ، لكن بناء الجدار قضى على هذه الفرصة المجزية بالنسبة لنا، حيث ضاعت أمامنا ثمار الصيف الكثيرة التي كنا نعمل جاهدين لجنيها.
وإضافة إلى ذلك، يمنع الجدار أبو يعقوب من الوصول إلى خلايا النحل في الأرض ذاتها، ما أدى إلى فقدان هذا المصدر القيم للدخل، ويشير إلى أن المستوطنين يسعون للسيطرة على الأراضي الواقعة وراء الجدار، وهو ما يشكل تهديدًا للمزارعين ومصادر رزقهم.
وبسبب الجدار، تقلصت مساحة المراعي أيضًا كما يقول راعي الماشية سليم عواد من قرية جلجلية شمال رام الله، إذ يقول: "المراعي قبل الاستيطان وبناء الجدار كانت وفيرة، ودون تصاريح دخول، حتى إننا كنا ننام في الأراضي الرعوية، والآن نتحسر على المراعي وما فيها من ثمار طيبة لا نستطيع قطفها وأكلها".
وعن الدخل الذي كان يجنيه، يضيف لصحيفة فلسطين: "كنت أبيع ما أجمعه من ثمار الخروب والصبَّار وغيره، وأجني يوميًا قرابة 150 شيقلًا، طبعًا هذا وأنا أقوم برعي الماشية، لكن الآن لا مراعي ولا ثمار صيفية".
بدوره، يؤكد الباحث في مركز أبحاث الأراضي، رائد موقدي، أن الجدار تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين في المواسم الشتوية والصيفية، فقد أصبحوا غير قادرين على قطف الثمار ولا حتى الوصول لها.
ويبلغ طول جدار الفصل العنصري الذي شيدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عقب اندلاع انتفاضة الأقصى حوالي 770 كم.
ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن جدار الضم تسبب في عزل أكثر من 10% من الضفة، ما تسبب في إضرار أكثر من 219 تجمعًا فلسطينيًا.