فلسطين أون لاين

الأولى على "خان يونس" بالفرع العلمي بمعدل 99.6%

لينة لعمها "محمد الضيف": تفوقت لتكون فخورًا بي

...
لينة ابنة شقيق القائد العام لكتائب القسام
غزة/ يحيى اليعقوبي:

ارتجف قلبها قبل يديها، ما إن اقتربت عقارب الساعة وهي تزحف ببطء من التاسعة صباحًا، بعد ليلةٍ لم يزر النوم عينيها، وبدأ العد التنازلي لوصول نتيجتها في الثانوية العامة، كانت لينة يوسف المصري، ابنة شقيق القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد المصري (الضيف)، تمسكُ هاتفين تنتظر رسالة تحمل إليها "بشرة سارة" لتنهي هاجس الشك والاحتمالات التي كانت تراودها؛ خوفًا من تناقص العلامات من مادة "الرياضيات".

وصلت الرسالة إلى هاتف شقيقتها التي كانت تقف على مقربةٍ منها، ومن حولها تجمع أفراد العائلة، بحصولها على الترتيب الأول على محافظة خان يونس بمعدل 99.6% بالفرع العلمي، والترتيب العاشر على مستوى قطاع غزة، لتعلو الزغاريد، ولتجلب أطباق الحلويات، وتعزفُ مسجلات الصوت ألحان "النجاح والتفوق"، وبدأ توافد جموع الأقارب والأحباب يباركون لها تفوقها ونجاحها، ولم يخلُ البيت من المهنئين.

لحظة فرح

"أسعدتني النتيجة، وأثلجت صدورنا، لأني كنت خائفة من نتيجة امتحان الرياضيات، وخشيت تناقص درجاتي منه بسبب طول الأسئلة، حتى أنني خفضت من توقعاتي لعائلتي خوفًا من المادة".. تلتقط صحيفة "فلسطين" كلمات الفرح المنبعثة من قلب لينة ضيف، تشرق على وجنتيها.

اقرأ أيضاً: بالصور "الكتلة الإسلامية" بغزة تكرّم أوائل الطلبة بالثانوية العامة لعام 2023

يرافق الفرح صوتها، وأضافت: "كانت الأجواء جميلة، العائلة كانت سعيدة وفخورة بي، والبيت امتلأ بالمهنئين والزوار، في لحظة لم أستوعب الفرحة، فغمرتني سعادة كبيرة أمام هذا الحب والاحتفاء العائلي والشعبي بي على مستوى محافظتي".

"تفوقي حصاد 12 عامًا من الدراسة" هكذا جنت لينة حصاد ما زرعته على مدار المراحل الدراسية السابقة، من سهر وتعبٍ شهدت عليه أيامًا وشهورًا كان الكتاب الدراسي رفيقها الوحيد.

اعتمدت الطالبة المتفوقة على نظامٍ مكون من ثلاث فترات إنجاز، الأولى تبدأ من الفجر حتى ظهر اليوم، ومن ثم تؤدي صلاتها وتتناول طعام الغداء وتخلد للقيلولة أو الراحة، وتعاود الدراسة من العصر حتى قبيل المغرب، وترتاح ساعةً، وينتهي برنامج دراستها عند الساعة العاشرة مساءً، وعند اقتراب الامتحانات عند منتصف الليل.

تطفو بقية تفاصيل تعبها وجدها على حديثها، بنبرة فخر بنفسها تكمل: "كنت أتابع أولًا بأول، لم أكن أراكم الدروس، وهذا سهل علي في دراستي، بالتالي لم أضغط نفسي أو أتوتر نتيجة قرب الامتحانات، لم أضيع الوقت، وعندما كنت أشعر بالضغط كنت أرتاح أو أذهب مع عائلتي للبحر للترفيه عن النفس بين الفترة والأخرى، حتى تكلل هذا التعب بالتفوق".

رسالة لعمها 

"ننتظر أن تكوني من أوائل الوطن" لم تكن الكلمات الموجهة من مدرساتها بمدرسة طبريا الثانوية للبنات عفوية أو لمجرد التحفيز، وإنما ثقة منحتهم إياها طالبتهم المتفوقة التي كانت تحصد المرتبة الأولى بجميع مراحلها الدراسية السابقة.

كغيرها من طلبة التوجيهي، مثل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مايو/ أيار الماضي واستمر خمسة أيام، عامل ضغطٍ عليها، لا تزال صوره ملتصقة بها: "سادت حالة من التوتر والخوف، والحزن على الشهداء، وخشينا أن يطول العدوان".

كان ارتباطها باسم عمها محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، والمطلوب الأول للاحتلال دافعًا آخرًا للتفوق، وهذا ما تقر به بكلمات يسكنها الحب المنبعث لعمها: "كانت أمنيتي التفوق حتى يكون فخورًا بي، وأن هناك من العائلة من يهتم بالعلم، لنرفع اسمه أكثر وأكثر".

تخط لعمها القائد رسالة تدفقت من أعماق قلبها، تركتها على صفحات "فلسطين" علها تصل إليه: "رسالتي أن يحفظه الله ويظل حاميًا لفلسطين، وأن يكون تحرير الأسرى على يديه، فاسمه وسيرته المقاومة هي وسام شرف لنا، ومصدر فخر وإلهام وإرث عظيم نتباهى بهِ".

ساهمت العائلة في تهيئة وتوفير المناخ المناسب لتحصد ابنتها المتفوق حصاد جهد رعته العائلة، وتختم موجهة نصيحتها لطلبة التوجيهي الجدد، بـ"الدراسة أولاً بأول، وعدم مراكمة الدروس، وعدم التوتر، وبتقديم الامتحانات التجريبية لكسر حاجز الرهبة والخوف بينهم وبين الأسئلة".