فلسطين أون لاين

نصيحة أب: التوجيهي سنة عادية ولا ترهقوا أولادكم نفسيًّا

تقرير الاجتهاد يفوق الذكاء.. "روشتة" ورد البغدادي للتفوق

...
الأولى على فلسطين ورد البغدادي
غزة/ مريم الشوبكي:

احتضنت ورد البغدادي أخاها طبيب الأسنان نبيل، معينها الأساسي على تفوقها، الذي وضع كل جهده لتحقق ما لم يستطع تحقيقه بمزاحمة المتفوقين على المراكز الأولى على مستوى الوطن.

تصغر ورد أخاها بعامين، وتقول: إنه "رفيقها وناصحها الأمين، يعينني على تنظيم الوقت، وترتيب جدول الدراسة، والمنقذ لها حينما يصعُب عليها حل مسألة ما".

في عام تفوق ورد كان هناك العديد من العوامل التي ساعدتها على انتزاع المرتبة الأولى على فلسطين، الفرع العلمي، بمعدل (99.7%)، حيث أدت مدرسة بشير الريس الثانوية للبنات في مديرية غرب غزة، ومديرتها دورًا محوريًا في تحصيلها هذا التفوق.

تقول ورد لـ"فلسطين": "لا يمكن وصف فرحة النجاح بكلمات، فمهما تحدثت فلن أستطيع تقديم الوصف الدقيق للمشاعر التي انتابتني لحظة إعلان النتيجة".

وتضيف: "سر نجاحي يكمن في أنني وضعت هدفاً منذ البداية لأكون صاحبة مرتبة عالية في نتائج الثانوية العامة. ثابرت حتى حققت هذا الهدف".

ولدى سؤالها عما إذا كانت تتوقع هذه النتيجة، تجيب ورد: "ليس توقعاً بقدر ما كان ثقة بالله أنه لن يخذلني، ولن يضيع لي تعبًا، أو مجهودًا بذلته طوال العام الدراسي".

وتشدد على أن والديها كانا جسرًا آمنًا أوصلها إلى هذا التفوق، بتذليلهما لكل الصعوبات لكي تصل إلى ما تريد وإلى ما يطمحان هما به أيضًا.

وتصف "ورد" هذا العام بالأجمل والأفضل في سنواتها الدراسية الاثنتي عشرة، بفضل كل من دعمها نفسيًا ومعنويًا ودراسيًا بدءًا من عائلتها، وصولًا لأسرتها المدرسية.

الطب ليس خيارًا

والجواب البديهي بالتخصص الدراسي الذي سيقبل عليه متفوق الثانوية العامة، بأن تكون كلية الطب هي وجهته الرئيسة، ولكن جواب ورد كان مغايرًا: "لم أفكر بعد بالتخصص الذي سأدرسه في الجامعة، ولا يعني حصولي على المرتبة الأولى في الفرع العلمي دخول كلية الطب، والهندسة، لأنني أرغب بأن أكون في تخصص آخر بعيدًا عنهما".

وتبوح ورد بـ"روشتة" تفوقها لكل طالبة وطالب يطمحون بأن يكونوا مكانها في الأعوام القادمة، قائلة: "أولًا ثقوا برب العالمين بأنه لن يضيع جهدكم مهما كان، ومن ثم التوكل عليه، والأخذ بالأسباب، ومن ثم الاجتهاد، والاجتهاد، لأني أثق أن الاجتهاد دائمًا يغلب الذكاء، ولا داعي أن نكون أذكياء لنحصل على المرتبة الأولى على الوطن".

وتردف: "ادرسوا أولًا بأول، واجتهدوا ما استطعتم، وحمل الدراسة الكبير وزعوه على أشهر السنة الدراسية، وستشعرون بأنها ستمضي ككل السنوات السابقة".

نصيحة أب

ويوجه والدها "محمد" البغدادي نصيحة لكل أولياء الأمور المقبل أبناؤهم على الثانوية العامة: "علموهم بأن الثانوية العامة هي سنة دراسية عادية، لا ترهقوهم نفسيًا بالضغط عليهم بالدراسة في كل وقت، فهم يحتاجون إلى الراحة بعيدًا عن الكتب، والكراسات، وملازم المراجعة".

ويتابع: "الهدوء النفسي أهم عوامل النجاح، والتفوق، والدراسة أولا بأول دون تأجيل، وتنظيم الوقت، ومراجعة الدروس فور الانتهاء من الدوام المدرسي".

ولم يستطع محمد التعبير عن مشاعر الفخر والفرح التي غمرته فور الإعلان عن تفوق ابنته "ورد"، التي رفعت رأسه عاليًا، وجعلت اسمه يتردد على كل الوسائل الإعلامية، ومنصات التواصل الاجتماعي.

ويختم والد ورد حديثه: "ادعموا أبناءكم نفسيًا ومعنويًا، واعزلوهم عن المشكلات التي يمكن أن تؤثر في مسارهم التعليمي".