تحوّل منزل عائلة محمد عبد الله الصوالحة إلى محطة تجمّع لعشرات الجيران والأقرباء والوفود الرسمية ووسائل الإعلام لتهنئة العائلة بتفوق ابنتهم ندى التي حصلت على المركز الأول في نتائج الثانوية العامة بالفرع العلمي على مستوى فلسطين.
وعلت الزغاريد منزل العائلة في حي تل السلطان غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة مصحوبة بدوي الألعاب النارية فور سماع النتيجة عبر التلفاز، واجتاح المنزل سيل من المهنئين بينهم وفد من حركة حماس ومديرية تربية وتعليم رفح.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في الأراضي الفلسطينية أمس، نتائج امتحانات الثانوية العامة للعام 2022- 2023.
وبدت علامات الفرح والابتهاج جلية على ملامح الطالبة ندى وهي تستقبل مهنئيها وظلت تردد "الحمد لله الذي أكرمني وشرف عائلتي بهذا النجاح".
وقالت لصحيفة "فلسطين" من داخل منزلها: "كنت أتوقع نجاحًا مميزًا، لكن لم أتوقع الحصول على المركز الأول على مستوى الوطن... إنه حلم لم أتوقعه".
وأضافت "الحمد لله... هذا تكريم إلهي على مجهودي طوال العام. شكراً لأمي وأبي ولمعلمتي في المدرسة ولأرواح الشهداء".
وتابعت قائلة: "لقد سهروا (عائلتي) إلى جانبي طوال العام وكانوا يوفرون لي الدعم ويهيئون الظروف الصحية للدراسة بالرغم من المصاعب الحياتية".
وأوضحت أن أصعب الأوقات التي مرت عليها في العام الدراسي هو العدوان الإسرائيلي على غزة (في مايو الماضي) وما رفقه من جرائم وقصف وتدمير "لكن تغلبت على ذلك بالصبر ودعم عائلتي".
ونصحت الأولى على الوطن الطلبة الجدد في الثانوية العامة بوضع خطة للدراسة منذ مطلع العام تتضمن تنظيم الوقت وتوزيع الجهد خلال العام بالإضافة إلى عدم الانشغال والقلق بالنتيجة.
وحصلت ندى الطالبة بمدرسة القادسية الثانوية للبنات في حي تل السلطان على درجة 99.7، ولم تقرر بعد التخصص الجامعي الذي تعتزم الالتحاق به، بالرغم من أنها كانت تحلم بدراسة الهندسة قبل إعلان النتائج.
قال والدها بفخر لصحيفة "فلسطين": "يوم لن أنساه أبداً... لقد شرفتنا ندى وأوصيها أمامكم بالجد والاجتهاد في دراستها الجامعة".
وزار وفد من قيادة حركة حماس في رفح منزل الطالبة ندى الصوالحة وقدم هدية رمزية للطالبة المجتهدة ضمن سلسلة زيارات نظمتها الحركة لمنازل المتفوقين في الثانوية العامة.
وعمت الفرحة منزل عادل الجوراني في حي الجنينة شرق رفح الذي حصلت ابنته تسنيم على المركز الأول في الفرع الشرعي على مستوى الوطن.
وعبرت تسنيم التي حصلت على 99.9 عن شكرها لعائلتها وأهدت نجاحها لشهداء وأسرى وجرحى فلسطين.
وقالت تسنيم لصحيفة "فلسطين": إن سر نجاحها هو التوكل على الله ودعم والديها وتشجيع الأهل.
وظلت العائلة تستقبل المهنئين لساعات منذ لحظة الإعلان عن النتيجة وصاح والدتها قائلاً: "بالرغم من التوتر والترقب لكن فرحتنا كانت كبيرة وآمل أن تستمر متفوقة في دراستها الجامعية".
كما تحول منزل عائلة سارة محمود سليم الحاج أحمد الحاصلة على المركز الأول مكرر على مستوى الوطن في الفرع الشرعي لمزار للمهنئين.
واستقبلت سارة من مدرسة "آمنة بنت وهب" مهنئيها بابتسامة تعبر عن مدى الفخر والسعادة الذي حققته لعائلتها رغم الظروف المعيشية الصعبة في قطاع غزة.
وقالت لـ"فلسطين": إن نجاحي جاء بتوفيق من الله والدعاء إضافة إلى الجد والاجتهاد"، لافتة إلى أنها تعتزم "دراسة اللغة العربية لأنها لغة القرآن".
وأضافت "شكراً لكل من ساندني خصوصًا عائلتي ومعلماتي وزميلاتي وكل من دعمني".