قائمة الموقع

بيتٌ في حافلة أصبح متاحًا بخبرة "العملة"

2023-08-03T09:28:00+03:00
بيتٌ في حافلة أصبح متاحًا بخبرة "العملة"

في بلدة بيت أولا شمال الخليل، استطاع ناصر العملة من استغلال عمله في النجارة لتحويل حافلة إلى منزل متنقل، يرتحل معه لكل مكان يمكن له أن يسكن فيه، أو يقضي بعض الوقت فيه خلال التنزه، فكل مقومات البيت متوفرة فيه.

تحويله إلى بيت

قسّم العملة (55 عامًا) الحافلة لما يشبه البيوت، كغرفة نوم رئيسة، وأخرى للأطفال، ومطبخ، وحمام، ومصدر للكهرباء، وهي وحدة طاقة شمسية دون الحاجة لاستخدام خط تيار كهربائي ثابت من شركة الكهرباء، ما يخدم آلية التحرك والتنقل.

ويعمل العملة في مهنة النجارة منذ 40 عامًا، فاستغل تراكم خبراته في هذا المجال، وعمله في تركيب الخشب، والأثاث في سيارات "السافانا" الكبيرة (نوع من السيارات الفاخرة)، ومن ثم تصنيع "الكرفانات" خمس سنوات، وصولاً إلى تطوير عمله ليمتهن تحويل الحافلات إلى بيوت متنقلة حتى احترف ذلك.

ويقول لـ "فلسطين": "العمل في الحافلات يعتمد على العمل اليدوي، دون استخدام آلات، لذا يحتاج إنجازه شهرين على الأقل، بواقع عمل ثماني ساعات يوميًّا، وأكثر المهام صعوبة هي إيجاد المكان المناسب لإمدادات الكهرباء، وأنابيب المياه العادمة، وخزانات المياه أسفل الحافلة".

والتصميم، والديكور الداخلي يحتاج لمهندس مختص، لذا استعان العملة في البداية بمهندس ديكور، ومع الخبرة أصبح يصمم ديكور الحافلة بنفسه، دون الحاجة إلى مصمم، طالما استطاع إيجاد المكان المناسب لوضع خزانات المياه فيه، وفق قوله.

وتحويل الحافلة إلى بيت أمر شائع في الدول الأوروبية أكثر من الدول العربية، فهل وجد العملة إقبالًا على منتجه في السوق المحلي؟ يجيب: "في البداية فعلت هذا العمل لمجرد إشباع هواية لدي، وحينما حاز على إعجاب البعض، دفعني ذلك لإنتاج حافلة أخرى، تُستخدم للتنزه في رحلات الهواء الطلق، والتخييم الذي يمتد أيامًا".

ويردف: "مؤخرًا طلب مني أحد الأشخاص في الضفة الغربية أن أصنع له بيتًا داخل باص، لأنه يريد استخدامه كمكتب متنقل يعينه في عمله، بينما طلب منه شخص آخر صناعة بيت داخل حافلة يريد استخدامه في الترفيه، والسياحة الداخلية".

وعن تقسيمات الحافلة، يذكر أنه يفرغ محتويات الحافلة في البداية من كراسي، وألواح زجاجية، ويُبقي على مقومات تشغيله على الطريق فقط، ثم يقوم بتحديد مكان دورة المياه، والمطبخ وعمل إمدادات للمياه، والكهرباء فيهما، ويصمم الديكور الداخلي، ويركب الخشب، ومن ثمّ يوزع الأثاث في كل المنزل من أسرَّة، وغسالة، وثلاجة، وبوتاجاز، وميكرويف، وجهازي التكييف.

ويلفت العملة إلى أن الحافلة يمكن أن تكون بديلًا جيدًا عن امتلاك بيت من الحجر، حيث تتسع لعائلة مكونة من خمسة أفراد للمعيشة بداخلها، فجميع سبل الراحة متوفرة فيها، ومستوى الأمان فيها عالٍ.

الخشب الطبيعي

وعن المواد التي يستخدمها في عملية بناء الحافلة، يشير إلى أنه يستخدم الصاج، والخشب، و"الصوف الصخري"، وبلاط البورسلان لدورة المياه، ومؤخرًا تم الاستعاضة عنه بالبلاط المصنوع من البلاستيك المقوى.

ويؤكد العملة على استخدامه للخشب الطبيعي الصلب المعالج: كالزان، والبلوط، والماهوجني، والذي يميل لونه إلى الاحمرار، الذي رغم ارتفاع أسعاره إلا أنه يمتاز بعمره الافتراضي الطويل نسبيًّا، علاوةً على خُلوّه من العُقد وعدم تأثره بالماء، ويُستخدم في صناعة الطاولات، والكراسي، والديكور بشكل عام.

ويذكر أن الحافلة لكي يتم تحويلها إلى بيت تحتاج نحو 100 ألف دولار، دون الحاجة إلى اشتراك كهرباء، فلديه مصدر للطاقة مجاني، وحدة الطاقة الشمسية، "ويمكن أن يكون أرخص من شراء شقة من الباطون، وبديلًا عنها في ظل ارتفاع أسعار الشقق، والأراضي في الضفة الغربية، والداخل المحتلة عام 48م".

اخبار ذات صلة