تحوّلت الأعياد اليهودية إلى فرصة للجماعات الاستيطانية المتطرفة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي لتكثيف اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، حيث تسعى هذه الجهات لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد المبارك.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الاقتحامات المتكررة تهدف إلى استفزاز الفلسطينيين والمسلمين عمومًا وإظهار مزاعم السيادة الإسرائيلية المزعومة على المسجد الأقصى.
واقتحم قرابة 2140 مستوطنًا المسجد الأقصى صباح أمس تزامنًا مع تقييد قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول المصلين المسلمين إلى المكان، بمناسبة ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل"، ومن المقتحمين كان وزير أمن الاحتلال الفاشي إيتمار بن غفير ووزير النقب الفاشي يتسحاف فاسرلاوف.
وأكد الباحث المقدسي طارق الهشلموني أن سلطات الاحتلال تستغل الأعياد اليهودية لتكثيف وتيرة الاقتحامات في القدس بهدف فرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد.
وحذر الهشلموني في حديث لصحيفة "فلسطين"، من تداعيات هذه الاقتحامات على القدس وسكانها الفلسطينيين، بالتوازي مع السماح للمستوطنين بأداء طقوسهم التلمودية داخل المسجد وعند بواباته.
وأضاف الهشلموني أن الاقتحامات المتكررة للمسجد تعد اعتداءً على مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، داعيًا المسلمين إلى التصدي لتلك الاقتحامات والضغط على حكومة المستوطنين الفاشية لوقف سياستها الاستيطانية التي تهدف إلى تغيير هوية وطابع القدس.
وأشار الباحث إلى أن المستوطنين وحكومة الاحتلال لم يتجرؤوا على تنفيذ هذه الاقتحامات المستمرة لولا الصمت المهين للأمة العربية والإسلامية تجاه ما يجري في القدس والأقصى.
وأفاد بأن قوات الاحتلال أغلقت مساء الأربعاء الماضي أبواب المسجد الأقصى ومنعت الشبان والنساء والمرابطين من الدخول إليه، بينما تواجدت تلك القوات لحماية أعضاء الحكومة العنصرية المقتحمين للمسجد في ذكرى ما يُسمى بـ"الخراب".
حرب دينية
وأكد الناشط المقدسي محمد أبو الحمص أن ما يحدث من جرائم واقتحامات إسرائيلية يأتي ضمن خطط للسيطرة على المسجد وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود، على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وقال أبو الحمص لصحيفة "فلسطين": "تواجد المقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى يثير خوف المستوطنين الذين يسعون لترسيخ وجودهم في المسجد، وقد فشلت سلطات الاحتلال في إفراغ المرابطين من المسجد على مدار الأشهر الماضية".
وأضاف أن "الحكومة العنصرية المتطرفة لا تتوقف عن محاولاتها لتسهيل وصول المستوطنين للمسجد الأقصى وتحقيق سيطرتهم عليه، سواء بالاقتحامات المتكررة أو استغلال المناسبات الدينية".
وأشار إلى أن هذه الاقتحامات المستمرة تُشكّل تهديدًا للاستقرار في المنطقة وتسهم في تصاعد الحرب الدينية، مشددًا على أنها تستدعي تدخلًا عاجلًا من الحكومة الأردنية كونها صاحبة الوصاية على مدينة القدس.
كما دعا الجهات الدولية إلى التحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال وإجراءاته ومشاريعه وقوانينه العنصرية، وحماية القرارات الدولية التي تحفظ الطابع الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة.