قدّر مسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي أن احتمالية الحرب مع حزب الله اللبناني هي الأعلى منذ عام 2006، وذلك في ضوء توترات يعيشها جنوب لبنان بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، بسبب تشييد جيش الاحتلال سياجاً شائكاً وجداراً أسمنتياً في محيط الجزء اللبناني من قرية الغجر المتداخلة جغرافياً بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإثنين، عن مسؤولين أمنيين وضباط بجيش الاحتلال الإسرائيلي، لم تسمهم: "أن خطر اندلاع حرب مع حزب الله عبر الحدود الشمالية، هو الأعلى منذ نهاية حرب لبنان الثانية في عام 2006".
اقرأ أيضا: بالفيديو| عناصر من حزب الله يتجولون على الحدود اللبنانية الفلسطينية
وأضافت: "يشعر المسؤولون العسكريون بالقلق من أن الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله، يدرك الضعف الإسرائيلي وسط الاحتجاجات على التشريعات القضائية، وقد يختبر صبر الجيش على الرغم من خطر نشوب صراع شامل".
وتابعت: "تم إطلاع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على المخاوف في اجتماع عُقد لمناقشة تزايد التوتر مع المنظمة المدعومة من إيران".
نتنياهو يعقد جلسة استثنائية
هيئة بث الاحتلال الإسرائيلي قالت، مساء الأحد: "عقد نتنياهو، مساء اليوم (الأحد)، جلسة استثنائية لمناقشة التوتر على الحدود الشمالية".
وأضافت: "شارك في الجلسة وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز أمن الاحتلال العام "الشاباك" رونين بار ورئيس جهاز "الموساد" دافيد برنياع ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هانغبي ومسؤولون أمنيون آخرون".
كما ذكرت الصحيفة: "جاء من مكتب نتنياهو أنه أجرى تقييماً للوضع فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة على الحدود مع لبنان. وأفيد أنه وافق على التوصيات ومسارات العمل التي اقترحها الجيش والجهاز الأمني".
وقالت "يديعوت أحرونوت": "يمكن أن يُنظر إلى البيان على أنه تصويت نتنياهو على الثقة بمسؤوليه الأمنيين والجيش، ولكن قد يكون أيضاً طريقته في تجنب المسؤولية إذا كان الصراع أمراً لا مفر منه".
وأضافت: "حتى الآن، يتعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة القائد الأعلى للقطاع الشمالي، مع استفزازات حزب الله المستمرة، بما فيها الخيام التي أقامها عناصر حزب الله في الأراضي المحتلة، والتي لم تتم إزالتها، وكذلك الانتهاكات الأخرى لسيادة (إسرائيل) التي أضعفت الردع الإسرائيلي".
واستدركت: "على الرغم من التوترات المتصاعدة، لا يزال مسؤولو المخابرات العسكرية يعتقدون أن نصر الله لم يكن مهتماً ببدء حرب، لكنه، لأول مرة منذ 17 عاماً، على استعداد لاختبار صبر (إسرائيل)، وإذا لزم الأمر، الانخراط في جولة من القتال لمدة أيام يمكن أن تخرج بسهولة عن السيطرة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "كان هذا هو جوهر الإحاطة التي تلقاها نتنياهو يوم الأحد".
وقالت: "حتى لو لم تكن الحرب وشيكة، فإن التحذيرات التي تم التعبير عنها في رسائل بعث بها ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي حول تداعيات الدفع التشريعي للحكومة لتغيير النظام القضائي الإسرائيلي، لا تترك مجالاً للشك: يرى نصر الله أن (إسرائيل) قد أضعفتها الصراعات الداخلية وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية".
وفي 11 يوليو/تموز الجاري، أعلن لبنان تقديمه شكوى لدى الأمم المتحدة ضد الاحتلال على خلفية "تكريس" احتلالها الجزء اللبناني من بلدة الغجر الحدودية.
الاحتلال تستعد لمواجهة حزب الله
وكان لواء النخبة بجيش الاحتلال الإسرائيلي "غولاني"، قد أجرى، في الآونة الأخيرة، تدريبات تحاكي مواجهة بين قواته ومقاتلي حزب الله اللبناني لدى توغله داخل الأراضي المحتلة، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، السبت 17 يونيو/حزيران 2023.
إذ قالت الصحيفة إن "مقاتلي غولاني مارسوا في الشهر الماضي أحد السيناريوهات الجديدة التي لم يواجهها الجيش، وهو القتال لعدة ساعات ضد قوة "حزب الله"، التي ستغزو الأراضي المحتلة، وتحاول بشكل مؤقت احتلال منطقة مفتوحة أو مأهولة بالقرب من الحدود".
الصحيفة أشارت إلى أن الحديث يدور "في الحقيقة عن الضربة الأولى لحزب الله في الحرب القادمة، والتي ستقودها قوات النخبة من وحدة الرضوان".
وأكدت الصحيفة أن الحديث لا يدور عن سيناريو نظري، وأن فرقة الرضوان سبق أن أظهرت القدرة على ذلك، ليس فقط لدى تصديها "لتنظيمات إرهابية" في سوريا، بل أيضاً داخل الأراضي المحتلة.