لم تجد الطالبة سيما الطويل من مدينة نابلس مكانًا أفضل للاحتفال بنجاحها بتفوقها في الثانوية العامة من ركام منزل عائلتها الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي في 15 يونيو الماضي في حي المريج بمدينة نابلس.
واستقبلت "سيما" وعائلتها المهنئين بالنجاح على أنقاض المنزل الذي تعرض للتدمير من قبل قوات الاحتلال؛ انتقاما من شقيقها الأسير "أسامة" أحد منفذي عملية مستوطنة "شافي شمرون" قرب قرية دير شرف غرب مدينة نابلس في 11 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي وأسفرت عن مقتل الجندي الإسرائيلي عيد باروخ.
وعدت احتفالها فوق ركام منزل عائلتها رسالة للاحتلال تعبر عن فخرها بمعدلها 90.4% وفخرها بصنيع شقيقها.
وقالت: رغم الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لمنزلنا وتدميره لاحقا وانتقالنا لمنزل آخر إلا أنني استطعت الحصول على هذا المعدل.
اقرأ أيضاً: حسام أبو شنب.. تحدى الإعاقة وحقق نجاحًا في الثانوية العامة
وأهدت "سيما" التي تشعر بلحظات فخر وسعادة تفوقها لأشقائها الأسرى الثلاثة: أسامة، ومؤمن، وخالد، وخاطبتهم: "كونوا فخورين بنجاحي كما أنا فخورة بكم".
وعزت تفوقها لذويها الذين وقفوا بجانبها طوال أسابيع طويلة من الملاحقة لشقيقي "أسامة" والاقتحامات المتكررة للمنزل وصولا لهدمه.
وتنوى الطالبة المتفوقة دراسة المحاسبة في جامعة النجاح.
وعدّت أم أسامة والدة "سيما" أن الظروف الصعبة التي عاشتها العائلة كانت حافزا للتفوق والنجاح، وخلقت روح للتحدي.
ووصفت الوالدة تفوق ابنتها بـ"النصر لعائلاتها"، وقالت: "مهما صنع الاحتلال بحق الفلسطينيين وأوقع عقوباته وجرائمه إلا أننا قادرون على أن نخرج من بين الركام ونصنع المستحيل بالعلم والإيمان".
وأكدت الوالدة أن حفاوة الاحتفال بنجاح "سيما" والزوار الذين قدموا للتهنئة يعبر عن حالة التأييد للمقاومة ولصنيع "أسامة"، وختمت: "قلتها وما زلت أقولها: نحن فخورون اليوم بما قدمه أسامة، كما أنني فخورة اليوم بصنيع ابنتي التي تحدت كل الصعاب".