رغم كل الصعاب والتحديات التي واجهت انعقاد مؤتمر حركة فتح السابع في رام الله، إلا أنه انتهى يوم الأحد الماضي وصدر البيان الختامي وألقى الرئيس محمود عباس كلمة في ختام أعمال المؤتمر أكد خلالها على نجاح المؤتمر، وتعهد بالعمل مع القيادة الجديدة باعتماد التغييرات اللازمة في النظام الداخلي وجدد العهد على مواصلة المسيرة حتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال. كما أن البيان الختامي لأعمال المؤتمر لم يترك واردة ولا شاردة إلا وتحدث عنها خاصة على الصعيد الفلسطيني الداخلي. وأبرز ما أكده على الصعيد الداخلي ضرورة إنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس، كما أكد على الوحدة الوطنية كونها السبيل الوحيد لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدف قضية شعبنا الوطنية، وقال إنه سيتم عقد جلسة للمجلس الوطني خلال ثلاثة أشهر.
آمال كثيرين تتطلع أن تبدأ القيادة الجديدة بتنفيذ عملي لكل ما ورد في البيان الختامي وكلمة وخطاب الرئيس، وكذلك كلمة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي طالب بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، لأن هذا يقاس بمدى إنجاز عملي وفعلي لما ورد في المؤتمر على أرض الواقع. فاستحقاق المصالحة أولى خاصة في ظل الظروف الراهنة حيث تتعرض القضية الفلسطينية لمخاطر كثيرة ويحاول الاحتلال بشتى الوسائل تصفيتها ومنع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 من خلال انتهاكاته المتعلقة بمواصلة الاستيطان السرطاني ومصادرة الأرض وسن القوانين العنصرية وإرهاب شعبنا لإرغامه على الرحيل الطوعي ليتسنى له ضم المزيد من الأرض وبناء المزيد من المستوطنات عليها.
نعم, العودة إلى حركة التحرر والعمل المدني والثوري والنقابي والسياسي بل وكل ما يصب في الصمود الوطني والاقتصادي على الأرض هو الأهم في المرحلة المقبلة. لهذا سيكون السؤال في المقبل من الأيام مرتبطاً بمدى قدرة حركة فتح على قيادة هذا البعد الوطني المدجج بالتحديات الوطنية والسياسية والاقتصادية. إن حضور حركتي حماس والجهاد الإسلامي للمؤتمر علامة فارقة، والكلمة التي ألقيت نيابة عن مشعل أعطت انطباعاً بأن وحدة الساحة الفلسطينية ممكنة التحقيق.
هل تنجح قيادة فتح الجديد في تحقيق الآمال بترجمة الكلام إلى إنجازات تضاف إلى إنجازات الحركة على كافة الأصعدة، فالإنجازات العملية هي التي تحقق النجاحات وهذا ما هو مطلوب ومأمول من القيادة الجديدة التي أخذت على عاتقها مواصلة المسيرة رغم الصعاب والتحديات والمؤامرات، لأن المرحلة الراهنة صعبة ومواجهتها تتطلب من قيادة فتح الجديدة أن تكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها.