وصف رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون، الوضع الأمني في السويد بـ"الأصعب منذ الحرب العالمية الثانية" بعد حرق تنفيذ جريمة نسخ من المصحف الشريف فيها، وذلك في أعقاب لقاء مع نظيرته الدنماركية ميتي فريديريكسن.
وقال كريستيرسون بعد لقائه مع نظيرته الدانماركية، ميتي فريديريكسن، اليوم الإثنين: إنّ "السويد تواجه أصعب وضع أمني، منذ الحرب العالمية الثانية، بعد فعاليات حرق نسخة من المصحف الشريف"، مشيراً إلى أن حكومته تناقشت مع الحكومة الدانماركية الوضع على خلفية الإساءة للمصحف.
وأشار رئيس الحكومة السويدية إلى أنّ بعض الدول "يمكن أن تستغل تدهور الوضع الأمني في السويد"، مؤكداً أنّ سلطات البلدين تعتبر مثل هذا الوضع "خطيراً"، وهي ستتخذ الإجراءات اللازمة.
وفي أول أيام عيد الأضحى، انتشر مقطع فيديو ظهر فيه المتطرف سلوان موميكا، وهو يمزّق نسخة من المصحف الشريف عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحاً بتنظيم الاحتجاج على إثر قرار رسمي، وقوبل ذلك بإدانات واسعة من مختلف الدول والمنظمات.
اقرأ أيضاً: بالفيديو والصور وقفة أمام قنصلية السويد بالقدس رفضًا لحرق "القرآن الكريم"
ولاحقاً، وافقت الشرطة السويدية من جديد على تنظيم تظاهرة أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، أقدم فيها المتظاهرون، بينهم المتطرّف موميكا، على إحراق العلم العراقي ونسخة من المصحف الشريف، الأمر الذي أثار استنكاراً واسعاً أيضاً.
وردّاً على ذلك، قطعت بغداد علاقاتها مع ستوكهولم، وطردت السفيرة السويدية، وقبل أيام، أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان، متابعة ملف استرداد سلوان موميكا.
وكما أصدرت حركة "أنصار الله" قراراً بمقاطعة البضائع السويدية عبر حظر استيرادها، وإلغاء الوكالات المسجَّلة للسلع والمنتجات ذات المنشأ السويدي.
أما في الدنمارك، فأقدمت مجموعة دنماركية يمينية مُتطرّفة مناهضة للإسلام على حرق نسخة من المصحف الشريف والعلم العراقي، قبل أيام، أمام السفارة العراقية بالعاصمة كوبنهاغن، بينما أكّدت الحكومة الدنماركية أنّ "إحراق النصوص المقدَّسة والرموز الدينية الأخرى عمل مُخزٍ لا يحترم دين الآخرين"، مشدّدةً في الوقت نفسه وجوب احترام ما سمّته بـ"حرية التعبير والتجمع"، ومؤيّدةً "الحق في الاحتجاج السلمي"، على حد قولها.
وفي ذكرى العاشر من المحرَّم، أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ حكومتي السويد والدنمارك وكل العالم عليهم فهم "أنّنا أمة لا تتحمل الاعتداء والإساءة إلى رموزها ومقدَّساتها"، داعياً المسلمين إلى معاقبة المسيئين إلى المصحف.
وكذلك، أكد قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنّ "ما يقوم به اللوبي اليهودي في الدول الغربية، من إحراق وتمزيق لنسخ عن المصحف، هو ذروة الكفر والاعتداء على الإسلام والمسلمين"، داعياً إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بالدول التي تسمح بإحراق نسخ عن المصحف الشريف، بالإضافة إلى مقاطعتها اقتصادياً، مشدّداً على أنّه "إذا لم يَرقَ موقف الأمة إلى هذا السهل الممكن، فهو تقصير كبير تجاه أهم مقدَّس من مقدَّسات المسلمين".