قائمة الموقع

"بحرك يا غزة".. معرض يُوثّق حياة الصيادين ويحمل رسائل متعددة

2023-07-13T11:50:00+03:00
معرض بحرك يا غزة

بدا حازم النحال أنه يملك خبرة بحرية واسعة في قطاع الصيد، جعلته يحيك الشباك بمهارة عالية جذبت عدسات الصحفيين في معرض "بحرك يا غزة".

وضم المعرض العديد من الزوايا ذا الصلة بمهنة الصيد البحري، إحداها كانت مخصصة للصياد النحال، الذي جلس مستندًا على جدار يحيك خيوط النايلون القوي ليصنع منها شبكة.

واحتضن المتحف البحري في ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، أمس، المعرض الذي نظمه المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

ويمثل المعرض للنحال (62 عاماً) شيئًا مهمًا؛ "لأنه يوثق حياة الصيادين في البحر الذي قضيت فيه 45 عامًا من عمري بين المراكب والشباك ومياه البحر المالحة".

ورغم تقدمه في العمر لم يتوقف النحال عن ركوب البحر، ويقول إنه لا يقدر على الابتعاد عن البحر ومجال الصيد، "فهذه هي حياتي".

وضم المعرض مجسمات صغيرة لقوارب صيد تشبه إلى حدٍّ كبير قوارب الصيادين الغزِّيين، الذين يواجهون إشكاليات كبيرة لضمان استمرار عملهم المحفوف بالمخاطر، ودفعوا في كثير من الأوقات ثمن قوت يومهم بالدم، إذ لا تمُر فترة من دون تعرضهم لنيران جيش الاحتلال في عرض البحر.

وقدم المعرض مجموعة متنوعة من الأسماك الطازجة باختلاف أنواعها، وكذلك أسماك الزينة في أحواض خاصة بها لاقت استحسان الوافدين، وكذلك قدم كميات من أسماك "الفسيخ" و"الرنقا" التي تصنع محليًّا، ويقبل عليها المواطنون بكثرة في مناسبات الأعياد.

إشارات الملاحة

كما تضمنت زواياه توضيحًا لإشارات الملاحة البحرية الدولية وعددها 40 إشارة موزعة على مجموعتين، عرضت في صورة واحدة، وإلى جانبها صورة أخرى توضح ماهية هذه الإشارات.

وتهدف هذه الإشارات إلى إشعار قباطنة القوارب بتطورات الملاحة البحرية، والأجواء المحيطة، وبعض الأوامر التي من شأنها أن توصل رسائل لهم، ومنها راية (Alfa) التي تعني "لدي غطاس في الماء ابتعد عني"، وغيرها من الأوامر والتنبيهات؛ التي تحمل دلالات مختلفة مثل "أحمل بضائع خطرة"، و"ابتعد عني إني أناور بصعوبة"، و"أنا أغير خط سيري لليمين"، و"المركب متعطل اتصل بي"، و"قف فورًا"، و"غريق في البحر".

وعادة ما تتبع هذه الإشارات والأوامر لتفادي وقوع حوادث بحرية ممكن أن تودي بحياة البحارة وتغرق قواربهم.

رسائل متعددة

ويعمل في مهنة الصيد أكثر من 4000 صياد وعامل منذ سنوات، إذ تشكل هذه المهنة مصدر إعالة ورزق لقرابة 50 ألف نسمة، في الوقت الذي لا توجد فيه أي بدائل أخرى لهم للعمل في ضوء ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في صفوف السكان. 

ويؤكد منسق لجان الصيادين في اتحاد العمل الزراعي زكريا بكر، أهمية معرض "بحرك يا غزة" في ظل الإشكاليات العديدة التي يواجهونها.

ويسمح الاحتلال حاليًّا للصيادين بالعمل في المناطق الشمالية من بحر غزة بالصيد حتى مسافة 6 أميال فقط، في حين يبحر الصيادون من مناطق في غزة حتى رفح 12 ميلاً بحريًّا، لكنهم لا يصلون إلى هذه المسافة من خلال الممارسات اليومية بسبب النيران التي تطلق عليهم قبل اجتيازها أساساً.

ويقول بكر في تصريح لـ"فلسطين": إن المعرض يوصل رسالة إلى الجميع بأن الصيادين يعانون فقدانهم للأمن الشخصي، نتيجة تعرضهم لنيران بحرية جيش الاحتلال، وفقدانهم للأمن الغذائي بفعل منع توريد معدات الصيد، وقطع الغيار مثل "القير/ ناقل الحركة"، ومحركات القوارب، ومواد تصنيعها مثل "الفيبر غلاس" منذ سنوات طويلة.

وأسهم ذلك بارتفاع أثمان المركبات الصغيرة والكبيرة نظراً لغياب الصناعة المحلية لها، واستحالة إدخالها عبر المعابر الحدودية.

ويشدد بكر على أن مجال الصيد يشكل موروثًا ثقافيًّا وحضاريًّا واقتصاديًّا مهمًا يتطلب توثيقه ونشره، لإخبار العالم بمدى ارتباط المواطن الغزِّي بالبحر.

وتوثق مؤسسات حقوقية محلية ودولية انتهاكات بحرية الاحتلال بحق الصيادين، واستخدامها باستمرار زوارق عسكرية وأسلحة ثقيلة في ملاحقة الصيادين وإطلاق النيران مباشرة تجاههم، ما يؤدي عادة إلى ارتقاء شهداء، فضلاً عن مصادرة قوارب صيد مختلفة الأحجام أو تدميرها وإغراقها في البحر.



 

اخبار ذات صلة