فلسطين أون لاين

بالصور "زينة جاردن".. أصص زراعية بلمسة تراثية فلسطينية

...
"زينة جاردن".. أصص زراعية بلمسة تراثية فلسطينية
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

بعد أن ينتهي رضوان الجعبري من مدينة الخليل، من تشكيل أصص زراعية باستخدام ألواح الكراميكا والبرسولان، تتسلم المهمة زوجته سعدية سلطان لتضفي عليها روحًا تراثية تتناغم ألوانها مع أشتال تزرعها بعناية تامة.

الزوجان رضوان وسعدية بمساعدة أبنائهما راودتهما فكرة صنع الأصص بلمسة فلسطينية تراثية، في أثناء الحجر المنزلي الذي فرضته جائحة كورونا في عام 2020م، مستفيدين من مواد البناء المتبقية بعد الانتقال لبيتهم الجديد.

تعمل "سلطان" محاضرة في جامعة بوليتكنك فلسطين، أما زوجها فيعمل ضابط إسعاف في الهلال الأحمر، وقد جمعهما شغف حب الزراعة نحو إطلاق مشروعهما العائلي "زينة جاردن" لتصنيع الأصص، وزراعتها بأشتال الزينة.

تقول سلطان لـ"فلسطين": "في البداية قمنا بتصنيع أصص من الإسمنت داخل غرفة في البيت، وقمنا بطلائها ووضع شتلات زرعناها في حديقة البيت، ولاقت الفكرة رواجًا لمتابعينا على منصات التواصل الاجتماعي، وصنعنا عددًا منها لاستخدامها داخل البيوت، وفي الحدائق".

زينة جاردن (2).jpeg

وتتابع: "بعد مدة وجدنا أن نقل أصص الإسمنت صعبة، وتحتاج إلى مجهود كبير لحملها وإيصالها لأصحابها، فعدلنا على الفكرة وفكرنا باستبدال الإسمنت بالكراميكا، والبورسلان الذي يمتاز برسوماته، وزخارفه الجميلة، وسهولة حمله ونقله من مكان لآخر".

وتشير سلطان إلى أنها فكرت بإضافة اللمسة الفلسطينية على الأصص، للمحافظة على الهوية، بكسوتها بالتطريز الفلاحي، وتنسيق شتلات تتناسب مع ألوانها.

وتحتاج النباتات إلى التعرض للعوامل الجوية من أمطار، ودرجات حرارة عالية، ناهيك عن حاجتها لري بالماء، مما يؤثر في عمر غطاء الأصص القماشي، فيكف يمكن المحافظة عليها لمدة طويلة؟

تجيب: "في البداية نختار نباتات لا تحتاج إلى الري يوميًا، وبكميات كبيرة، وتنمو داخل البيوت تناسب مع مستوى الرطوبة، والإضاءة، كما نختار لاصقًا ذات جودة عالية للصق القماش على البلاط، ويُلصق القماش بطريقة تمنع النبتة من التعفن، مع صنع ثقوب في قاعدة الأصيص تتناسب مع حجم النبتة".

عصفورين بحجر واحد

وتلفت سلطان إلى أنها تتعمد اختيار نباتات دائمة الخضرة، تتناسب مع لون أثاث الزبون، حتى تضفي جمالًا طاغيًا على ديكور بيته، أما النباتات الموسمية فتُستثنى إلا إذا طلبها الزبون، لأنها تنمو في أوقات معينة بالسنة.


وتضرب سلطان وزوجها عصفورين بحجر واحد، حيث يقومان بإعادة تدوير مخلفات الأقمشة، وزوائد الأثواب المطرزة، التي يقومان بشرائها من مشاغل التطريز، وأيضًا نشر ثقافة الزراعة داخل البيوت وحدائقها، بهدف زيادة الإنتاج الخضري في فلسطين.

وعن أسعار الأصص، تبين أنها الأسعار تختلف باختلاف حجم الأصص، وكمية القماش المستخدمة، ونوع الشتلة إذا كانت مستوردة، أو محلية.

وتورد سلطان وزوجها الأصص لمختلف مناطق الضفة الغربية، والأراضي المحتلة عام 48م، ونالت الأصص إعجاب فلسطينيين مغتربين في الأردن ودول أوروبية، لكن من الصعب نقلها وتصديرها للخارج، وفق قولها.

وزينت أصص "زينة جاردن" عدة مدارس في الخليل، وبيوت، وحدائق منزلية، وكان الطابع السائد تلك المزينة بأقمشة التطريز الفلاحي.

زينة جاردن (3).jpg

وعن الصعوبات التي تواجهها سلطان في مشروعها، تبين أنها تتطلع لامتلاك ماكينة لقص بلاط البورسلان والكراميكا، بأحجام صغيرة لتصنيع أحجام متنوعة من الأصص، وتوفير ماكينة تطريز من أجل إضفاء لمسة خاصة بها، مع التحكم بالرسومات، والألوان، وإمكانية كتابة أسماء الزبائن عليها بغرز التطريز.

كما تلفت إلى عدم امتلاك مشتل يرفع تكلفة إنتاج الأصص، "فأسعار النباتات مرتفعة، وهو ما يجعل هامش الربح غير مناسب للجهد المبذول، وهذا ما دفعنا لإنشاء مشتل صغير يتطلب جهدًا كبيرًا في المتابعة والتطوير وفق ما يستوعب من نبات، وما يتناسب والقدرة الشرائية لنا أيضًا".

وفي وقت لاحقت توقفت سلطان عن زراعة نباتات الزينة في بيتها كما كانت تفعل، بسبب انشغالها بوظيفتها لوقت طويل، واستعاضت عن ذلك بابتياعها من المشاتل.

زينة جاردن (4).jpg
 

وتقول، إنها تطمح لأن يكون لها مشتلها الخاص يمكنهم من تلبية طلبات الزبائن وتقليل تكلفة صناعة الأصص.

وتختم حديثها: "أحب نقل تجربتي للآخرين، وجهوا أطفالكم نحو الأعمال الزراعية كما فعلت مع أطفالي، فالعمل آمن غير خطر، وأبعدوهم عن الأجهزة الذكية، فرغوا طاقتهم بما هو مفيد لهم، ولكم أيضًا".