فلسطين أون لاين

تضم مجموعتها 3000 ثوب

"حارسة الثوب الفلسطيني".. تحفظ سيرة أثواب لوّنتها الشمس

...
التطريز الفلسطيني
عمّان – غزة/ مريم الشوبكي:

"لديَّ إيمان راسخ بأنّ هذه المجموعة من الأثواب الفلسطينية تُمثِّل الإرث والتاريخ الفلسطينيين؛ فكلّ قطعة من هذه الأثواب تحمل قصة وتاريخًا وأسلوبًا من التراث" تقول حارسة الثوب الفلسطيني وداد قعوار.

عقوار (90 عامًا) صاحبة أكبر مجموعة للأثواب الشعبيّة، ليست الفلسطينية فقط، بل العربية أيضًا، فعلى مدى عقود من الجمع والحفظ والتوثيق ضمّت مجموعتها أكثر من 3000 ثوب، أقدمها يحمل خيوط الهوية الفلسطينية في ستينيات القرن التاسع عشر.

ففي طفولتها وقعت عقوار في حب طبيعة حياة القرية الفلسطينية، وتعرفت منها على الأزياء والتطريز، فضلًا عن العلاقات الاجتماعية المعقدة، ولا سيما بين النساء. 

تتذكر في سرديتها لمشوارها مع التراث الفلسطيني على صفحة متحف "طراز"؛ كيف كانت نساء قرية عابود في رام الله يرتدين أفضل ملابسهنّ للالتقاء والتطريز. 

وبعد عودتها من بيروت حيث أنهت تعليمها الجامعي، هالها مشهد الحياة الفلسطينية بعد النكبة، فمشهد النسوة التلحميات (نساء بيت لحم) المتباهيات بثوب "الملك" الموشى بخيوط ذهبية، والمُطرّز بغرزة "التحريري" التي اشتهرت بها المدينة؛ قد غاب عن الأسواق، وحلّ مكانه مشهدًا بائسًا يصادفها في كل سوق: "طوابير من النسوة يحملن السلال بأثواب كالحة، مهترئة، تعلو الحسرة ملامحهنّ" تقول قعوار.

وتضيف: "في السوق كنت أرى الفلاحة تبيع إلى جانب الخضار قطعًا من أثوابها القديمة".

وواصلت قعوار التطريز بعد زواجها وانتقالها إلى الأردن، غير أنّ احتلال جميع أراضي فلسطين التاريخية عام 67 وضعها أمام واقع جديد، بدأت معه في جمع نماذج حقيقية من ملابس كل منطقة جغرافية في فلسطين بشكل هادف أكثر، خوفًا من ضياعها أو تأثُّرها بأنماط مخيمات اللاجئين الناشئة. 

وتتابع: "جمعت فساتين الزواج من الأوقات السعيدة، وأغطية الوسائد والديكورات المنزلية، وكذلك الحرف اليدوية والنسيج والفخار، في وقت لاحق فقط بدأت أفهم حقًّا سبب قيامي بذلك".

توجت "أم اللباس الفلسطيني" ولعها بالتراث على مدى 60 عامًا بإنشاء متحف "طراز/ بيت وداد للثوب العربي" عام 2015.

وتنظر عقوار إلى "طراز" أنه أرشيفًا حيًّا ومكانًا لعرض قصة فلسطين في طبقات كل ثوب، ورابطًا صاعدًا للذكريات والتاريخ الذي لم تتح الفرصة لجيل بأكمله أن يعيشه، ولكنه يتوق إلى اكتشافه وإحياء هويته بطريقة سيُقدّرها المؤرخون والزوار من جميع أنحاء العالم ويتذكرونها.