نظّمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الجمعة، مسيرة "حاشدة" شمالي قطاع غزة، احتفالاً بالذكرى السنوية التاسعة والعشرين لانطلاقتها.
وشارك الآلاف من أنصار حركة "حماس"، في مسيرات انطلقت من مساجد مختلفة، شمالي قطاع غزة، عقب صلاة الجمعة، وتوقفت في بلدة "جباليا"، للاحتفال بذكرى تأسيسها في مهرجان حمل اسم "قدسنا..عهدٌ ووعد".
ورفع المشاركون في المسيرات رايات الحركة (الخضراء)، مرددين هتافات تؤكد على تمسّكهم بخيار "المقاومة"، الذي تتبناه حركة "حماس".
وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، في كلمة له على هامش المسيرة: "الاحتفال بذكرى الانطلاقة التاسع والعشرين، بهذا الحشد الكبير، أسقط رهانات أعدائنا، وأظهر ثبات شعبنا، وثبات حركة حماس".
وتابع: "رغم كل ما تعرضت له حركة حماس منذ انطلاقتها وحتّى اليوم، من اغتيال لمؤسسيها وللقادة، وإبعاد وحصار وحروب متعاقبة، إلا أنها لا زالت متمسكة بمبادئها ومرجعيتها الإسلامية، وهدفها المتمثل بتحرير فلسطين باستخدام كافة الوسائل وعلى رأسها، المقاومة المسلّحة".
ولفت إلى الحصار الإسرائيلي المستمر لعامه العاشر على التوالي "يهدف إلى حرف بوصلة (حماس) عن خيار المقاومة والتحرير"، متابعاً "لكننا نؤكد اليوم على تمسكنّا بهذا الخيار".
وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارا على سكان قطاع غزة منذ نجاح "حماس"، في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، وشدّدته في منتصف يونيو/ حزيران 2007.
واستكمل قائلا: "إن طرد الإسرائيليين من غزة عام 2005 ما هو إلا خطوة على طريق تحرير فلسطين".
وأشار الحيّة إلى أن حركته استطاعت منذ نجاحها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، أن تحافظ على علاقتها السياسية مع دول وشعوب المنطقة، مؤكداً على عدم تدخل حركته في شؤون الدول الداخلية.
وفي رسالته لاحتلال الإسرائيلي خلال المؤتمر، قال الحيّة:" غداً سنأتيك من فوق الأرض، ومن أنفاقها، ومن البحار ومن سمائها، كما استطاعت كتائب القسّام أن تفقدك، خلال الحرب الأخيرة صيف 2014، قوتك الاستراتيجية التي رسمتها لنفسك في الحرب".
فيما وجّه الحيّة رسالة للأسرى داخل سجون الاحتلال، قائلاً: "نعدكم أن نواصل الطريق لتحريركم، وما في قبضة مجاهدينا كفيل بذلك، ونقول لقادة العدو عليكم الاستعداد لدفع الثمن، وطول الزمن ليس في مصلحتكم".
وفي مطلع أبريل/ نيسان الماضي، كشفت كتائب القسام لأول مرة عن وجود "أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها"، دون أن تكشف آنذاك إن كانوا أحياءً أم أمواتا.
ومن جانب آخر، دعا الحيّة حركة "فتح" إلى العودة لطاولة المصالحة الفلسطينية، وللانخراط في حوار وطني وصفه بـ"الجاد والمسؤول"، الذي يُطبّق ما تم الاتفاق عليه في جولات المصالحة السابقة.
وتابع: "ندعو لوحدة قائمة على الشراكة الوطنية، والاعتراف بالآخر، والاتفاق على رؤية استراتيجية تحمي الثوابت وتقيم دولة مستقلة على كامل الأرض، باستخدام كافة الوسائل، على رأسها الكفاح المسلح والعمل السياسي والقانوني والدولي".
وجدد الحيّة تأكيد موقف حركته الدعم للحراك الشعبي ولانتفاضة "القدس" في الضفة الغربية، داعياً الأطراف المختلفة بالانخراط به بكل قوة.
ورفض الحيّة أي قرار يقضي بـ"شرعنة الاستيطان" في الضفة الغربية، مطالباً بحراك سياسي لمنع ذلك.
ويصادف تاريخ 14 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام ذكرى انطلاقة حركة حماس التي انطلقت في العام 1987.