قائمة الموقع

أبو ندى لـ"فلسطين": "التعليم" بمواردها الشحيحة نجحت في إتمام عرس الثانوية العامة

2023-07-20T11:13:00+03:00
خالد أبو ندى

أكد وكيل وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة د. خالد أبو ندى أن الحصار الإسرائيلي المستمر والاعتداءات المتكررة ضد شعبنا يشكلان أكبر التحديات أمام المسيرة التعليمية في غزة.

وقال أبو ندى في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس: إن وزارة التربية والتعليم بمواردها الشحيحة والتحديات الكبيرة التي تواجهها وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي، تمكنت بنجاح في إتمام عرس الثانوية العامة وتجهيز النتائج وإعلانها لطلبتنا وذويهم والاطلاع على تفاصيل درجاتهم التي حققوها في الامتحان. 

وبالنسبة للتحديات التي تواجه الوزارة؛ أوضح أبو ندى أن العملية التعليمية تسير جيدًا بالرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها الوزارة بغزة، وتعود جزئيًا إلى ضعف التمويل الذي يتوفر للقطاع التعليمي، والذي يُعد تحديًا كبيرًا في تحسين بنية التعليم وتقديم فرص تعليمية متميزة.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يضع شروطًا صعبة وقيودًا عديدة لدخول الأموال والموارد المالية إلى قطاع غزة، ما يؤثر سلبيًا على فرص التمويل المتاحة للتعليم. 

اقرأ أيضًا: "تعليم" غزة تنظم الملتقى التربوي الحواري الأول

ونبَّه وكيل الوزارة إلى أن هذا الوضع يعيق قدرة الوزارة على تحسين البنية التحتية التعليمية وتجهيز المدارس بالمختبرات والمكتبات والتجهيزات اللازمة، إضافة إلى تنفيذ البرامج التعليمية المهمة، والمخيمات والتدريبات الخاصة بالطلبة والمعلمين.

وشدَّد على أن الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ مدة طويلة يسبب تداعياتٍ كبيرةً على القطاع التعليمي ويؤثر كثيرًا على مستقبل الطلبة والتعليم في المنطقة.

ولفت أبو ندى إلى أن منع دخول بعض المواد والمستلزمات الأساسية لقطاع غزة يجعل من الصعب على الوزارة تنفيذ عمليات بناء المدارس الجديدة وصيانة المدارس الحالية، مشيرًا إلى أنه ترتب على ذلك ازدحام الصفوف الدراسية وزيادة الكثافة الصفية في بعض مديريات التعليم، ما أثر على جودة التعليم وأضعف فرص التعلم الفعال للطلبة.

وأكَّد أن تحسين الظروف التعليمية يتطلب التعاون والدعم من الجهات المحلية والدولية للتغلب على التحديات وتحسين جودة التعليم في القطاع.

وأعرب أبو ندى عن أمله في توفير الدعم والمساعدة اللازمة لوزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، وأن تُعطى الأولوية العاجلة لتحسين البنية التحتية التعليمية وتوفير الموارد اللازمة للطلبة والمعلمين لتحقيق تعليم مميز ومستدام في القطاع.

اقرأ أيضًا: تعليم غزة تعلن نتائج المتقدمين للوظائف التعليمية للعام الجاري

ولفت إلى أن توفير قطعة أرض لبناء مدرسة في منطقة مكتظة بالسكان أصبحت أمرًا صعبًا وهو تحدٍ إضافيّ أمام وزارة التربية والتعليم العالي يؤثر في قدرتها على تلبية احتياجات التعليم في المنطقة. 

وبيَّن أن المدرسة الواحدة تحتاج إلى مساحة ثلاثة دونمات ونصف أو أربعة دونمات وهذه المساحة تُعد كبيرةً بالنسبة للمنطقة التي تشهد ازدحامًا سكانيًا، لذلك يُجبر بعض الطلبة وأولياء الأمور على المشي لمسافات طويلة للوصول إلى المدارس يوميًا. 

وأشار أبو ندى إلى أن بناء المدارس على أطراف المدن قد يكون حلًا مؤقتًا لتخفيف الكثافة الصفية وزيادة إمكانية الوصول إلى المدارس، ولكنه لا يحل المشكلة جذريًا. 

وأكَّد وكيل الوزارة أنه من المهم العمل على إيجاد حلول مستدامة لتوفير أراضٍ مناسبة ومتاحة لبناء المدارس في مناطق مختلفة في قطاع غزة، وذلك عبر التعاون مع الجهات المحلية والمانحة لتخطيط وتنفيذ مشاريع بناء المدارس.

وشدَّد أبو ندى على أن تحسين البنية التحتية التعليمية وتوفير المساحات المناسبة للمدارس ليس فقط سيعزز فرص التعليم ويحسن جودة التعليم في المنطقة، بل سيسهم أيضًا في تحسين ظروف الطلبة وأولياء الأمور ويؤدي إلى تعزيز مشاركة المجتمع في عملية التعليم وتحقيق التنمية المستدامة في القطاع.

