جرى في الجامعة الإسلامية بغزة مناقشة رسالة دكتوراه في قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالجامعة، حيث تم منح درجة الدكتوراه للباحثة رشا صالح العدلوني، وذلك بعد مناقشة رسالتها المعنونة: "منهج القرآن الكريم في صياغة وعي الأمة الإسلامية"، وذلك في قاعة مؤتمرات مبنى اللحيدان.
وتكونت لجنة المناقشة من عضوية كل من: الأستاذ الدكتور صبحي اليازجي- مشرفاً ورئيساً، والأستاذ الدكتور عبد السلام اللوح- مناقشاً داخلياً، والأستاذ الدكتور رياض قاسم - مناقشاً داخلياً، والأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب – مناقشاً خارجياً.
وأوصت الدراسة، بضرورة إحياء الوعي العقائدي بإقامة شرع الله والاستقامة عليه، وتعزيز العمل الجماعي من أجل بناء دولة الإسلام، مع الحرص على تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة، وإعادة الوعي التاريخي من خلال تنمية الحس النقدي، وإعادة الثقة بالحضارة الإسلامية والمنهج الرباني.
وأفادت بأن من أهم وسائل تفعيل الوعي التربوي الانطلاق من التصور العقائدي للفرد والمجتمع؛ لتحقيق الغاية من الخلق مع فهم معنى التوازن بين الواقعية والمثالية.
وأكدت أهمية إحياء الوعي الفكري بالجمع بين العقل والنقل في التعامل مع فقه المقاصد، وضرورة تصحيح التصور الفكري والرؤية الكاملة المتوازنة للفقه الإسلامي، بالإضافة إلى فهم السنن الإلهية الكونية لصناعة التغيير.
وأشارت الدراسة إلى أن من أهم سبل استنهاض الوعي الاجتماعي توجيه الناس لمعرفة العدو الحقيقي للأمة وأثر ذلك في مواجهة الغزو الفكري والثقافي، وأهمية الولاء بين المؤمنين لإعادة البوصلة لهذه الأمة.
وأوصت بالعمل على إعادة الوعي الاقتصادي لتحقيق العدالة الاجتماعية اللازمة للنهوض بالأفراد والأمة، والحث على العمل والإنتاج ومراعاة الأولويات، مما يؤدي إلى تحقيق الأمن الاقتصادي والاستقرار المجتمعي.
وأكدت أنه لإعادة الوعي الإعلامي لابد من الجمع بين الأصالة والمعاصرة في توصيل الرسالة، ومراعاة شمولية الخطاب الإعلامي، وضبط الوسائل والأساليب الإعلامية بالضوابط الشرعية.
وتوصلت الباحثة إلى عدة نتائج منها: أن من أهم أسباب تراجع الأمة استمراء التبعية والعمالة والخيانة، وترك فريضة الجهاد، وكذلك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن النتائج أن من عوامل ازدهار الأمة، الفهم الشمولي للإسلام، وإعداد العدة والأخذ بالأسباب، والشهود الحضاري، مع الأخذ بعين الاعتبار التعامل مع المتغيرات على أساس التمسك بالثوابت.
وأوضحت أن من أبرز الآثار المترتبة على غياب الوعي التربوي التفكك الأسري، والانحلال الأخلاقي، وانهيار المنظومة التعليمية، والانحدار في الرسالة الإعلامية، بالإضافة إلى غياب الدور المجتمعي في التغيير.
وأشارت إلى أن من الآثار المترتبة على غياب الوعي الاقتصادي التبعية الاقتصادية للشرق والغرب، وانتشار البطالة والفقر والرشوة والمحسوبية في المجتمعات الإسلامية.