في الأشهر الأخيرة، شهدت منطقة الأغوار سلسلة عمليات للمقاومة استهدفت جنود الاحتلال والمستوطنين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن أربعة منهم وإصابة آخرين.
وطوت هذه العمليات سنوات من غياب أنشطة المقاومة في هذه المنطقة، التي تحولت بحسب مراقبين، إلى نقطة ضعف للاحتلال، إذ أصبح عاجزًا عن توقعها أو منع تنفيذها.
ويرى المراقبون في مقابلات مع صحيفة "فلسطين"، أن منطقة الأغوار تمثل الآن تحديًا للجنود والمستوطنين، فصارت هدفًا سهلاً للمقاومين الذين يستغلون التضاريس والظروف المحيطة لتنفيذ أنشطتهم.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي معتصم سمارة إلى أن تكرار العمليات في مختلف مناطق الضفة الغربية في المدة الأخيرة يعكس فشل الأمن الإسرائيلي بالرغم من حيازته إمكانيات تكنولوجية قوية، مقابل الإمكانات البسيطة لدى المقاومين.
ولاحظ سمارة أن وقوع العمليات في منطقة الأغوار، التي كانت تعد شبه هادئة وخالية من أنشطة المقاومة، شكلت صدمة لجيش الاحتلال وأجهزته العسكرية والأمنية، مؤكدا أن هناك تشكلًا لبؤر المقاومة في منطقة الأغوار، ويشير خصوصًا إلى مخيمَي عقبة جبر والفارعة، إضافة إلى بعض القرى المجاورة.
ويرى أن تصاعد أنشطة المقاومة في الأغوار يعود إلى عدة أسباب، منها؛ السياسات الاستيطانية واستهداف الأراضي، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة من المستوطنين.
التخفي والانسحاب
كما يلاحظ سمارة أن تصاعد الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، حفز المقاومين في منطقة الأغوار للتحرك والرد، مستغلين معرفتهم الدقيقة بالمنطقة لتنفيذ عمليات متقنة تلحق ضررًا بالعدو.
ويضيف أن توسع رقعة منطقة الأغوار الجغرافية، والقدرة على التخفي والانسحاب السريع للمقاومين بعد تنفيذ العمليات، يعتبران من الأسباب التي أسهمت في تصاعد الأنشطة المقاومة في هذه المنطقة.
من جهته، يشير الكاتب عبد السلام عواد إلى أن تصاعد النشاط المقاوم في منطقة الأغوار في المدة الأخيرة يعكس استمرار حالة النشاط المقاوم في جميع أنحاء الضفة الغربية.
وينبه إلى أن وجود العديد من المستوطنات القريبة من الطرق الرئيسة، وقوة وخبرة المقاومين، وقدرتهم على التخطيط والتنفيذ والانسحاب السريع من مواقع العمليات، جعل منطقة الأغوار تشهد في المدة الأخيرة ما لا يقل عن 5 عمليات نوعية أسفرت عن إصابات وقتلى بين المستوطنين.
ويعتقد أن التحدي الرئيس الذي يواجه الاحتلال هو أن معظم العمليات تنفذ بشكل فردي أو سري للغاية، مما يجعل من الصعب عليه توقعها أو منعها، ويزيد هذا التعقيد في منطقة الأغوار، التي تشهد تواجدًا كبيرًا للمستوطنين وقوات الاحتلال.