وردًا على كيفية تحسين قطاع التعليم في قطاع غزة، قال أبو ندى: إن من بين أهم الاحتياجات لتحسين قطاع التعليم هو توفير قطع الأراضي اللازمة لبناء المدارس الجديدة، مضيفًا أنه يجب أن تكون هذه الأراضي مناسبة من حيث الموقع والمساحة لتلبية احتياجات السكان وتقليل الكثافة الصفية.

وأضاف "يجب توفير التمويل اللازم لبناء وتجهيز المدارس الجديدة، وهذا يتضمن توفير الأموال اللازمة لشراء الأثاث الصفي والمكتبي وتجهيز المختبرات العلمية والمكتبات وغيرها من المرافق الضرورية".

اقرأ أيضًا: "التعليم" تستعد لعقد امتحانات الثانوية العامة وتحذف أجزاءً من المنهاج

وتابع قائلًا: "يمكن أن تؤدي الجهات المانحة دورًا مهمًا في دعم هذه الجهود عبر تقديم التمويل والمساعدة الفنية لمشاريع التعليم... من المهم أن يستمر التعاون مع هذه الجهات المانحة وتحسين الآليات اللازمة لجذب دعمهم ومساعدتهم في تنفيذ المشاريع التعليمية".

وشدَّد وكيل الوزارة على أن تحسين القطاع التعليمي سيكون له تأثير إيجابي كبير على مستقبل الطلبة والمجتمع بأكمله، وهو استثمار مهم في بناء مستقبل أفضل لقطاع غزة. 

وبيَّن أبو ندى أن برامج تدريب المعلمين وتطوير مهاراتهم تؤدي دورًا حيويًا في تحسين جودة التعليم وتطوير مستوى التعليم في المنطقة، لافتًا إلى أن ذلك يساهم في تنمية مواهب الطلبة ودعمهم في تحقيق إمكاناتهم الكامنة في تعزيز التعليم والتعلّم الفعال.

ولفت إلى أن الدعم النفسي والتربوي وتعزيز الجانب الصحي في المدارس يساعد على تحسين التعامل مع التحديات والضغوط النفسية التي يمكن أن تواجه الطلبة والمعلمين. 

من جهة أخرى، ثمَّن أبو ندى دور لجنة متابعة العمل الحكومي ووزارة الأوقاف في تخفيف آثار التحديات التي تواجه وزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة.

وأوضح وكيل الوزارة أن تفعيل آليات استملاك الأراضي مقابل تعويض المواطنين لبناء المدارس الجديدة يُظهر التعاون والتضامن المجتمعي في تحسين قطاع التعليم. 

وبيَّن أن هذا الأمر قد ساعد إلى حد ما في تقليل أزمة نقص الأراضي وتوفير مساحات جديدة لبناء المدارس، لكن بالرغم من ذلك لا تزال معدلات الكثافة الصفية مرتفعة في بعض المناطق، وهذا يعكس التحديات التي لا يزال يواجهها القطاع التعليمي في الحصول على مساحات كافية لاحتضان الطلبة بصورة ملائمة.

ونبَّه إلى أن نظام الفترتين في بعض المدارس يعد إجراءً مؤقتًا لتلبية الاحتياجات التعليمية في ظل الظروف الصعبة، لكن الهدف يبقى تحقيق فرص تعليمية متساوية وتحسين جودة التعليم في جميع المناطق والتخفيف من الكثافة الصفية. 

اقرأ أيضًا: "التعليم" تتسلم معدات وأدوات مخبرية لتطوير مختبراتها شرق غزة

وشدَّد على أن توفير الأموال اللازمة لتمويل الموازنات التشغيلية والتطويرية لوزارة التربية والتعليم العالي يعد أمرًا حيويًا لضمان استمرارية وتحسين عملية التعليم في قطاع غزة. 

وقال أبو ندى: إن وزارة المالية ورئاسة متابعة العمل الحكومي تؤديان دورًا مهمًا في تخصيص وتوجيه الأموال لوزارته وتحديد أولويات الإنفاق لتلبية احتياجات التعليم.

وأضاف أن التعاون مع الجهات المانحة الدولية والمحلية يسهم كثيرًا في دعم الوزارة وتنفيذ المشاريع والبرامج التعليمية المختلفة التي تشمل بناء وتجهيز المدارس وصيانتها للحفاظ على البنية التحتية التعليمية، وتقديم الدعم النفسي والصحي للطلبة والمعلمين لتحسين بيئة التعليم والصحة العامة داخل المدارس.

وبيَّن وكيل الوزارة أنه في الفترة القريبة المقبلة ستُفتتح ثلاث مدارس؛ مدرسة ياسر النمروطي بمنطقة غرب خانيونس، ومدرسة القاهرة في منطقة غرب غزة، ومدرسة في منطقة جباليا، كما سيعاد تشغيل مدرسة بلقيس اليمن التي أُعيد إعمارها بعد قصفها من الاحتلال عام 2021.

وأشار أبو ندى إلى أن الفصل الدراسي القادم سيشهد افتتاح أربع مدارس جديدة أخرى، كما يجري العمل حاليًا على بناء عشر مدارس جديدة.

اخبار ذات صلة