لا يتوانى المرابطون في المسجد الأقصى المبارك عن التصدي للاقتحامات اليومية للمستوطنين المتطرفين الذين يتمتعون بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة في فترة ما تُسمى الأعياد والمناسبات اليهودية وآخرها احتفالهم في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".
واقتحم أكثر من ألفي مستوطن بقيادة وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من شرطة الاحتلال في ذكرى ما يُسمى "خراب الهيكل" المزعوم.
ولا يمتلك مرابطو الأقصى أي وسائل دفاعية سوى الصمود والثبات في وجه المستوطنين وجيش الاحتلال في محاولة لإفشال مخططاتهم التهويدية في المسجد الأقصى، رغم تعرضهم لاعتداءات وممارسات عنصرية ووحشية، عدا عن التنكيل بهم ومنعهم من دخول باحات الأقصى لمدد متفاوتة.
صمود وثبات
وشدد المرابط في الأقصى أبو بكر الشيمي على أنهم لن يتخلوا عن الأقصى والدفاع عنه بكل ما أوتوا من قوة، ورغم منعهم من الدخول إلى باحاته خلال الاقتحامات، "فأرواحنا ودماؤنا فداءٌ له".
وقال الشيمي لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يلفظ أنفاسه الأخيرة لذلك يحاول بكل الطرق والوسائل استفزاز المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة، وهو يخطط لبناء الهيكل المزعوم في الأقصى".
وأضاف أن صمود المرابطين وثباتهم على حقهم في القدس والتضحية من أجله كفيل بإفشال مخططات الاحتلال، مشيرًا إلى أن تولي حكومة المتطرفين بقيادة بنيامين نتنياهو مقاليد الحكم في دولة الاحتلال شجّعت المستوطنين على تكثيف اقتحاماتهم للأقصى.
وجدد التأكيد على فشل محاولات الاحتلال السيطرة على الأقصى، في ظل ثبات وصمود الشعب الفلسطيني في وجهه، متابعًا "لا نمتلك أدوات، بل نملك عزيمةً وثباتًا يُربك دولة الاحتلال".
من جهتها، أكدت المرابطة المقدسية، زينة عمرو، أن الاحتلال منع المرابطين والمرابطات من الدخول للمسجد الأقصى خلال اقتحام المستوطنين للأقصى، ضمن سياسته العنصرية الممنهجة.
مؤشر خطير
وقالت عمرو الموجودة في الأقصى منذ ساعات فجر أمس لصحيفة "فلسطين": "لم نترك الأقصى وبقينا موجودين أمام الأبواب في الخارج، واندلعت مواجهات مع شرطة الاحتلال، من أجل التنغيص عليهم هذه المخططات العنصرية".
وأضاف: "بالرغم من استخدام الاحتلال للقوة المفرطة تجاهنا، إلا أننا لا نتخلى عن الدفاع عن الأقصى والرباط في ساحاته مهما كلفنا الثمن"، لافتًا إلى أن الأقصى يحتاج إلى المزيد من الدعم والمناصرة من شعبنا الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية وخارجها.
وعدت ما يحدث في الأقصى من انتهاكات إسرائيلية "مؤشرًا خطيرًا"، يستدعي أن يتحمل كل إنسان مسلم مسؤولياته تجاه الأقصى والقدس، خاصة في ظل المحاولات الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة فيه بالقوة.
وبيّنت عمرو أن المستوطنين يتلقون الدعم الكامل من أجل اقتحام الأقصى في المقابل يتصدى المقدسيون والمرابطون لوحدهم لهذه الاقتحامات والهجمة الشرسة.
أما المرابطة عايدة صيداوي، التي أمضت ساعات طويلة على باب القطانين، بعد منعها من الدخول للأقصى بسبب اقتحامات المستوطنين، أشارت إلى أن الاحتلال يمارس سياسة الإبعاد والحرمان من دخول المرابطين.
وقالت صيداوي لصحيفة "فلسطين": إن المستوطنين اقتحموا الأقصى على مرأى ومسمع العالم أجمع دون أن يحرك ساكن، في حين حُرم المرابطون والمرابطات من الدخول له، مشيرةً إلى أن الاحتلال يلهث خلف سراب بناء "الهيكل" المزعوم.
وأضاف أن "المرابطين والمقدسيين موجودون خارج أبواب الأقصى وانتشروا في الشوارع القريبة منه، حتى لا يشعر المستوطنون بالأمان في الاقتحام".
وشددت "سنظل ندافع عن الأقصى مهما كلفنا من ثمن، فهو أولى القبلتين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وسنبقى خط الدفاع الأول عنه".
وتابعت صيداوي: "لا نملك إلا ايماننا بالله ووعد ربنا لنا بالنصر، فنحن أصحاب الأرض وسنبقى ندافع عنها وعن الأقصى، فالرباط فرض على كل مسلم".