لم تسلم منطقة "عين ناطف" في عرابة البطوف شمالي فلسطين المحتلة من انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه العنصرية، إذ هاجمت مجموعة من المستوطنين أول من أمس، عين الماء المُسماة "عين ناطف"، ضمن الهجمة الاستيطانية المسعورة التي يشنها المستوطنون بضوء أخضر من حكومة الاحتلال المتطرفة ضد فلسطينيي الداخل المحتل.
وداهمت مجموعة من المستوطنين المنطقة بدعوى القيام بأعمال ترميم لعين الماء، وعلّقوا عليها يافطة تحمل اسم "عين الأخوة"، حسبما يقول رئيس بلدية عرابة البطوف عمر نصار، وهو ما عدَّه "محاولة إسرائيلية لتغيير المعالم التاريخية لتلك المنطقة".
وأفاد نصار لصحيفة "فلسطين"، بأن المستوطنين ادّعوا أنهم يريدون تنظيف منطقة العين، وعلّقوا لافتة مشوهة تحت اسم "عين الأخوة"، في محاولة لإثبات أن ملكية المنطقة تعود لهم.
اقرأ أيضاً: خاص "وادي الجوز".. منطقة تاريخية تواجه الهدم والتهجير
وذكر أن "عين ناطف" هي عين ماء تقع إلى الجنوب الشرقي من عرابة البطوف، في منطقة جبلية تفصل بين عرابة البطوف وسهل البطوف، مشيراً إلى أنها جزء من الحيز الجغرافي الذي يملكه أهالي عرابة.
وأكد نصار أن هذه العين لها أهمية تاريخية مهمة جدًّا لأهالي عرّابة، لأنها تعُدُّ وجهة مهمة وأساسية لهم، كونها تضم المياه الباردة والعذبة، لافتاً إلى أنها تُشكل مصدراً لري المزروعات ورعي المواشي، عدا عن أنها تُشكل منطقة سياحية أيضاً.
ونبه على أن عمر هذه المنطقة يتجاوز مئات السنين، لذلك هناك ارتباط كبير بينها وبين الأهالي، ولا سيّما أنهم يعتمدون عليها كمصدر وحيد لمياه الشرب وسقاية المواشي.
وعدّ نصار الهجمة الاستيطانية على هذه المنطقة، ضمن مشروع احتلالي قائم على بسط السيطرة الكاملة على كل المعالم والمناطق المهمة في فلسطين، بالإضافة إلى محاولات تشويه الجغرافيا، وتغيير الأسماء الفلسطينية إلى عبرية، بهدف خلق تاريخ يهودي مزيف.
وبيّن أنه منذ اللحظات الأولى لاقتحام المنطقة هبّ الأهالي وأزالوا اللافتة التي تم وضعها، وعملوا على إجراء بعض الترميم للعين.
بدوره، أكد عضو اللجنة الشعبية في عرابة البطوف توفيق عبد الرؤوف، رفضه للهجمة الاستيطانية التي تتعرض لها منطقة "عين ناطف"، كونها موجودة منذ مئات السنين، وجزءًا مهمًا من تاريخ أهالي عرّابة.
وشدد عبد الرؤوف لـ "فلسطين"، على أن "الأهالي متمسكون بهذه المنطقة، ويرفضون الخروج منها مهما كلّفهم الثمن، فهي تُشكل المنفس الأهم".
وبيّن أن حكومات الاحتلال المتعاقبة تعمل على صهينة المناطق وتغيير المعالم، ضمن محاولاتها لزج تاريخ لهم في كل مكان فلسطيني، وهذا ما يجري العمل عليه في "عين ناطف".
وأفاد عبد الرؤوف بأن اللجنة الشعبية ستعقد اجتماعاً خلال الأيام القادمة لبحث سُبل الرد على ممارسات المستوطنين، ومحاربة ظاهرة "صهينة" التراث الفلسطيني الأصيل.