أكدت نقابة الأطباء وأطباء وعاملون في المنظومة الصحية بالضفة الغربية المحتلة، تورط وزارة الصحة برام الله في استخدام الواسطة والمحسوبية في تعيينات عاملين في مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، ووصفوا هذا التصرف بأنه أحد أشكال الفساد الإداري.
وأفادت النقابة وأطباء لـصحيفة "فلسطين"، أمس، أن مستشفى رفيديا يواجه فسادًا في ملف التعيينات بسبب التدخلات غير المهنية من وزارة الصحة، واستجابةً لهذه التجاوزات، قرر العاملون تعليق العمل في المستشفى؛ احتجاجًا على استمرار هذه السياسات.
كما نبهت النقابة على أن تقصير وزارة الصحة قد يؤدي إلى تدمير الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين، وأشارت إلى أنه تم تعليق الدوام في مستشفى رفيديا الجراحي حتى يتم حل جميع القضايا المتعلقة ببرنامج الاختصاص الطبي، ويتم وضع حد للتنقلات التعسفية وغير المهنية.
وأكد نقيب أطباء نابلس، جواد حسونة، أن مستشفى رفيديا يعاني بالفعل تجاوزات في ملف التعيينات.
وأشار حسونة لصحيفة "فلسطين" إلى وجود مشكلة أيضًا في البرنامج التعليمي بوزارة الصحة، وأن هذه الأمور "قيد التصويب".
وأكد أن ما جاء عبر صفحة نقابة الأطباء الرسمية على موقع فيسبوك بشأن وجود تجاوزات في التعيينات، واستخدام الواسطة والمحسوبية صحيح.
وأكد الطبيب أحمد عمر، أن أطباء وعاملين في مستشفى رفيديا الحكومي يواجهون إجراءات تعسفية من وزارة الصحة، إذ يتم نقل بعضهم إلى داخل أقسام أخرى وفقًا للأهواء الشخصية لمسؤولين في الوزارة وباستخدام الواسطة والمحسوبية.
وأضاف: "عبّر الأطباء عن رفضهم لهذه التنقلات وأبلغوا النقابة بالأمر، وقاموا بإجراءات نقابية مثل تعليق العمل ساعات خلال فترة الدوام الرسمي، بهدف الضغط على وزارة الصحة للتراجع عن هذه الخطوات".
وتابع: "من بين التجاوزات التي يرفضها الأطباء أيضًا هو برنامج اختصاصي داخل الوزارة الذي لا يلبي رغباتهم أو يتناسب مع متطلباتهم".
وأكد الطبيب جبريل حامد، أن بعض الأطباء في مستشفى رفيديا الحكومي وصلوا إلى مناصب عليا ورؤساء أقسام بناءً على نفوذ لديهم داخل وزارة الصحة وعلاقات تنظيمية.
وأوضح حامد أن تنقلات وترقيات بعض الأطباء تمت بناءً على اختيارات الوزارة دون الالتزام بالمعايير القانونية.
وقال حامد وهو اسم مستعار في حديثه لـ"فلسطين": "ما حدث سيؤثر على الخدمة المقدمة للمواطنين، إذ أصبح بعض الأطباء يشغلون مناصب رئاسة أقسام دون وجود المؤهلات والخبرات اللازمة، مما سينعكس سلبيًّا على الخدمة الطبية والعمل الإداري أيضًا".
وحمّل حامد وزارة الصحة المسؤولية الكاملة عن الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها داخل مستشفى رفيديا، خاصة فيما يتعلق بالتعيينات والتنقلات بين الموظفين والأطباء دون الالتزام بالمعايير القانونية والمتعلقة بالخبرة والمهارة.
اقرأ أيضاً: أمن السلطة يعتدي على مصورين صحفيين أثناء عملهما في مستشفى رفيديا
اقرأ أيضاً: وقفة احتجاجية رفضا للاعتداء على أحد العاملين في مستشفى رفيديا
وأشار إلى أن استخدام الواسطة في المستشفى أصبح واضحًا للجميع، وخصوصًا في تعيين الأطباء وتكليفهم بمناصب مهمة بدون وجود الخبرة الكافية لتلك المناصب.
تعدّ قضية الواسطة والمحسوبية أحد أشكال الفساد داخل وزارة الصحة ومؤسسات السلطة برام الله، وقد أكدت مؤسسات حقوقية وأهلية ذلك.
سبق وكشف تحقيق استقصائي لشبكة "أريج" في يونيو 2021 عن ترقية أقارب قياديين ومسؤولين بارزين في حركة فتح والسلطة إلى مناصب عُليا بوزارة الصحة، من بينهم معتصم محيسن، نجل عضو اللجنة المركزية للحركة جمال محيسن، والذي عُين مدير صحة رام الله والبيرة، ووائل الشيخ، نجل شقيق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، الذي عُين وكيل وزارة الصحة، كما تم تعيين مها عواد، شقيقة وزير الصحة السابق جواد عواد، رئيسة صحة وحدة المرأة في الوزارة.