نظّم أهالي المعتقلين السياسيين وقفة عند دوار المنارة وسط رام الله؛ تضامنًا مع الصحفي عقيل عواودة المعتقل لدى أجهزة السلطة، ورفضًا لاستمرار الاعتقال السياسي.
ورفع المتظاهرون صورًا للصحفي عواودة وهتفوا شعارات تطالب بالإفراج الفوري عنه، واعتبروا الاعتقال السياسي "خنجرًا مسمومًا في نسيجنا الوطني" وطالبوا بإنهائه.
وقال والد المعتقل السياسي عبد المجيد حسن، إنّ الاعتقال السياسي هو خنجر مسموم في قلب النسيج المجتمعي ومعول هدم للوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأكد أنّ المعتقلين السياسيين لم يرتكبوا أيّ جريمة، متسائلًا: "لماذا تزجُّ بهم أجهزة السلطة في سجونها؟".
ورأى حسن أنّ الشعب الفلسطيني يعيش أخطر مراحل قضيته، وأنّ هذه المرحلة تتطلّب رصّ الصفوف وأن تكون البوصلة فقط نحو الاحتلال.
وطالب أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي في كلمة له، بالإفراج عن المعتقلين السياسيين من سجون السلطة فورًا وعلى رأسهم المعتقل السياسي عبد المجيد حسن، مشددًا أنّ اعتقالهم غير مبرر.
وتابع: "الكل تَغنّى بالديمقراطية في انتخابات جامعة بيرزيت فلماذا يتم الاعتقال السياسي على حرية التعبير، ولماذا يتم اعتقال الأخ عقيل عواودة وهو صحفي فلسطيني عبّر عن رأيه بكل حرية."
وأضاف البرغوثي: "ادّعاء السلطة بعدم وجود اعتقالات سياسية في غير مكانه وغير مقبول، وظاهرة الاعتقال السياسي تُضعف الشعب الفلسطيني ووحدته"، لافتًا إلى أنّ نجاح القوى الفلسطينية في القاهرة مرتبط بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين.
وفي ذات السياق، قال القيادي في حركة "حماس" حسين أبو كويك، إنه لا يجوز ملاحقة الأحرار، ويجب أن تُقبّل أيادي المجاهدين الذين قاتلوا ودافعوا عن كرامتنا ومستقبل أبنائنا.
وأعلن عن تضامنه مع المعتقلين السياسيين في سجون السلطة، مطالبًا بإنهاء الاعتقال السياسي بشكل فوري، كما دعا قيادة فتح والسلطة لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر المحامي مهند كراجة مدير مجموعة محامون من أجل العدالة، أنّ الاعتقالات السياسية تعسُّفية وتَعدٍّ على الدستور وما زالت الإجراءات التعسُّفية التي تُمارسها السلطة مستمرة ومتصاعدة.
وأكد أنّ كلّ المطالبات بوقف الاعتقالات السياسية لم تلقَ آذانًا صاغية من السلطة.
وقال "كراجة" في وقتٍ سابقٍ، إنّ المجموعة تابعت أكثر من 300 حالة اعتقال سياسي في الضفة منذ بداية 2023.
وأشار إلى أنّ اعتقال الناشط عقيل عواودة مخالف للقانون ويُعدُّ انتهاكًا لحقّ حرية التعبير والرأي، وهو توقيف تعسُّفي ويجب الإفراج عنه وعن باقي الصحفيين والنشطاء المعتقلين.
وأضاف إنّ 40% من قرارات الإفراج عن المعتقلين السياسيين في أجهزة السلطة الأمنية لا تُنفّذ.
واختطفت أجهزة السلطة في رام الله الصحفي عواودة من مكان عمله في مدينة رام الله مساء الخميس الماضي.
اقرأ أيضًا: الهيئة المستقلة: اعتقال "عواودة" مُخالفٌ للقانون ونُطالب السلطة بالإفراج الفوري عنه
وأفادت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين، حينها، بأنّ عناصر من (المخابرات) اختطفوا الصحفي عقيل عواودة من مكان عمله في رام الله.
وجاء اختطاف عواودة بعد ساعات من انتقاده تصريحات للناطق باسم أجهزة السلطة في الضفة التي نفَى فيها وجود اعتقالات سياسية في الضفة الغربية.
وتطرَّق عواودة في تعليقه إلى اعتقالات السلطة التي طالت طلبة جامعيين ومحرّرين، وأشار لاستمرار اعتقال السلطة الصحفي أحمد البيتاوي.
وتواصل السلطة اعتقال الصحفي البيتاوي منذ الأربعاء قبل الماضي، على خلفية حرية الرأي والتعبير، حيث رفضت أجهزة السلطة الإفراج عنه، رغم صدور قرار قضائي بالإفراج عنه. ووثَّقت مجموعة "محامون من أجل العدالة" ما يزيد عن 300 حالة اعتقال سياسي منذ بداية عام 2023 وحتى تاريخ اليوم.