فلسطين أون لاين

أثار غضبًا واسعًا

تخلي السلطة عن جنين.. خيانة للشعب الفلسطيني وخدمة للاحتلال

...
جنين-غزة/ محمد أبو شحمة:

أثار إغلاق الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أبواب مقراتها، وهروب عناصرها، وإخفاء أسلحتهم، منذ اللحظة الأولى لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، غضبًا وانتقادات فلسطينية واسعة، وهو ما عده مراقبون خيانة للوطن، ويكشف عن دورها الوظيفي في خدمة الاحتلال.

وفي رد فعل غاضب على تخاذل أجهزة أمن السلطة، هاجم مواطنون مقر المقاطعة في جنين بالحجارة، وطرد آخرون قيادات من حركة "فتح" من جنازة تشييع الشهداء، تعبيرًا عن غضبهم واستيائهم من تخلي السلطة عن مسؤولياتها.

وكانت أجهزة السلطة في جنين، اعتقلت قياديين في المقاومة من "كتيبة جبع" قرب طوباس، كانا في طريقهما لإسناد المقاومين في مخيم جنين في أثناء العدوان.

وقالت الكتيبة: إن المقاومينِ مطاردينِ للاحتلال، وهما مراد وليد ملايشة (34 عاماً)، ومحمد وليد براهمة (37 عاماً)، وكانا في طريقهما إلى جنين للتصدي لقوات الاحتلال.

خدمة للاحتلال

رأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن عدم قيام السلطة بدورها في حماية المواطنين، يشير إلى أنها تعمل لصالح الاحتلال وتخدم أجندته، وليس لحماية وخدمة الشعب الفلسطيني

وبين العقاد لصحيفة "فسطين"، أن دور السلطة الأمني يبدو أنه محدود بالتنسيق مع الاحتلال، دون تحقيق العمل الأمني الفعال لحماية المواطنين ومواجهة الاحتلال.

وأشار إلى استمرار "التنسيق الأمني" بين السلطة والاحتلال، وتقديم المعلومات الأمنية للاحتلال، ما يؤكد تواطؤ السلطة واندماجها في جهود الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

وذكر أن تخاذل السلطة وخيانتها للشعب الفلسطيني دفع المواطنين إلى التعبير عن رفضهم واستيائهم، إذ قاموا برجم السلطة بالحجارة كتعبير عن رفضهم لتواطئها مع الاحتلال، كما قاموا أيضًا بطرد قيادة حركة "فتح" من جنازة الشهداء، لأنهم يرون أنها تغطي على تلك الأجهزة التي يرونها تمارس الخيانة.

وأشار العقاد إلى أن العناصر العاملة في السلطة، التي يقدر عددها بـ 70 ألف فرد، تم تدريبها وفقًا لعقيدة "دايتون"، التي تجرم المقاومة وتتعاون مع الاحتلال، لافتًا إلى وجود شركة أمنية بريطانية تقوم بتدريب تلك الأجهزة وفقًا لترتيبات أمريكية، وذلك وفقًا لما تم مناقشته في اجتماعي شرم الشيخ والعقبة الأمنيين.

ويعتقد العقاد أن الاحتلال يريد بقاء أجهزة أمن السلطة والحفاظ عليها من الانهيار، وذلك لأنها تخدم مصالحه.

أداة للاحتلال

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي، بكر الشيخ عيد، أن أجهزة السلطة أثبتت لجميع الشعب الفلسطيني بأنها إحدى أدوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بعد تخليها عن المواطنين وحمايتهم خلال العدوان على جنين.

وقال الشيخ عيد لصحيفة "فلسطين": إن السلطة لديها سلاح وعتاد وآلاف العناصر، ويمكنها صد اقتحامات جيش الاحتلال للمدن والمخيمات بالضفة الغربية، ولكن قيادتها لديها قرار بعدم مواجهة (إسرائيل) عسكريًّا، أو حتى الوقوف إلى جانب شعبها.

وأضاف أن السلطة لا تشعر بالخجل من سلوكها وإغلاق مقراتها، وتعود بعد انسحاب قوات الاحتلال لممارسة دورها غير الوطني في اعتقال المناضلين والمحررين ونشطاء المقاومة.

وأشار إلى أن إقدام السلطة على اعتقال المقاومين والمطاردين خلال العدوان الإسرائيلي على جنين، وهو تصرف يعدُّ تجاوزًا واضحًا للمبادئ الوطنية.

وتوقع الشيخ عيد أن يستمر غضب المواطنين بالضفة الغربية تجاه سلوك أجهزة السلطة، ومواجهتها وإجبار عناصرها على الانضمام إلى الشعب الفلسطيني في الدفاع عنه.

المصدر / فلسطين أون لاين